بارزاني : نحن كأي أمة يحق لنا تقرير المصير
اربيل/ بغداد/ وكالات:حذرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قادة إقليم كردستان العراق أمس من الهيمنة على الموارد النفطية بالإقليم, وعدم إثارة مخاوف العراقيين من احتمال انفصال الإقليم عن بقية البلاد.ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤول كردي مقرب من الاجتماع قوله إن الغرض الأساسي لزيارة رايس المفاجئة إلى أربيل كان إيصال رسالة أميركية واضحة إلى الزعماء الأكراد بعدم محاولة الهيمنة على الموارد النفطية في الإقليم لا سيما أن حكومة الإقليم أبرمت عدة عقود مع شركات نفط أجنبية للاستثمار في القطاع النفطي بإقليم كردستان.ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قادة اقليم كردستان العراق أمس الجمعة إلى التعاون مع بغداد لإقامة عراق ديمقراطي موحد, وإلى تقاسم الثروة النفطية، ووصلت رايس إلى اربيل آتية من بغداد في ختام زيارتها المفاجئة الى العراق لإجراء محادثات مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني. وقالت في ختام اجتماع ثنائي استغرق 45 دقيقة مع بارزاني إن "الشعب الكردي سيكون بحال أفضل إذا كانت بغداد والمناطق المحيطة مستقرة وديمقراطية"، وتخشى واشنطن أن يعلن أكراد العراق استقلالهم مما سيسرع في تفتيت العراق ويغضب تركيا التي تواجه مشاكل مع أقليتها الكردية. من جهته, قال بارزاني مشيرا إلى استمرار خيار الانفصال "إن كردستان وكأي أمة أخرى يحق لها تقرير المصير"، مضيفا أن "برلمان كردستان أقر النظام الفدرالي ضمن إطار عراق ديمقراطي". وهدفت المحادثات إلى إقناع قادة الإقليم بدعم قانون ينص على تقاسم ثروات البلاد النفطية بين كل العراقيين، وقالت رايس للصحافيين الذين يرافقونها "نعتقد أن النفط يحب أن يكون موردا لكل العراقيين. ويجب أن يستفيد منه الجميع". وأضافت قبل وصولها إلى الإقليم إن رؤيتنا الوحيدة التي ابلغناها للعراقيين ويشاطرنا اياها غالبيتهم على ما اعتقد، هي أن النفط يجب أن يكون عامل توحيد وليس عاملا يجعل البلاد اقل وحدة". وكان رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان بارزاني اتهم أواخر الشهر الماضي وزارة النفط في بغداد بـ"تخريب" جهود الأكراد لتطوير مواردهم في هذا القطاع.وأضاف في بيان أن "الشعب الكردي اختار طوعا أن يكون في عراق موحد وفقا للدستور. وإذا كان الوزراء في بغداد يرفضون الدستور، فانه يحق للشعب الكردي اعادة النظر في خياره". وكان بارزاني يرد على وزير النفط حسين الشهرستاني الذي أعلن أن وزارته ستدقق في بنود أي اتفاقية وقعتها حكومة إقليم كردستان، وأكد أن الدستور يمنح الحكومات الإقليمية السيطرة على النفط والغاز كونها لا تشكل جزءا من "السلطات الحصرية للحكومة الفدرالية". لكن رئيس الإقليم أكد خلال المؤتمر الصحافي "نؤيد توزيعا عادلا للعائدات النفطية على العراقيين"، وأضاف: أن "وجهات نظرنا متشابهة جدا". وتأتي المحادثات مع بارزاني بعدما خطا العراق الأسبوع الماضي أولى خطواته نحو تبني قانون في البرلمان يقر مبدأ الفدرالية التي يطالب بها الأكراد وغالبية الشيعة وتعارضها قيادات من العرب السنة خوفا من أن تكون مقدمة للتقسيم. ويشرف أكراد العراق على محافظاتهم الثلاث التي تتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1991، وهم يملكون موارد نفطية. والمحافظات التسع ذات الأغلبية الشيعية في البلاد غنية ايضا بالنفطوكان رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني قد هدد بالانفصال والسيطرة على الموارد النفطية إذا لم تنفذ الحكومة العراقية التزاماتها المالية والإدارية تجاه إقليم كردستان.وفي بغداد قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن على الأحزاب السياسية الاختيار بين التخلص من مليشياتها والخروج من العملية السياسية.المالكي الذي كان يتحدث في حفل إفطار ببيت رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبد العزيز الحكيم أعرب عن "تفاؤله" بإمكانية حل المليشيات سياسيا. إلا أنه شدد على القول إنه وبمجرد الوصول لاتفاق بهذا الشأن سيكون ملزما وتخضع له كل الأحزاب.وإزاء تزايد الضغوط الأميركية على المالكي وبسبب تزايد العنف الطائفي، عمدت الحكومة الأربعاء إلى تسريح اللواء الثامن بالشرطة العراقية الذي يتكون من 700 عنصر, بسبب ارتباطهم بفرق الموت الطائفيةوكانت رايس اعتبرت خلال لقائها المسؤولين العراقيين أن العنف الطائفي في العراق يشكل "تهديدا إستراتيجيا".وتزامنت تحذيرات رايس مع إعلان قائد القوات الأميركية بالعراق الجنرال جورج كايسي أن الأشهر الستة المقبلة ستكون "حاسمة" لمستقبل العراق "وأن الكل يعرف ذلك".وفي نيويورك قالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تعنى بحقوق الإنسان, إن منظمة "انتقام آل البيت" الشيعية المسلحة هددت اللاجئين الفلسطينيين في بغداد بالقتل في حال لم يتركوا العراق في غضون 72 ساعة. وقالت نشرة وزعت على اللاجئين "اذهبوا وقاتلوا الاحتلال في بلادكم".كما أعلنت الشرطة العراقية في النجف أمس عن اعتقال عنصر من تنظيم القاعدة كان يخطط للقيام بعمليات "إرهابية" في المدينة. وفي البصرة جنوب العراق قتل أحد عناصر جهاز الاستخبارات العراقية بعد اختطافه في ضواحي المدينة.كما قتل جندي دانماركي الخميس في جنوب العراق بعدما تصدت دوريته لهجوم قرب مدينة البصرة. وتنشر الدانمارك حليفة الولايات المتحدة حوالي 470 جنديا في العراق وهم متمركزون في البصرة بقيادة بريطانية.