اللاجئون الفلسطينيون يفرون من مخيم نهر البارد
نهر البارد(لبنان) / 14 أكتوبر / رويترز :فر حوالي 160 فلسطينيا من مخيم نهر البارد للاجئين في شمال لبنان أمس الأربعاء فيما يتأهب الجيش اللبناني لشن هجوم عسكري حاسم ضد مقاتلين يتحصنون فيه.ويخوض الجيش اللبناني معارك منذ ما يقرب من ثمانية أسابيع مع مقاتلي جماعة فتح الإسلام الذين يستلهمون نهج القاعدة ويتحصنون في المخيم. وسقط في الاشتباكات 205 قتلى في أعنف اقتتال داخلي منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990م.وسيطر الجيش على كل مواقع المقاتلين على أطراف المخيم الشهر الماضي لكنه لم يعبر حدوده الرسمية.ويمنع اتفاق عربي ابرم في العام 1969 القوى الأمنية اللبنانية من دخول المخيم. والغي الاتفاق من قبل مجلس النواب في منتصف الثمانينيات لكنه ظل مطبقا فعليا.وقالت مصادر أمنية وسياسية ان الجيش يخشى استدراجه إلى حرب استنزاف مع المسلحين المتحصنين في شوارع المخيم الضيقة وقد قرر التحرك للقضاء عليهم بعدما رفضوا نداءاته المتكررة بتسليم أنفسهم.وقتل جندي برصاص قناص يوم الثلاثاء ليصل عدد القتلى منذ بدء القتال في 20 مايو إلى 87 جنديا على الأقل و75 متشددا و43 مدنيا.وقالت المصادر ان الجيش نشر قوات إضافية في المنطقة ومن المتوقع ان يستخدم طائرات هليكوبتر عسكرية وسفنا حربية في الهجوم على المخيم الساحلي.وذكرت مصادر فلسطينية ان بعضا من أخر المدنيين المتبقين في المخيم غادروه بالفعل أمس الأربعاء قبل الهجوم المتوقع كما غادره ممثلون لحركة فتح وغيرها من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.وقال شهود عيان ان الجيش اقتاد نحو 24 رجلا ممن غادروا المخيم إلى ثكنة قريبة لاستجوابهم. وقالت مصادر بالصليب الأحمر ان عدد من تركوا المخيم بلغ 161 شخصا بينهم نساء وأطفال.وكان معظم سكان نهر البارد البالغ عددهم 40 ألفا قد فروا من المخيم في أيام القتال الأولى وبقي بالمخيم بضعة آلاف.وتقول الحكومة اللبنانية ان جماعة فتح الإسلام أداة في أيدي المخابرات السورية وهو ما تنفيه دمشق وفتح الإسلام. وتقول الجماعة أنها تتفق مع فكر القاعدة لكنها لا ترتبط معها بعلاقات تنظيمية.وبعض عناصر الجماعة -ومعظمهم من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والسعوديين- قاتلوا في العراق. وتقول مصادر أمنية ان عشرة سعوديين على الأقل كانوا بين المسلحين القتلى.واتهمت السلطات اللبنانية فتح الإسلام بتفجير حافلتين في منطقة مسيحية قرب بيروت في فبراير ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين. ويوجه المحققون أصابع الاتهام أيضا الى مقاتلي الجماعة فيما يتعلق باغتيال وزير مسيحي في الحكومة في نوفمبر الماضي.وقالت مصادر سياسية وأمنية لبنانية أمس الأربعاء ان الجيش اللبناني يتأهب لشن هجوم عسكري حاسم ضد مقاتلين يتحصنون في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان. على صعيد أخر أعلن مسؤول إسرائيلي أمس الأربعاء ان الأمم المتحدة طلبت من إسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا في جنوب لبنان معتبرة للمرة الأولى ان هذه المنطقة تابعة للبنان وليس لسوريا.وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان الأمم المتحدة وجهت رسائل الى إسرائيل في الأسابيع الماضية تتعلق باستنتاجات وصل إليها احد خبراء الخرائط التابعين للمنظمة الدولية واعتبر فيها ان مزارع شبعا الواقعة على المثلث الحدودي بين إسرائيل وسوريا ولبنان تخص لبنان وليس سوريا كما كانت تؤكد الأمم المتحدة سابقا.من جهته قال مسؤول في الأمم المتحدة في القدس ان "خبير الخرائط يتابع عمله وسيتوجه الى المنطقة خلال فترة قصيرة".وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان "الأمم المتحدة لم تطلب من الحكومة الإسرائيلية نقل السيطرة على مزارع شبعا الى الأمم المتحدة".من جهته رد المسؤول الإسرائيلي بالقول انه "في استنتاجاته تجاهل خبير الخرائط عدة وقائع" مؤكدا في الوقت نفسه ان مزارع شبعا "اعتبرت على الدوام جزءاًمن الأراضي السورية".وتحتل إسرائيل هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها 25 كلم مربعا منذ حرب 1967 حين احتلت الدولة العبرية هضبة الجولان ثم أعلنت ضمها لاحقا.