دعت إلى مواجهة الأفكار (الطالبانية) التي تتسلل إلى المجتمع
الرياض/ متابعات:لا تخفي الكاتبة والشاعرة السعودية حليمة مظفر تفاؤلها بمستقبل باهر ينتظر المرأة السعودية، خصوصا بعد تعيين الدكتورة نورة الفائز نائبة لوزير التربية والتعليم، كأول منصب قيادي في الحكومة السعودية لامرأة. ولكنها في الوقت نفسه تلوم المرأة لأنها تتقبل الظلم الذي تتعرض له بكل أريحية، ولا تسعى للحصول على حقوقها.وترى حليمة مظفر أن تفكير المجتمع السعودي لا يزال تفكيرا «سفليا»، بحيث لا يزال الرجل ينظر لما تحت الكرسي حين تجلس المرأة. وتستغرب من تخصيص اللون الأسود ليكون لون عباءة المرأة السعودية، فيما يلبس الرجل ثوبا ذا لون أبيض ناصع. الإسلام في نظر الإعلامية حليمة مظفر ليبرالي بأساسهِ، وكفل تحت مظلته حريات الجميع. أما الحجاب فهو الاحتشام، سواء إرتدت عباءة أم لا، غطت شعرها أم لا.كما تحدثت حليمة مظفر، في حواراجرته صحيفة « إيلاف» الاليكترونية السعودية حول ما تعرضت له مؤخرا في معرض الرياض الدولي للكتاب من مضايقات صدرت من رجال دين متشددين أثناء توقيعها كتابها الجديد، إضافة إلى ما تراه في مستقبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد أن تغير رئيسها السابق الشيخ إبراهيم الغيث، وتعيين الشيخ عبد العزيز الحمين رئيسا للجهاز الأكثر جدلاً في السعودية.
الأديبة حليمة مظفر
ولم تخف غضبها من نظرة المجتمع لفرقة الروك النسائية التي ظهرت مؤخرا: «ألا توجد لدينا مطربات في الأفراح النسائية بالمجتمع، ألا توجد وعد وأسيل وسارة ممن يتغنين ويظهرن في أغاني الفيديو كليب مع موديل يمثلون معهم حالة الحب»، كما تقول.واعتبرت ان منع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من توقيع كتابها للرجال، واقتصاره على النساء فقط، عمل ضد الحركة الثقافية السعودية، ويعود لتوتر العلاقة بينهم وبين الثقافة، مشيرة إلى أن منع الهيئة توقيع كاتبة لكتابها كان استفزازيا أكثر منه محاولة للمنع في ظل موافقة رسمية لها من قبل الجهة المنظمة للمعرض على توقيع الكتاب للزوار رجالاً ونساء ، موضحة أن تحويلهم منصة التوقيع إلى محيط يمتلئ بعدد من حرس الأمن بجانب وجودهما، حوّل المكان إلى مكان متوتر ومضطرب خشيت الاقتراب منه الزائرات، ولأني لم أخضع لأمرهم بالتوقيع للنساء فقد حصل ما حصل، إذ كنت أستوقف الزملاء الذين حضروا طلبا للتوقيع بعد أن يخبروهم الأمن بالمنع، بعضهم خضعوا للممانعة وفضلوا عدم الاحتكاك بهم ورحلوا وآخرون أخذوا الكتاب، وكانوا يسألونهم هل تعرفونها ؟! هكذا حتى جاء الدور على الزملاء عبده خال وعبد الله ثابت والدكتور معجب الزهراني وحدث ما حدث.واسترسلت : فور وصولي منصة التوقيع بعد صلاة العشاء مباشرة كان هناك اثنان من الهيئة ينتظران قدومي، وفور وصولي حاول أحدهما التوجيه بتغطية وجهي والالتزام بالحجاب، مع العلم أن الكثير من زائرات المعرض كن كاشفات الوجوه ، فشكرته لكنني تفاجأت بإحضاره فورا حرس الأمن لرصهم كجدار أمام منصة التوقيع ومنعي من الخروج منها أو اقتراب الراغبين بالكتاب محاولة لاستفزازي وإثارة أعصابي.وقالت :أنا ضد تصرفات بعض منسوبي الهيئة ممن يستغلون انتسابهم لمؤسسة دينية بما لا يليق بها وضد وجود المتعاونين الذين ينتشرون بين الناس في الشوارع والأسواق ويتسببون في أذية الناس دون تأهيل أو معرفة بالنظام، وحين تحصل حادثة بسببهم، تتبرأ الهيئة منهم وبأنهم ليسوا من موظفيها، وأعتقد أن موظفي الهيئة بحاجة إلى إعادة تأهيل للتعامل مع المجتمع وفئاته المتعددة بشكل أكثر انفتاحي، عليهم أن يعوا أهمية الاختلافات الفقهية والمذهبية قبل أن ينزلوا إلى الميدان، ويطبقوا وجهة نظر دينية واحدة يلتزمون بها، كما عليهم أن يعوا أنهم مثلهم مثل بقية موظفي الدولة، فموظف الهيئة مثله مثل المعلم مثل الطبيب مثل الجندي وغيرهم، كل مطالب بواجباته بالتزام النظام وله حقوق.وحول أحراق شخص مجهول مقر أمسية شعرية لها كانت ستقام في النادي الأدبي في الجوف ، أكدت أن إحراق نادي الجوف الأدبي بسبب الأمسية الشعرية التي كنت سأشارك فيها أمر حتى الآن ننتظر فيه نتائج التحقيقات والقبض على الفاعل، لأنه اعتداء على مؤسسية تابعة لوزارة حكومية هي وزارة الثقافة والإعلام، وبعد مرور أكثر من شهر نتمنى ألا تقيد ضد مجهول ليكون عبرة لمن يحمل مثل هذا التفكير الطالباني، وقد تم الاتفاق على موعد لعقد الأمسية مع النادي الذي سيعلن بنفسه عنها وما حدث لا يمثل ثقافة الجوف وأهله.وعن توقعها لمستقبل المرأة في بلادها بعد أن تقلدت نورة الفائز أول منصب رسمي في الحكومة السعودية أكدت أن مستقبلها زاهر ومشرق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، فهو مؤمن بالمرأة كشريكة ومؤكد سوف تأخذ مكانها في المجتمع بالقريب إن شاء الله، وأولى هذه الأماكن التي أتمنى أن توجد بها هو مجلس الشورى بحيث لا تكون مجرد مستشارة غير متفرغة بل عضوًا مشاركًا في المجلس لأن المتجمع رجل وإمرأة وقضاياهما واحدة. وأشارت إلى أن عنصر المرأة موجود في أغلب الأعمال الأدبية في السعودية لأنه عنصر ضروري ينبغي أن لا يغيب في أي نوع من أنواع الأدب، كما الرجل تمامًا، ولكن تركيزنا عليها بشكل جنسي جسدي جاء لأمرين ،الأول :لأن تفكير المجتمع ما يزال تفكيرًا سفليًا، ينظر لما تحت الكرسي حين تجلس المرأة ويهتم به، أي بجسدها دون عقلها، ولذلك راجت الروايات التي ركزت على الجنس على الرغم من ضعف قيمتها الفنية والسردية، ولا يعني ذلك أني ضد وجود الجنس بالرواية بل أنا معه، ولكني مع التوظيف الفني له ضمن السرد لا أن يُقحم اقحامًا في الرواية وكأنها سيرة جنسية لا سيرة حياة لشخص ما. والأمر الثاني : لأن المرأة السعودية غائبة عن المجتمع، وتشكل علامة استفهام كبرى والجميع يرغب أن يعرفها، فهي غائبة مضمونًا كما هي غائبة شكلاً من حيث لبسها للعباءة السوداء من رأسها لأخمص قدميها، ولا أعلم لماذا السواد في ظل أن الثوب الأبيض هو المخصص للرجل، أترى ؟! إنها المفارقة اللونية بين السواد والبياض، بين المرأة وعالمها وحقوقها التي تماطل في أخذها بسبب سد الذرائع وبين الرجل وعالمه وحقوقه، إنها رمزية اللون التي تنعكس حقيقة على كل منهما.وحول فريق كرة القدم النسائي في جدة.. وهل سيواصل مسيرته في ظل عدم تفعيل دور المرأة الرياضي في السعودية، قالت : أنا سعيدة جدا بطموحهن، وأتمنى لهن التوفيق وأن يعي المسؤولون أن بناتنا لديهن طاقة جسدية ينبغي توظيفها بوجود أندية رياضية مخصصة لهن يمارسن هذه الهواية بدلا من هدرها في التسكع بالأسواق والمولات، وهذا ضروري جدا كي لا يدفع المجتمع ممثلة بوزارة الصحة فاتورة علاج أمراض السكر والسمنة وهشاشة العظام التي تكثر لدى السعوديات بسبب قلة ممارسة الرياضة.وعن ظهور فرقة «روك» نسائية غنائية، تساءلت : ما المشكلة في ذلك؟! لماذا صعب، ألا توجد لدينا مطربات في الأفراح النسائية بالمجتمع، ألا توجد وعد وأسيل وسارة ممن يتغنون ويظهرون في أغاني الفيديو كليب مع موديل يمثلون معهم حالة الحب، ألم يتقبل المجتمع الذكوري (قصي) وفرقته من أجل ترفيه الشباب الذي يمثلون ثقافة الراب ، ألا يتراقص شبابنا بأشمغتهم في حفلات محمد عبده وراشد الماجد وغيرهما؟! فلماذا تقف عند هذه الفرقة النسائية وممارستها على مستوى الفتيات، أليس هناك شابات من حقهن أن يجدن مثل هذه الفرقة في حفلاتهن وبأعمارهن ويمثلن ثقافتهن، أستغرب هذه الازدواجية في المعايير!! سحليمة مظفر شاعرة وإعلامية وكاتبة صحافية ومشتغلة بمجال النقد الأدبي المسرحي أيضا، وكتابها الأخير كان حول المسرح السعودي، أعتقد أن المجتمع كفل لي ذلك بما وفره من المساحات التي يمكنني استخدامها كي أوصل صوتي كشاعرة أو إعلامية أو كاتبة ولكن الوصول إلى ذلك لم يكن سهلا، تطلب مني مجهودًا عمليًا وتعليميًا وجديًا كبيرًا خاصة أني من أسرة محافظة جدًا، وأولى الأمور التي فعلتها هو أني تحررت من الخوف الاجتماعي الذي يرفض الخروج عن قيود المجتمع مما وضعته الأعراف والعادات و لم ينزل الله بها من سلطان، وهو ما يعيق المرأة لدينا، وقد بدأتها بأخذ القرار في كشف وجهي وعدم تغطيته كما نشأت، بعد قراءاتي المتعددة في ذلك وقناعتي بأن وجهي هو هويتي، ورفضت أن أكون مزدوجة الفكر والممارسة أو أن أكون ممثلة محترفة أرتدي كل ما يرضي المجتمع نهارًا لأنه «عاوز كدة» وأتخلى عنها فور ابتعادي عنه، ثم عبرت عن آرائي بصراحة، وكانت التحديات صعبة جدًا وما زالت.وتلقت حليمة مظفر الكاتبة السعودية في صحيفة الوطن، تعليمها بمختلف المراحل في جدة على الساحل الغربي، حاصلة على درجة الماجستير بتقدير امتياز في الأدب والنقد /قسم اللغة العربية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، عام 1428هـ/ 2007م.كتبت إضافة إلى (الوطن) في عدة صحف سعودية، وعملت كمحررة صحافية تهتم بالقضايا الإجتماعية والثقافية، أعدت وقدمت برنامجاً تلفزيونياً ثقافياً بعنوان (60 دقيقة ثقافة وفن ) في القناة الأولى بالتلفزيون السعودي في بداية عام 1429هـ /2008م واستمر عامًا كاملاً، كما قدمت وأعددت برنامجاً تلفزيونياً اجتماعياً خلال شهر رمضان المبارك لعام 1428هـ /2007م، بعنوان (خارج الإطار) في قناة (اقرأ) ضمن شبكة ( art ).لها عدة إصدارات أدبية، فقد صدر لها عام 1423هـ /2003 م كتاب(عندما يبكي القمر) نصوص وجدانية. كما صدر لها عام 1425هـ /2005م ديوان شعري بعنوان (هذيان). كما صدر لها عام 1430 هـ/2009م كتاب بعنوان (المسرح السعودي بين البناء والتوجس) عن دار شرقيات بالقاهرة والنادي الأدبي الثقافي بالطائف.