مدير وحدة مشروع الإيدز لصحيفة 14 أكتوبر : علينا محاصرة (الايدز) قبل انتشاره بجهود الجميع
أجرى اللقاء : عبد الرحمن الشميريعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري الإيدز إلا أنّ هذا الفيروس ينتشر بطرق وأساليب محدودة يمكن تجنبها بسهولة مع أخذ الحذر والحيطة في بعضها، وما تزال البحوث في مجال إيجاد مصل (تطعيم) ضد الفيروس الذي اكتشف عام 1981م هي الأكثر تعقيداً... وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد الأحياء المصابين بالفيروس أو الحاملين له حتى نهاية عام 2003م بنحو 42 مليون حالة على مستوى العالم، أما في اليمن فيقدر عدد الحالات المسجلة رسمياً أكثر من 1714 حالة وبما أنّ قضية فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز تحظى باهتمام المجتمع الدولي بأسره، فإنّ بلادنا التي تُعد جزءًا من هذا العالم قد أعدت وأقرت عام 2002م إستراتيجية وطنية للوقاية منه ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة الإيدز وعلى ضوء ذلك تم إنشاء وحدة مشروع الإيدز بالأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان وبتمويل من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.وعن أنشطة وأهداف وحدة مشروع الإيدز بالأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان وموقع بلادنا من هذا المرض التقينا الدكتور/ عبد الله عبد الكريم العرشي المدير التنفيذي لوحدة مشروع الإيدز.[c1]- متى باشرت وحدة مشروع الإيدز عملها وما هي أهدافها؟[/c]- بدأ العمل وحدة مشروع الإيدز بالأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان في أغسطس الماضي، وبتمويل من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا وعلى الفور باشرنا عمل تكوين الوحدة من مكاتب وأثاث ونفذنا العديد من الأنشطة والفعاليات ومن أبرز الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها رفع تعزيز الوعي بخطورة فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز والأمراض الأخرى المنقولة جنسياً لاسيما في أوساط الفئات الأكثر تعرضاً للإصابة وكذا رفع الالتزام السياسي لدى قيادة الدولة ومنظمات المجتمع المدني تجاه الوقاية منه ومكافحة فيروس الإيدز وعدم التمييز ضد الحالات المصابة، كما نعمل مع شركاء حكوميين وغير حكوميين.[c1]- أما النقطة الأخيرة وهي التمييز ضد الحالات المصابة - كيف يمكن معالجة هذه القضية؟[/c]- حقيقة هذه من المشاكل الكبيرة التي تواجهنا باعتبار أنّ مجتمعنا اليمني له خصوصيته وبعض لديهم - للأسف - مفاهيم خاطئة عن مريض الإيدز تولدت عبر مراحل من الزمن وأصدروا أحكاماً مسبقة عن هذا المريض دون التأمل في أسباب انتقال الفيروس فقد ينتقل عن طريق الخطأ مثلاً قد يتعرض شخص ما لحادثٍ مروري فينقل إلى أحد المستشفيات فيقرر الطبيب أنّه بحاجة إلى دم فيتم نقل الدم إليه من دون أن يخضع للتحاليل المخبرية فيصادف أنّ هذا الدم ملوث بفيروس الإيدز.. أو من خلال تجرعه لحقنة مصابة بالفيروس.. وهكذا فما ذنب هذا المصاب المسكين.. فمثل هذه القضية يجب إرجاعها إلى نظرة الشرع فيها وماذا يقول عنها ونسأل علمائنا الأفاضل عنها.. فمعالجة هذه القضية تتم من خلال التوعية بالمرض وطرق انتقال الفيروس من خلال وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة وتلفزيون وصحافة وملصقات وبروشورات وكذلك تكون التوعية من خلال الاتصال المباشر لما له من تأثير قوي ورجع صدى آني من الجمهور.. فالاتصال يكون في المدارس والجامعات والنوادي والجامع. وأُكرر الجامع من خلال خطبتي الجمعة التي تؤدي دوراً بارزاً في التأثير على المتلقين لما يحظى به علمائنا الأفاضل من احترام ومكانة لدى الناس وأجدها مناسبة من خلال هذه الصحيفة الغراء أن أدعو هؤلاء جميعاً ومنظمات المجتمع المدني أن يسهموا في كل مكان لمكافحة هذا الوباء الذي تُعد انعكاساته كبيرة على الدولة فهذا الوباء يدمر البشر والاقتصاد الوطني.[c1]-ما مدى تواجد هذا المرض في بلادنا؟[/c]أولاً أود أن أُشير أنّ بلادنا ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان تتعامل مع هذا المرض بشفافية دون أية تحفظات وكانت آخر إحصائية رسمية تشير إلى أنّه يوجد في اليمن ما يقارب 1714 حالة مُصابة بالإيدز والمختصون يقولون إنّ وراء كل حالة من هذه الحالات المعلنة 15 حالة مخفية غير معلنة وبغض النظر عن هذه الأرقام.. فالمرض موجود بيننا ومن الصعوبة حصر معظم الحالات المصابة نظراً للخصوصية التي أشرت إليها ونظرة المجتمع القاسية تجاه المريض وإذا لم نتكاتف جميعاً لمواجهته وحصره في زاوية ضيقة فإننا سنجد أنفسنا بعد مدة وقد انتشر المرض بصورة مخيفة.صحيح أن النسبة ضئيلة في بلادنا مقارنةً ببعض الدول العربية، إلا أنّ انتشاره يكون سريعاً جداً.. وتفعيل القيم الدينية أمر ضروري لتجنب ارتكاب الفاحشة وهنا يأتي دور القادة وبالذات العلماء المتنورين.. والكل يعرف أنّ بلادنا مطلة على دول القرن الأفريقي ولديها شريط ساحلي كبير يتسلل عبره كثير من اللاجئين غير الشرعيين والحامل بعضهم لفيروس الإيدز كما أشارت بعض الإحصائيات.وقارة أفريقيا تعد حالياً أشد البقاع تضرراً بالإيدز كما أن معدل الإصابة بالعدوى ما زال آخذاً في الارتفاع في البلدان النامية بصورةٍ رئيسة حيث يعاني السكان من الفقر والبطالة والنظم الصحية غير السليمة.[c1]- ما هي المجالات التي تضمنتها الإستراتيجية الوطنية للوقاية منه ومكافحة فيروس الإيدز؟[/c]- أولاً هذه الإستراتيجية تعكس رغبة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي يؤكد في أكثر من مناسبة على مكافحة هذا الوباء فالإستراتيجية تعكس رغبة القيادة بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني للتصدي لمكافحة هذا الفيروس وتدعو هذه الإستراتيجية التي أقرتها الحكومة عام 2002م إلى تضمين قضية مكافحة الفيروس في جميع السياسات والخطط والبرامج التنموية والصحية وهناك ثمانية مجالات تتضمنها هذه الإستراتيجية وذات أولوية ويتم العمل من خلالها ومنها :- الالتزام السياسي نحو الرعاية والوقاية من مرض الإيدز وترصد انتشار العدوى والدراسات السلوكية وتدابير السلامة الحيوية والدعم النفسي وضمان حقوق الإنسان لمرضى الإيدز وأسرهم، رعاية المصابين بنقص المناعة والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي وبناء القدرات المؤسسية وإشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني والتنسيق فيما بين القطاعات.- طبعاً هناك فريق وطني يضم ما يقارب ثلاثين جهة حكومية وغير حكومية ولديه خطة عمل تنفيذية قطاعية تم تمويلها من قبل الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، ووحدة مشروع الإيدز تعمل على التنسيق والمتابعة لتنفيذ الخطة مع هذه القطاعات المختلفة.[c1]- ما هي الأنشطة التي نفذتها وحدة المشروع وما هي تطلعاتكم المستقبلية؟[/c]- نفذت وحدة المشروع العديد من الأنشطة والفعاليات التوعوية حول مرض نقص المناعة البشرية الإيدز سواء في أمانة العاصمة أو في بعض المحافظات وأشركنا مختصين في إعداد وتقديم أوراق العمل وشارك في هذه الفعاليات قيادات برلمانية وحزبية وممثلين عن المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني وتستهدف وحدة المشروع الفئات الأكثر تعرضاً للإصابة مثل فئة الشباب من عمر 15 - 25 عاماً والطبقة التي تعيش تحت خط الفقر والفئات المهمشة واللاجئين والصيادين والمساجين.- ونحن الآن بصدد إعداد وإنتاج برامج توعوية سوف تبث وتنشر في بعض وسائل الإعلام، والقيام بأعمال تحقق الأهداف التي من أجلها أُنشئت الوحدة ووفق الخطة المعدة لذلك.