بورتو
بورتو من اصغر واجمل المدن البرتغالية والاوروبية واجملها ، لهذا تعتبر ثروة سياحية لا تعوض إذ انها تتمتع بأحوال جوية طيبة قريبة من احوال المتوسط وموقع جغرافي مهم على ضفتي نهر دورو والمحيط الاطلسي. ولذا تكثر فيها الدكاكين والمحلات التقليدية القديمة ومطاعم المآكل البحرية. وهي من المدن البعيدة جدا عن الحركة السياحية الحديثة في البرتغال وجنوبه وخصوصا في «الغارف»، وتتمتع باجواء هادئة ومريحة نسبيا. بورتو او اوبورتو بالإنجليزية كما تعرف، ثاني اكبر المدن البرتغالية واحد اقدم واجمل المدن الاوروبية الساحلية القديمة. ولهذا اعتبرت منظمة اليونسكو المدينة القديمة (منطقة ريبييرا -Ribeira) جزءا لا يتجزأ من التراث العالمي واعلنت عن حمايتها.يبلغ عدد سكان المدينة التي تعتاش على نهر دورو Douro حوالي ربع مليون نسمة الا ان المنطقة التي تضمها وتضم مدينة براغا Braga، يصل عدد سكانها حوالي مليوني نسمة على الاقل. ومن المعروف ان المنطقة من اهم المناطق المنتجة لعدة أنواع من المشروبات المحلية الشهيرة والتي حملت اسم المدينة لاحقا ، وقد اطلق على البلاد اسمها الحالي تيمنا باسم المدينة اللاتيني «بورتوس غال» او ما نعرفه الآن بـ«البرتغال». وكانت المدينة محطة تجارية وصناعية وثقافية مهمة في شمال البرتغال وخصوصا في قطاع الإنتاج الزراعي حيث يساهم النهر الشهير بنقل البضائع من القرى والبلدات المجاورة الى الخط الساحلي عبر المدينة منذ قديم الزمان. ولذا تعتبر الشريان الحيوي والرئيسي للمناطق الشمالية.تاريخيا، تقول الحفريات الاخيرة إن المدينة كانت جزءا لا يتجزأ من الحضارة السلتية القديمة التي بنى الرومان على انقاضها حضارتهم الجديدة في القرن الرابع للميلاد. وظلت المدينة تحت السيطرة الرومانية بسبب اهمية مينائها البحري الى ان جاء العرب وايام الاندلس في القرن الثامن (عام 711) حيث اجتاح العرب والمسلمون شبه الجزيرة الإيبيرية. فقد كانت المدينة ايام الرومان نقطة وصل بين شمال البلاد والعاصمة لشبونة التي كانت تعرف آنذاك بـ «اوليشيبونا» والمدينة المحاذية مدينة بارغا التي كانت تعرف قديما بـ«براكارا اوغستا». وفي عام 868 قام المحارب فيمارا بيريس بتحرير جزء كبير من المدينة والمنطقة وطرد العرب والمسلمين منها وخصوصا المناطق الواقعة بين نهري دورو ومينيو. وكانت هذه المنطقة نواة تأسيس الدولة البرتغالية الحديثة، إذ كانت اول المناطق التي يطلق عليها البرتغال، وتحمل الشخصية البرتغالية التقليدية. واصبحت المنطقة لاحقا ايام الفونسو القشتالي مملكة البرتغال. وفي القرن الرابع عشر بدأ البرتغاليون يجربون حظوظهم مع افريقيا وشمالها وارسال السفن الإستكشافية وبدأت المدينة تلعب دورا كبيرا في حياة البرتغاليين اقتصاديا وعسكريا ومدنيا وثقافيا. وفي عام 1703 تم التوقيع على اتفاقية «ميثيوين» التي اسست للعلاقات البرتغالية الإنجليزية الحديثة. وحسب الاتفاقية كان يسمح للإنجليز بتصدير ملابسهم الصوفية معفاة من الضرائب، مقابل تصدير البرتغاليين مشروباتهم مقابل ضرائب زهيدة، إذ كانت الحرب على اشدها بين الانجليز والفرنسيين. وقد اعتبرت المدينة عام 2001 عاصمة اوروبا الثقافية، في محاولة لاستعادة امجادها وانعاشها بعد سنوات طويلة من الإهمال والتجاهل. وتم بعد ذلك بناء قصر الموسيقى او ما يعرف بـ«كاسا دا موزيكا» من قبل المهندس المعماري الهولندي ريم كولاس عام 2005. ولا تزال المدينة ايضا مسرحا للمهرجان السينمائي الدولي السنوي المعروف «فانتاسبورتو» الذي يستقطب الكثير من مشاهير الفن السابع المحليين والدوليين.