في ذكرى رحيله الثامنة وانطلاق مهرجانه الثقافي الأول :
[c1]وزير الثقافة:البردوني واحد من أهم رموز الثقافة العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين[/c] صنعاء / سبأ:أحيا شاعر اليمن العظيم “عبدالله البردوني “ ، على رواق “بيت الثقافة” بصنعاء ، أمس، صباحية شعرية ضمخها بعطر عبقريته المتجدد بالدهشة ، حضرها كوكبة من شعراء اليمن ، يتقدمهم شاعر اليمن الكبير الدكتور “ عبدالعزيز المقالح” المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية ، و وزير الثقافة محمد “أبو بكر محسن المفلحي” ، و الشاعر الكبير “عبده عثمان “ وآخرون.و بث اكبر شعراء اليمن و أديبها الموسوعي “عبدالله البردوني” فيوضاً من بحر قصيدته ، كانت آخر ما ألقاها على إفئده محبيه ، في صباحية شعرية احتضنتها العاصمة العمانية مسقط ،وأُعيد عرضها تلفزيونياً أمس في افتتاح “مهرجان البردوني الثقافي الأول” الذي ينظمه حتى الثاني من سبتمبر إتحاد الادباء و الكتاب اليمنيين بالتعاون مع فرع الإتحاد بصنعاء في ذكرى رحيله الثامنة “30 أغسطس”.وفي افتتاح المهرجان أشاد شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح “ بالجهد الذي بذله إتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين ، وبخاصه فرعه بصنعاء ، في الإعداد لهذا المهرجان الذي يأتي تجسيداً لوفاء المبدعين الشباب للشعراء الرواد ، كما يأتي تعبيراً صادقاً عن التواصل الحميم بين الأجيال و التواصل الحميم بين الأشكال بعيداً عن التعصب الدنيئ ، و ما يريد بعض المرضى من إثارته في سوق المبدعين من تحزب أو تعصب لهذا الشكل الشعري أو لذاك البوح الأدبي في محاولات خاسرة فاشلة سلفاً “.وأضاف الدكتور المقالح :” لقد ترك رحيل شاعرنا الكبير الأستاذ المرحوم عبدالله البردوني فراغاً كبيراً في ساحة الشعر و الإبداع لايملئه سوى أعماله التي كانت و ستبقى موضوع اهتمام لا محدود من الأجيال المتعاقبة في اليمن التي تخلفت كثيراً في مجال الإبداع الأدبي و العلمي.”و استرجع المقالح بعضاً من الذكريات التي جمعته مع البردوني مؤكداً من خلالها عظمة الإنسان الذي كان يحويه البردوني في صدره ، و بالذات على صعيد علاقاته الأدبية التي كانت تغمر جلساته معهم بالمحبة و الإبداع المتفرد.وأشار إلى بعض رؤى البردوني الشعرية ، التي أسهم من خلالها في تطوير القصيدة العمودية ، و كان من المؤثرين المبرزين في إخراج الشعر من مرحلة التقليد و المحاكاه إلى طور التعبير عن روح العصر و هموم المعاصرين.من جانبه أعتبر وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي البردوني واحداً من أهم رموز الثقافة العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين وممن رفعوا اسم اليمن في المحافل العربية والدولية حتى صار لليمن موقعها البارز على خارطة الثقافة العربية.وقال : نتذكر في آخر أغسطس من كل عام كيف الموت غيب عنا شاعراً وفيلسوفا ومفكرا ًمستنيراً حمل بين جناحيه قضايا الارتقاء والتطور والتجديد للقصيدة العربية حتى أصبح أحد أعمدتها المعروفين .وأضاف : إن هذه الفرصة رائعة أن أكون بينكم و معكم لمشاركتكم هذه اللحظات الجميلة و أنتم تغوصون في أعماق فكر رجل استثنائي و تعيشون بوعي مستنير صياغة فضاءات التأمل و الاستسقاء بروائع ما أنتجته تلك الذات المبدعة” .وقال : إن الشاعر الكبير عبدالله البردوني لم يكن مجرد اسم بارز في قائمة الشعراء ، بل كان عالماً مميزاً في تفاصيل الشأن الثقافي المحلي و العربي بكل آفاقه و تطلعاته ؛ فشكل البرودوني علاقة بارزة في الحياة الثقافية اليمنية و العربية ، و حلقة وصل بين الحداثة و التراث العربي الأصيل ؛ فكانت كتاباته تحليلاً عميقاً لواقع الحياة العربية ، بكل ما فيها من انتصارات و من نهوض و انكسار . وأعلن وزير الثقافة عن إطلاق الوزارة في الأيام القليلة القادمة مواقع الكترونية على الشبكة العنكبوتية للعديد من القمم الثقافية اليمنية يأتي في مقدمتهم عبدالله البردوني بحيث يستطيع الشباب والباحثين الاستفادة من تقنيات العصر في قراءة تجارب هذه الأسماء واؤلئك الرموز وما تضمنه إنتاجهم الفكري و المعرفي دون عناء .وأضاف : كما سنعمل مع قيادة إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وكل المؤسسات الثقافية و الابداعية من أجل التأسيس لثقافة ابداعية منتجة ، وكل ما من شأنه الارتقاء بالعمل الثقافي بالتعاون مع الجميع كوننا شركاء في صنع واقع ثقافي جميل ومتطور.فيما ألقى الشاعر الكبير “عبده عثمان” كلمة عن الشعراء استعرض فيها بعضا من ذكرياته مع الراحل منذ ستينات القرن الفائت معتبرا اياه احد الشعراء العرب الذين استطاعوا الخروج بقصيدة أسهمت في استعادة مكانة الشعر العربي على مستوى الأدب العالمي ، منوها بشذرات من خصوصية تجربة الراحل الشعرية و الأدبية .من جانبها تطرقت الشاعرة “هدى أبلان” أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين إلى أهمية أن يتجاوز إحياء ذكرى رحيل البردوني إلى تدشين مشاريع تكرم هذا العملاق وغيره من عمالقة الأدب والفكر في اليمن .وقالت : إن إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هو المعني الأول بتراث هذا الرجل وبما تركه من إرث شعري ونقدي وفكري، وهو إرث يعد ملكاً للإنسانية كلها”.وأضافت :”نحن مطالبون بالإنصاف ... مطالبون بالاحتفاء بعظمائنا ...نطالب بشوراع للبرودوني ... والمقالح ، و حمران ، وغيرهم من عظمائنا ، ونطالب ببيوت تكون لهؤلاء المبدعين ، تكون متاحف مفتوحة للمهتمين والباحثين في الشعر والأدب اليمني. “ فيما أردف الشاعر “محمد القعود” رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب بصنعاء الحضور مؤكداً معاني و دلالات أن يكون للبردوني مهرجانا يحتفي من خلاله أدباء اليمن بتجربة أديب عظيم بحجم البردوني كجزء من رد الجميل لهذا الرائد الذي منح اليمن الكثير.و أضاف : إن تنظيم هذا المهرجان جاء بجهود وتمويل ذاتي من الاتحاد ؛ لاننا رفضنا ان نتسول دعماً باسم عبدالله البردوني هذا العلم الشامخ في سماءنا وسيظل نجما نستضيئ بومضه المتدفق قروناً و اجيالا و ابداعا.و أشار الى دور الكثير من الجهات لتؤدي مهامها في تكريم البردوني ومنحه جزء من الاحتفاء الذي يليق به كرائد من رواد اليمن الذين صنعوا مجدها .وعن أسرة البردوني أعرب “محمد عبده البردوني” عن شكرهم لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين لتنظيم هذا المهرجان متمنياً ان يكتمل التكريم بافتتاح متحف أو مركز ثقافي باسم عبدالله البردوني أسوة بما يحظى به الرموز الابداعية في كثير من البلدان .تخلل افتتاح المهرجان افتتاح معرضين : الأول : يضم ثمانين صورة فوتوغرافية توثق لمشاهد في حياة البردوني ، و الثاني: يضم عدداً من الإصدارات البردونية للراحل و لمن تناول تجربته بالبحث و الدراسة .وفي الصباحية الشعرية التي أعقبت الافتتاح أمطر كل من الشعراء : نادية مرعي ، عبد الرحمن مراد ، محمد الشامي ، طه الجند ، حسين باحارثة ،واخرون - أجواء الحضور بزخات من روائع ما انتجته قرائحهم في حب البردوني و رؤيتهم لعظمة الفراغ الذي خلفه رحيله.وكان المهرجان قد استهل برنامج افتتاحه بالوقوف دقيقة حداد قرأ فيها الحضور الفاتحة إلى روح الراحل .ويتواصل المهرجان يوم غد من خلال ندوة نقدية حول تجربة الراحل الإبداعية ، يشارك فيها نخبة من النقاد و الباحثين .ويشتمل برنامج المهرجان على عددٍ من الفعاليات مابين صباحيات وجلسات نقدية تكرس لطرق جوانب جديدة في عبقرية البردوني الشعرية والفكرية .