قبل أكثر من 1000 سنة، ذكرت مدينة باكو في حكايات الرحالة الأوائل،و نسجت القصص عن قلاعها وحسانها، وبوابات مدينتها العتيقة ومساجدها، وحماماتها ومتاحفها. واليوم، لا تزال المدينة العتيقة المسماة «إيتشري شهر»، تجذب آلاف السياح سنويا، يأتون من روسيا وأوروبا والولايات المتحدة، وأيضاً من منطقة الخليج، لاكتشاف عبق الثقافة الأذربيجانية، التي تلتقط من «أمجاد» الثقافات التركية والروسية والعربية والأذرية بأطراف كثيرة. باكو القديمة، أصبحت قبلة الرسامين والروائيين الذين وجدوا في أجوائها إلهاماً لإبداعهم. مايزال حمام آغا ميكائيل من اشهر معالم المدينة و لا يمكن تخيل باكو القديمة من دون حمامات، حيث تجذب هذه الأمكنة العامة الكثير من السياح، ولا يزال أبناء المدينة يستخدمونها. ومرقد درويش أحد أغرب الأمكنة الجاذبة في «إيشتري شهر»، بني في القرن الخامس عشر إلى جانب مسجد «كي قباد» ، ودفن فيه السيد يحيى باكوري، وهو أحد أعضاء أسرة شاة الشيروان. وتبرز قلعة الفتاة التي تقول الأساطير الرومانسية عنها إن «بنت خان باكو»، الفتاة الحسناء، قررت ذات يوم إنهاء حياتها، بسبب عدم قدرتها على الزواج من محبوبها، وإجبارها على الزواج من عريس آخر. انها قصة تقليدية، كما تبدو للوهلة الأولى، وبوسعك أن تجد نسخاً مختلفة منها في ثقافات أخرى، ومزارات سياحية أخرى، لكن في باكو، يبدو أن لكل شيء نكهته الخاصة. فقد اختارت الفتاة أن ترمي بنفسها من أعلى سطح قلعة شهيرة بنيت في القرنين الخامس والسادس الميلادي. ومن يومها سميت القلعة بقلعة الفتاة أو «قيز قالاسي»، أي انه «لا يمكن الاقتراب منها»، لمناعتها، وهي تعتبر اليوم المكان المثالي لكي ترى خليج باكو بالكامل منها . تنتشر في كتب الرحالة الروس الحكايات عن التجوال في أزقة المدينة العتيقة في باكو، ومن الشائع أن تقرأ هذا الوصف: «إنها ضيقة ومعقدة جداً، لقد مكثت في باكو شهراً كاملاً، وكل مرة أدخل فيها الى شارع من الشوارع، لا أدري فعلاً ما هو طريق الخروج». وحتى يومنا هذا لا تزال الممرات والأزقة الضيقة في المدينة، المليئة بالمطاعم والمقاهي والبيوت التي رتبت شرفاتها الى الداخل، لكي تحمي السكان قديماً من الأعداء ومن الرياح، تجذب محبي المدن العتيقة الذين يفضلون هذه الأمكنة على الفنادق. وبالفعل، فإن الأمكنة العتيقة أصبحت مكاناً مفضلاً للمخرجين الروس، في حقبة من الزمن، ومخرجين عالميين، حيث صوروا فيها الكثير من الأفلام الشهيرة. ويوجد في باكو أحد «أطرف» المتاحف وأندرها في العالم، حيث يضم الكتب ذات الأحجام الصغيرة، والتي تصل خطوط بعضها أحياناً إلى مستوى المنمنات، وتكاد الحروف لا ترى إلا باستخدام مكبر، لكنها بالطبع ذات قيمة تاريخية وعلمية عالية.ويضم هذا المتحف أكثر من 5300 كتاب منشور في مطابع 60 بلداً حول العالم. أبعاد أكبر هذه الكتب 100في 100 مم، بينما أبعاد أصغرها 6 مم في 2 مم.