مع الأحداث
يصر الكيان الصهيوني المغتصب أرض فلسطين على محاكمة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والذي اعتقل في 15 كانون الثاني 2002 على يدى أجهزة المخابرات العامة الفلسطينية ، وبعدها تم نقله إلى مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات، بتهمة صلته بقتل الوزير الصهيوني المتطرف زائيفي حيث أعلنت الجبهة الشعبية مسؤوليتها عن اغتياله. وفي 29 آذار 2002 هاجمت القوات الإسرائيلية مقر ياسر عرفات وحاصرته لما يزيد على شهر مطالبة بتسليم أحمد مسعدات وخمسة من رفاقه متهمين بنفس التهمة. في (1) آذار 2002 تم نقل المعتقلون سعدات ورفاقه إلى سجن ( أريحا ) تحت إشراف بريطاني - أميركي ، وفي 2005 شهر كانون الأول وآذار 2006 أبلغت السلطات البريطانية السلطة الفلسطينية بأنهم سينسحبون من سجن ( أريحا ) ، وفي صباح 14 آذار 2006 انسحبوا بالفعل ، وبعد عشرين دقيقة وصلت قوات حيش الاحتلال الصهيوني وخطفت سعدات ورفاقه ونقلتهم إلىالسجن الإسرائيلي. منذ ذلك الحين وسعدات يقبع في زنازين العدو ، رفض مراراً أن يكون له محام ، رفض مراراً المحكمة والمحاكم، رفض كل التهم التي وجهت إليه، وطالب من داخل قاعة المحكمة بطرد الاحتلال وبمواصلة الانتفاضة وبالوحدة الوطنية الفلسطينية.كان سعدات له رؤياه حول الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي تحدث عنها بوضوح في أكثر من مناسبة ، وجاء في مقابلة صحفية له مع صحفية (الهدف ) في ديسمبر 2002 بهذا الصدد مايلي : الوحدة الوطنية هي وحدة الرؤية السياسية والسلوك السياسي الذي يجب أن تركز الإجابة على سؤال ، كيف يمكن دفع المقاومة والارتقاء بها، باعتبارها الرافعة لأي إنجاز سياسي وطني محتمل؟ البناء الديمقراطي للأداة القيادية ومؤسساتها التي يجب أن يناط بها تحويل خطوط الرؤية السياسية العامة إلى وقائع حية على الأرض تستنهض كافة طاقات شعبنا ، وتدفع إمكاناتها واستعداداتها للمساهمة في المعركة الوطنية الكبرى لشعبنا وتستجمع عناصر القوة فيها، ويفند تنظيمها لمزجها في هذه المعركة. بحث وتشكيل أساليب ووسائل إدارة الصراع لتوسيع المشاركة الجماهيرية والحاضنة الدولية لنضالنا الوطني في إطار نظم وهياكل وأسس ديمقراطية حقيقية. وأكد سعدات أن السلطة الفلسطينية التي وصلت إلى طريق مسدود في كامب ديفيد عام 2000 ، كان من الواجب عليها وخاصة بعد اندلاع الانتفاضة، أن تتوجه لتركز حوارها مع الداخل الفلسطيني ، ، لتصليب الوضع الفلسطيني وتسليم الانتفاضة بالرؤية السياسية الوطنية المتوافق عليها، والتي تأتي في مقدمتها إعادة بناء وتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، باعتباره الأداة التشريعية لشعبنا ، وغيرها من الإجراءات الخاصة بالمجالس المحلية، والمنظمات الشعبية وبناء مؤسسات السلطة. كم كنا أحوج للالتزام بهذه الرؤية السياسية لهذا القائد المناضل صاحب التجربة الكفاحية ، ولو كنا فعلنا ، لما كنا اليوم نبكي على الوحدة الوطنية التي افتقدناها منذ سنوات، والتي بفقدانها بات كل المشروع الوطني الفلسطيني محدداً ، على أثر الانقسام السائد اليوم في الساحة الفلسطينية، وعلى أثر الاقتتال الفلسطيني وعلى أثر السجون الفلسطينية المليئة بالمناضلين ، وعلى أثر الحرب الإعلامية الدائرة بين المتخاصمين في الساحة الفلسطينية ، أكثر من مرة سمعنا سعدات وهو يدعو إلى حوار وطني ويقول نحن مطالبون بالنضال عبر الدعوة والتظاهر في الشارع وفي كافة المؤسسات الفلسطينية خلف طاولة حوار وطني جريء ومسؤول يمكن من خلاله ، إما أن نوفق في توفير الحد الأدنى الوطني السياسي والتنظيم لتأسيس صرح وحدتنا الوطنية، أو الوصول إلى تفاهم حول إدارة خلافاتنا في إطار وحدة الموقف الفلسطيني العام، المرتكز على ضرورات استمرار المعركة ، معركة الدفاع عن الهوية والحقوق الوطنية الفلسطينية. في الخامس والعشرين من الشهر الجاري سيقف هذا القائد أمام محكمة صهيونية ، لأنه صاحب هذه الرؤية السياسية التي تشكل خطراً حقيقياً على الكيان الصهيوني. لأنه صاحب إستراتيجية يحملها ورفاقه ترهب حكومة الاحتلال ، لأنه تحدى الاحتلال ويطالب بطرده ، لأنه يحب فلسطين لأنه ابن فلسطين ، لأنه الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، لأنه رفيق أبو علي مصطفي ، وجورج حبش.إني أراه وهو قادم إلى المحكمة الباطلة وهو يرفع اشارة النصر..إني أراه وهو رافع رأسه لاينحني شامخاً كنخيل فلسطين إني اسمعه وهو يصرخ وحدة وحدة وطنية ، ولاتنسوا أن تسمعوا صوت سعدات يوم 25 /11/ 2008م من قلب فلسطين.