من يتذكر مشاركتنا في دورات الخليج لا يبعد به التفكير عن دائرة المستوى والنتائج وخروجنا من المشاركتين السابقتين بنتائج غير مرضية ولا مقنعة للوسط الرياضي على الرغم من حداثة انضمام اليمن إلى هذه البطولة بل ان المستوى الذي ظهر به المنتخب اليمني في هاتين المشاركتين غير مقبول أيضاً ولقد ترتب على خروج المنتخب الوطني بخفي حنين في أول مشاركاته إقالة الاتحاد ثم ساءت العلاقة بين وزارة الشباب والرياضة والاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا) بعد انتهاء فترة عمل اللجنة المؤقتة برئاسة الشيخ حسين الأحمر.وتتابعت الأحداث الداخلية ليصل الأمر الى اتخاذ قرار من قبل الاتحاد الدولي بتعليق نشاط اليمن كروياً ولم يعترف بالانتخابات التي اجرتها الوزارة بسبب غياب ممثلي الاتحاد الدولي واللوائح غير المنسجمة مع لوائح (الفيفا).على كل حال مشاركتنا في دورات الخليج أصبحت بمثابة محطات نجد أنفسنا ملزمين بالظهور المشرف فيها وينبغي علينا ان لا نكون الحلقة الضعيفة او بديلاً لسلطنة عمان التي رفضت رفضاً قاطعاً ان تكون في ذيل القائمة وعبرت عن ذلك الرفض في أكثر من مناسبة بل أصبحت رقماً صعباً في مشاركاتها في دورات الخليج.ومن الطبيعي ان ترفض اليمن ان تكون فريقاً ( مكملاً) في هذه البطولة ولكن كيف؟؟ان التخطيط للبطولات يجب ان يقترن بمعايير لا بد من الأخذ بها الزامياً.وباعتبارها الخارطة التي ترشدنا للوصول الى مستويات المنتخبات الخليجية وابرز هذه المتطلبات كالأتي:اولاً : تحديث الأندية باعتبارها الأساس في تطوير اللعبة.ثانياً: إيجاد المنشآت التي تمارس عليها لعبة كرة القدم في الأندية والخاصة بالبطولات في مختلف المحافظات وفي المدارس والجامعات.ثالثاً: تأهيل الكادر التنظيمي والفني ( حكاماً ، ومدربين، وإداريين) وكل من تربطه علاقة بلعبة كرة القدم والاعتماد على الاحتراف في هذا الحقل فلا نسمح إلا بكادر محترف في الأندية والاتحاد وهذه المهمة تعتبر الرئيسية إذا مااردنا ان نخطو خطوات ايجابية للوصول للمستويات العالية في لعبة كرة القدم.رابعاً: تنظيم الدوري اليمني تنظيما دقيقاً ليتواكب مع ما يجري حولنا من تطور مطرد في مختلف الجوانب المتعلقة بافاق التطور فبدون ان يكون لنا دوري يبدأ وينتهي منسجاً مع الاستحقاقات العربية والآسيوية والدولية فلن يكون لنا مكان بين الدول التي ينوي الاتحاد الدولي ان يعتمدها دولاً محترفة وهذا احد الشروط الأكثر اهمية ويجب ان يصاحب ذلك اهتمام خاص بالنشئ كقاعدة يتأسس عليها الهرم او الهيكل للمشروع الذي يلزمنا إنشاؤه.ان هذه المبادئ او الشروط التي ليس مجرد أفكار تطرح متى ما اقتربنا من المشاركات التي تعتبر بالنسبة لنا مجالاً لإثبات قدراتنا في المحافل الدولية فحسب بل ان هذه المبادئ قد أشير إليها باهتمام في الرؤية الآسيوية التي تعتبر البرنامج المنشط من الواقع اليمني للخروج من واقع التخبط والعشوائية إلى واقع التنظيم العملي والعلمي اذاً لا يصلح ان نقفز على الواقع الذي تعيشه لعبة كرة القدم في بلادنا حالياً فإذا كانت دورات الخليج محطات لها بالغ الأثر في نفوس المهتمين بالكرة اليمنية وعشاقها فلابد من تصويب مسار هذه اللعبة بالشكل الذي يوصلنا إلى منصات التتويج فمهما بالغنا في إمكانيات دون ان نضع التقييم الحقيقي فنحن نغالط أنفسنا ولن نحصد الا الفشل الذريع في المنافسات التي تعتبر المقياس لمدى تطورنا في لعبة كرة القدم.ولكي لا نثور وندخل في خلافات تؤدي بنا الى العودة إلى نقطة الصفر بعد كل محطة يعتبرها المسؤلون عن الرياضة في بلادنا فلابد من وضع النقاط على الحروف من خلال إتباع الشروط التي أوردناها في هذا الخصوص لذلك نقول وبالنص الصريح بأن مشاركتنا في بطولة خليجي ( 18) لن تكون إلا نسخة عن مشاركاتنا السابقة لان الواقع لم يتغير ولا يعني ذلك ان نعتذر عن المشاركات ولكن علينا ان نسير وفق أهداف مرسومة على المدى البعيد.والسؤال المطروح هو هل تستطيع العقلية التي تقود الاتحاد ان تسير في هذه الاتجاه؟وهل توجد الإرادة في قيادة العمل الرياضي بالالتزام بتحقيق تلك الأهداف؟تلك هي طموحاتنا فهل نتعامل مع هذه الطموحات بواقعية بعيداً عن العواطف الوقتية التي تفرزها مشاركاتنا في دورات الخليج؟ وهل نستجيب لما تمليه علينا المصلحة الوطنية وفق منظور عملي يضعنا في إطار ومحتوى الإستراتيجية والأهداف المحددة لتحقيق الانجازات؟ أم أن مجرد عاصفة موسمية تهدأ مع مرور الوقت.
أخبار متعلقة