إن أردتم فهذه رسالة لكل اليمنيين . وان أردتم فهي رسالة لبعض اليمنيين . وان شئتم فهي رسالة لكل من يكتب ويحرض إلى الكراهية والحقد والفتنة. معتقدا ومتحججا أنها مهنة. وان أردتم فهي اشارة إلى كل من يكتب في الشأن اليمني بمختلف وسائل النشر. رجلا كان أم امرأة. صادقا كان أم مزيفا . باسمه أو باسم مزيف . بعقليته أو بمناطقيته.اليمن بلادنا جميعا . إن نمت واستقرت وتطورت فنحن والأجيال القادمة المستفيدون بالطبع . وان أصابها (لاسمح الله ) مكروه واشتعلت فيها الفتن والحروب فان النار ستعمها جميعها وليس منطقة محدودة . ليس صعدة فقط أو صنعاء أو الضالع وأبين والبقية في مأمن .هي كالحريق لأتغرق بين اخضر ويابس .والنار من مستصغر الشرر . ونحن جميعا سنخسر والوطن سيخسر. والمنطقة والإقليم سيخسر . كلنا خاسرون في هذه الحال . ليس في ذلك كاسب سوى أصحاب الجنسيات المتعددة . وأصحاب اللجوء السياسي . والقابعين في الخارج . حيث لن يصيبهم أي مكروه . ونحن فعلا نعيش في مركب واحد . هذه ليست كلمات الرئيس مثلما سمعتموها في خطابه في الشهر الماضي . ولكنه المنطق بعينه . أرجو ألا يتصور احد ومن لديه قليل من العقل والفكر والروية. أن المتضرر الوحيد أصحاب مناطق كذا وكذا . بل ستشتعل ( لاسمح الله) في كل مكان. لأنها وبكل بساطه فرصه لبسط النفوذ على الأرض من كل قبيلة ومن كل منطقه على منطقة أخرى مجاورة, ومن كل من كان مسئولاً. ومن كل من كان له ثأر قديم يريد أن يصفيه ومن كل من يتاجر بالسلاح. وفي هذه الحال سنكون شعباً بلا دولة . بل سنكون دويلات لاحصر لها.سنصبح مجزئين ومنقسمين ومشتتين إلى ولاءات متعددة يحكمها الأقوى بالمركز والقبيلة وليس بالشريعة. لا ادري كيف سيكون الحال وهناك من يحلم بإعادة الحياة لسلطنة الفضلي والعبدلي !؟والجنوب العربي!ومن الطبيعي سيبرز من كان له سلطة في سلطنة العوالق وإمارة الضالع ويافع العليا ويافع السفلى وهلم جرا. وسندخل في دوامة نحن في حضرموت مابين سلطنة القعيطي والكثيري ومن يبسط نفوذه على من ؟ولا أظن أن الحوثيين ومن يدعمهم في الداخل وفي الخارج سيفوتون الفرصة تذهب هكذا. دون أن يعملوا كل ما في وسعهم لبسط نفوذهم على اكبر مساحة في اليمن وما جاورها .معاناة وباب كبير فتح لجهنم . ولمن يريد للمنطقة بكاملها أن تشتعل وليس لليمن فقط . فلا أظن أن من يملك قليلا من العقل يتمنى حصول ذلك . إلا إذا كان هناك من يريد أن يعيد عصور الانتقام وهو لايعلم انه بفعله هذا سيشعل حربا ليس لها حدود مناطقيه او حتى حدودا زمنية . في هذه الحال كل واحد يريد أن يحكم ويسيطر وفق منطقه ومنطقته وسلطته وأعوانه ورعايا قبيلته .سيحترق أبناؤنا في نار المعارك المشتعلة ليل نهار. بين كل تلك المناطق والدويلات والسلطنات والمشيخات لأنه من الطبيعي كل منطقة تريد أن تسيطر على المنطقة المجاورة وستسلك كل الطرق لتحقيق ذلك .ونتيجة لاشتعال الحروب وظهور أمراء الحرب والسلطة في كل مكان سنكرر نفس أخطاء الصوماليين والتي لازالوا يعانون منها حتى الآن. وسينزح الكثير للجوء إلى دول الجوار ومنها الصومال هربا من الحرب .المسألة فعلا ليست مثلما يفكر بسطحيه كل من يعتقد أنها ستكون شمالاً أو جنوب إطلاقا . إن من يشعل الفتن سواء في الداخل آم في الخارج لن تصلهم النار بتاتا مثلما ستصل حرارتها كل اليمن . لأنهم يعيشون في فلل وبيوت آمنه وينعمون برغد العيش أكثر مما كانوا في السلطة قبل سنوات . وهم في نهاية الأمر يحركون البسطاء الذين لو توقفوا قليلا مع العقل . وفكروا قليلا أيضا لوجدوا أنفسهم مجرد حطب يستعمل لإشعال النار . أما من يوجهونهم فهم في مأمن من كل ضرر وفي أمان لايتصوره البسطاء . فقط يرونهم على بعض الشاشات او مواقع الانترنت ويصدرون البيانات المدمرة وهم في غاية الاسترخاء .كنت آمل وما زلت أتمنى أن يتوقف قليلا من يرتكبون كل تلك الأفعال المخلة بالنظام والقانون والدين . وان يفكروا قليلا ولمدة دقائق يستمعون لصوت العقل . وأكاد اجزم أنهم لو فعلوا سيجنبون أنفسهم والوطن الويلات والمشاكل والخراب والفتن والحروب بكل أشكالها .لقد تمت الوحدة اليمنية منذ تسعة عشر عاما . وهو عمل عظيم لا مثيل له بين الانجازات هذا العصر . ومما لاشك فيه أن هذا العمل عمل عظيم فعلا فمن الطبيعي أن ترافقه اختلالات تسبب فيها ناس وليس الوحدة اليمنية . وستبقى تلك الصور السلبية موجودة بأشكال متعددة وبنسب مختلفة .هذا الاعتراف بالأخطاء والسلبيات يدعونا إلى معالجتها بالطرق القانونية والشرعية مهما طال الزمن .لا ننكر أن هناك فساداً وسيظل موجودا إلى يوم القيامة وهو موجود في كل بقاع الأرض وبصور مختلفة .ولا ننكر أن هناك اختلاساً ونهباً لأموال وأراضي ناس من قبل ناس متنفذين لكنه موجود في كل مكان . ولا ننكر أن هناك متضررين لكن في كل الأماكن والأزمان . ولن ينتهي ذلك إلا بنهاية البشرية .إذا أيقن من يقوم بأعمال التخريب ومن يؤيدهم بوجود ذلك في كل مكان وفي كل زمان فيقيني أنهم سيتوقفون عما يفاعلوه.ويدركون أنهم ليس إلا وسيلة للتدمير . فهل نتوقف قليلا للتفكير قبل التعكير!؟