ما أن نزلت بحضرموت كارثة السيول إلا و رافقتها كارثة أخرى وكأنها على موعد ومما يُؤسف له أنها ليست عرضية ستزول بعد حين بل يتضح أنها بنية مبيتة لتستمر سرمديا و لتنال من تاريخ حضرموت التليد الذي يعتبر مهدا لتاريخ العالم بأسره و كل ما على الأرض من مخلوقات بشرية أو غيرها , فحضرموت هي الرحم الذي خرج منه العالم كله وهي نقطة انطلاقة الحياة الأولى للبشرية وغيرها من جميع المخلوقات التي على كوكب الأرض إذا اعتمدنا الحقيقة التي تؤكد أن تاريخ الحياة و الكائنات الحية كلها يبدأ بعد طوفان نوح عليه السلام , هذا ما انتهت إليه الدراسات العلمية الجادة ويعززها في ذلك كل ما يعمل ويكتشف في هذا الشأن بين حين وأخر . الصيد في الماء العكر مثل عالمي ومبدأ ينتهجه أهل الطوائل والحيل وفاقدو الحجة ومدعور الباطل ممن لا حيلة لهم لفرض واقع ما بعينه على أصحاب الشأن في أي أمر كان , وبعد ذلك يحلو لهم ترديد العبارة الشائعة التي يطلقها القضاة المفلسون ( وعلى المتضرر أن يلجأ إلى القضاء ) . لن يكون لحضرموت أي اسم آخر مهما كانت المسوغات , إنها حضرموت فعلى من يجهل ثقل وصدى هذا الاسم في نفوس أهلها والعالم كله عبر التاريخ و في كل شأن كبير أو صغير فليعد إلى التاريخ ففيه الجواب الشافي للعقلاء والدروس والعبر للعوام والجهلة الذين لا نعتد بكلامهم ولا أثر لهم بين السطور , فهم كغثاء السيل يظهرون ويزايدون مع الكوارث والأزمات ولكنهم يزولون بلا أثر وإلى الأبد , و إبان الحكم الشيوعي البغيض حاول من جسدوا تلك الصفات بتسمية حضرموت بالمحافظة الخامسة في تطاول منهم و محاولة حمقى فاشلة لطمس أساس و مصدر تاريخ العالم بأسره و مرت السنين الطويلة المرة والأليمة فهزمتهم حضرموت وبقيت حضرموت حضرموت وذهبوا هم إلى مزابل التاريخ غير مأسوف عليهم و تقوقعوا في جحور تدوسها الأقدام فهل من مدكر ؟ لن نرضى أبداً ولن يقبل ذو عقل أو منطق ولن يسمح أحد في العالم كله على بتغيير اسم أُمِهِ الأُولى إنها حضرموت لا المنطقة الشرقية إنها حضرموت ؟ أن هذا التطاول الذي يدرج و بوصف حضرموت ضمن التسمية الجديدة ( المناطق الشرقية ) التي تحاول وسائل الإعلام اغتنام كارثة حضرموت و كثافة الأخبار عنها وعن المهرة لتسويق و ترديد هذه التسمية الجديدة الوليدة مع تداعيات الكارثة بمناسبة أو بدون لتفرضها كواقع جديد ليعلق و يرسخ بالأذهان في المشافهة و المخاطبات تمهيدا لشيء ما في النفوس ربما أوله المساس بجغرافيتها , أنصح هؤلاء الذين فهموا شيئا و غابت عنهم أشياء كثيرة , إن هذا سيفتح أبواب موصدة أحسب أنها لن تغلق بل سيصاحبها تبعات لا أتصور بأي حال أننا في عموم اليمن بحاجة إليها . أقول لمن يسعون إلى ذلك ومثله كفوا عن العبث بالتاريخ والتزموا الاحترام والتقدير لتاريخ اليمن أمة ومنطقة ومجتمعاً وأسراً وأفراداً فإن التعالي والتهميش سلم للانتهاء , وما تجاهل و تهميش الأخر إلا نواة لصناعة كوارث يصعب السيطرة عليها بأي حال ليس هنا مقام الإسهاب والتفصيل في ذلك , وأكرر رجائي لهم بقراءة وفهم التاريخ جيدا نصاً وروحاً و نطقاً ففيه للعقلاء فقط لكل سؤال جواب و سواهم لا يعني أحدا فقد تم وصفهم هنا , ولا أحسب أنه حتى الأحمق المتجرد عمن هويته يرتضي بتغيير اسم أمه فيكف يجمع العالم كله على تغيير اسم أمه أو النيل منها إنها حضرموت أم العالم ! .
|
اتجاهات
كفى عبثاً بالتاريخ ... اسم حضرموت لن يتغير!
أخبار متعلقة