في مؤتمر اسطنبول حول العراق
اسطنبول / وكالات : ركزت كلمات كبار المشاركين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزاري الدولي الموسع حول العراق في اسطنبول أمس السبت على الإرهاب في العراق والمنطلق من أراضيه وتداعياته على الدول المجاورة.وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "ان المجموعات الإرهابية المتمركزة في بعض مناطق العراق وتلحق الضرر بالدول المجاورة هي مسالة تتطلب اتخاذ تدابير عاجلة ومهمة".، لكنه لم يحدد ماهية هذه التدابير أو طبيعتها.وتتزامن تصريحات اردوغان مع تهديدات توجهها تركيا بالتدخل عسكريا ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.كما تتهم أنقرة أكراد العراق وهم من ابرز حلفاء واشنطن في العراق بتقديم ملاذ آمن للمتمردين فضلا عن مدهم بالسلاح والمتفجرات.وأضاف رئيس الوزراء التركي ان "تحسين الأوضاع في العراق والمصالحة السياسية يقعان ضمن مسؤولية الحكومة العراقية" لكنه دعا "دول الجوار إلى توفير الأمن ودعم" هذه الحكومة.من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "لقد تراجع العنف الطائفي كما ان المصالحة الوطنية تأتي تعبيرا عن هزيمة تنظيم القاعدة الإرهابي (...) ونعلن بكل ثقة ان العراق خرج من المحنة الصعبة كما إننا نقترب من تفكيك التنظيم الإرهابي ومن ثم القضاء على الميليشيات".، وتابع ان "نجاحنا لن يكون دعما لنا فقط إنما لكم أيضا".وأضاف "قدمنا معلومات الى دول الجوار عن هروب عناصر القاعدة إلى أراضيها لتمارس دورها التخريبي (...) ان عراق اليوم أفضل مما كان عليه أثناء مؤتمر شرم الشيخ".ومؤتمر اسطنبول هو الثاني من نوعه بعد مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في مطلع مايو الماضي.، وتابع رئيس الوزراء العراقي "نجدد الدعوة إلى دول الجوار لتشديد الإجراءات الأمنية على حدودها كما نطالب بمنع صدور الفتاوى التكفيرية لتأجيج الفتنة الطائفية (...) كما ندعو إلى تجفيف منابع الإرهاب الفكرية".وطالب ب"مبادرة كريمة لمحو الديون المترتبة على العراق (...) ونتوقع إعادة فتح السفارات في القريب العاجل (...) فالعراق العريق يرفض ان يكون هامشيا أو ان يكون ساحة لتصفية الخلافات وهو مستعد للعب دور في التقريب بين الدول".ودعا إلى التعاون ضد حزب العمال الكردستاني "الإرهابي" من دون ان يقدم أي مقترحات تلبي توقعات السلطات التركية.وشدد على "العلاقات الجيدة" مع تركيا مؤكدا "إننا نحرص على ان لا تؤثر المشاكل الإرهابية على تركيا (...) كما إننا نعي مدى التهديد الذي يشكله حزب العمال الكردستاني الذي ندينه بشدة".وختم قائلا ان العراق "قرر إغلاق مكاتب الحزب الإرهابي واتخذ إجراءات صارمة ضده (...) وسنراقب عناصره في المناطق التي يوجدون فيها" .من جهته اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان استخدام المتمردين الانفصاليين الأكراد للأراضي العراقية من اجل شن هجمات في تركيا أمر "غير مقبول".وقال "من الواضح انه أمر غير مقبول ان تستخدم الأراضي العراقية لشن هجمات (في تركيا) ونحن نتفهم قلق تركيا".ودعا بان كي مون إلى إنشاء "آلية تسهل الاتصال والتعاون بين البلدين" مثل إنشاء نظام ضباط ارتباط على طول الحدود.وقد عقد وزراء خارجية دول جوار العراق صباح أمس اجتماعا حول فطور عمل بدعوة من وزير الخارجية التركي علي باباجان. وحضر الاجتماع وزراء خارجية السعودية والكويت والأردن وسوريا وإيران بالإضافة إلى مصر والبحرين.وقد أستأنف الوزراء المشاركون في المؤتمر الدولي الموسع حول العراق الجلسات بمشاركة نظرائهم أو من يمثلهم من الدول الكبرى الخمس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي بالإضافة إلى ممثلين عن مجموعة الثماني الصناعية.وسعى المشاركون إلى بذل المزيد من الجهود لترسيخ الاستقرار في العراق في حين تطلق تركيا تهديدات بشن عملية عسكرية لمطاردة متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.وأنهي المؤتمر أعماله مساء أمس بإصدار بيان يدعو إلى بذل المزيد من الجهود لوقف "جميع النشاطات الإرهابية التي تستهدف العراق أو تنطلق منه" وفقا لما قاله احد الدبلوماسيين الأتراك.