مع الأحداث
د. أنوار عبدالله أبو خالد : أكتب لكم هذه المقالة بعد أن شاهدت بعيني صفعة على وجه أحد أقربائي من طفله المدلل ذي الأعوام الخمسة ، وذلك لان والده رفض ان يلبي له طلبا!! ولا تسألوني عن ردة فعل والده تجاه هذا السلوك المرفوض ، فوالده وللأسف ممن يؤمن بالتربية الحديثة - كما يسميها هو - ولا يريد أن يكسر نفس الطفل او يسبب له عقداً نفسية!! - ويعتقد بعض الآباء أن التربية القائمة على ترك الطفل يفعل ما يريد متى اراد، ويقوم بما يحلو له من تصرفات سلوكية حتى ولو كانت سلوكيات خاطئة وعوجاء ويترك له ايضا حرية التعبير عن انفعالاته بالشكل الذي يريد!! هي ما يسمونها (تربية حديثة) مع انك عندما تبحث عن هذا النوع من التربية فانك لن تجده لا في كتب التربية اوالاجتماع اوعلم النفس ، فمن اين عرفوا اصول هذه التربية الحديثة؟؟ ولماذا تكون حكرا على الابناء دون البنات ألأن الابن سوف يصبح رجلاً فلابد ان يكون حراً قوياً قادراً على تحمل المسؤولية، متجاهلين اهم اسس التربية في مراحلها الحرجة؟ - الطفل اذا لم يعرف الخطأ من الصواب، ولم ينبه إلى الخير او الشر، ولم يهذب في التعبير عن انفعالاته، ولم يؤخذ بيده لما يجب ان يفعل وما لا يصح ان يفعل، فإنه لن يتعلم المسلك الاجتماعي الذي يضمن له التكيف مع المجتمع من حوله، وسوف يصبح طوع أفكاره الشاذة، واخلاقياته المستنكرة، وسوف تتعرض سلامته الفكرية والنفسية لما هو أسوأ!!.. - أنا هنا لا أدعو للقسوة والشدة والعنف والتضييق ،ولكنني ادعو إلى ان يتربى الأبناء على نوع من الانضباط والحزم والتوجيه الرجولي ليصبحوا في الغد رجالا بحق ،بالطبع انا ضد ان يحرم الطفل من الحرية الطفولية التي لاتتعدى نطاق طفولته وفكره ومرحلته العمرية، كاختيار لعبته المفضلة دون غيرها، او اختيار نوع اللبس او لونه، وكذلك حرية ترتيب اغراضه الشخصية، اي انها لاتتعدى حدوده الشخصية التي ليس فيها ضرر على نفسه، مع تعليم الطفل كيفية ان يكون حراً في تفكيره، وفي رأيه، وحريته بشكل منطقي وعقلاني.. - فالحرية التي يجب ان يتعلمها الطفل هي التي يتعلمها خلال مراحل نموه وليس ما يمارسه الطفل من سلوك غير مهذب او بالتعبير عن انفعالاته بطريقة فجة، كذلك هذه الحرية لا يجب ان تكون معطاة للابن دون البنت، فالبنت تحتاج الحرية كما يحتاجها الابن وربما اكثر خاصة اذا كانت ممن رُبين على التضحية والتسامح المفرط واللين الكاسر لدرجة فقدانها ثقتها بنفسها حتى اصبحت ساذجة.. لذا أدعو الآباء والأمهات إلى ان يهتموا بالتوازن التربوي فيكون بين القسوة واللين وبين الشدة والإرخاء، وبين الحزم والتسامح مع مراعاة الحالات الخاصة... وهذه هي مبادئ الحرية الحقيقية.[c1]*عن/ جريدة ( الرياض ) السعودية[/c]