بعد عدة محاولات فاشلة استطاع الموت أخيراً أنْ يأخذ الشاعر العربي الفلسطيني الكبير محمود درويش إلى نومته الأخيرة.رحل الشاعر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس كما فعل سلفه الكبير أبو الطيب المتنبي.. رحل درويش ليترك الناعين من كل شاكلة ولون، الصادقين والكاذبين منهم يرفعون عقيراتهم محاولين بذلك مطاولة قامة الشاعر العملاق الذي رحل محمود درويش.واليوم سوف تـُقام له في فلسطين المحتلة مراسيم جنازة رسمية، وصفتها الأنباء أنّها ستكون كبيرة وأنْ لا مثيل لها في فلسطين إلا جنازة الرئيس الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار).إنّ شاعر مثل درويش وفي حجمه ومكانته في الحياة الثقافية العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً يستحق مثل هذه الجنازة. ولعل الرسميين الفلسطينيين قد أجبروا على أنْ لا تكون جنازة درويش أقل من ذلك.فالشاعر محمود درويش كان قد استطاع أنْ يكون معادلاً موضوعياً لفلسطين واسمًا آخراً لها وذلك من خلال إبداعه الثر الغزير والخالد، حتى أنّ أي قارئ في أي مكان في العالم إذا ما قرأ شعر درويش تذكر فلسطين، والعكس صحيح حيث أنّ فلسطين إن ذكرت، بكل ما فيها من مأساة تذكر الناس شعر درويش الذي كان مرادفاً لمعنى هذه المأساة وصورة جلية لها.ولعل هذا التوحد في المقام بين الشاعر الراحل وبلاده فلسطين هو الذي يفسر لنا معنى أنْ يكون ثمة رجل بحجم وطن، ويفسر لنا كيف أنّ موت درويش سيكون نكبة أخرى لا تقل بشيء عن نكبة فلسطين عام 1948م، ففي كل عام سيأتي سيكون يوم الجنازة يوم نكبة تماماً مثلما ظل منذ 1948م، يوم النكبة يحييه الفلسطينيون كل عام، وعلينا أنْ نتخيل كيف سيكون حال فلسطين الثاكلة بنكبتها الأولى وقد مُنيت بنكبة ثانية !!حتماً ستكون فلسطين ثاكلة مرتين، وسيبقى درويش خالداً في نكبتها كما عاش جل عمره في هذه النكبة حتى رحيله .فهل نرثي الشاعر إذا ماعلمنا انه قد رثى نفسه قبل وفاته بأيام !أم نكتفي بنشر مرثاته لذاته ..! إن ذالك هو الأفضل .وفيما يلي ننشر مقاطع من آخر قصيدة نشرت للشاعرالكبيرالراحل محمود درويش في 01/07/2008 م
أخبار متعلقة