القبض على خمسة أمريكيين .. وتشكيك عراقي بالانسحاب الأمريكي
أوباما تحدث عن خطة انسحاب منظمة من العراق (الفرنسية-أرشيف)
بغداد/14 أكتوبر/وكالات/رويترز:أعلن الجيش الأميركي سقوط قذيفة هاون أمس الأحد في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين حيث مقر الحكومة العراقية والسفارة الأميركية، وسط بغداد.وذكر مصدر في الجيش الأميركي أن “قذيفة هاون سقطت داخل المنطقة الخضراء صباح أمس الأحد” بدون إعطاء تفاصيل أكثر.وتعد المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة العراقية وسفارة الولايات المتحدة الأميركية ومقر الأمم المتحدة وسفارات دول متعددة أخرى،من أكثر المناطق حصانة في بغداد.ويأتي الهجوم قبل أسابيع قليلة من انسحاب القوات الأميركية من المدن المقرر نهاية يونيو الجاري، وفقا للاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن في نوفمبر 2008.من جهة أخرى نقلت شبكة (سي.ان.ان) الأمريكية أمس الأحد عن مصادر قريبة من التحقيقات قولها أن القوات العراقية ألقت القبض على خمسة متعاقدين أمنيين أمريكيين لصلتهم بقتل متعاقد أمريكي أخر الشهر الماضي في المنطقة الخضراء ببغداد.وأكد متحدث باسم السفارة الأمريكية في بغداد أن السلطات العراقية احتجزت خمسة مواطنين أمريكيين لكنه قال انه لم توجه إليهم اتهامات حتى الآن.وربما يكون الرجال الخمسة أول أمريكيين يمثلون أمام القضاء العراقي منذ الاتفاقية الأمنية الثنائية التي بدأ العمل بها في يناير والتي سمحت بمحاكمة المتعاقدين الأمريكيين أمام محاكم عراقية.وأفاد المتحدث “زار مسئولو الشؤون القنصلية في السفارة الرجال الخمسة وتأكدوا من منحهم حقوقهم بموجب القانون العراقي. بدا أن الرجال بخير.”وأردف أن تحقيقات بدأت لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل. ولم تعلق السلطات العراقية على الفور.ونقلت (سي.ان.ان) عن مسئول عراقي لم تكشف عن اسمه قريب من التحقيقات قوله إنه جرى القبض على الرجال في مداهمة وقعت قبيل فجر الجمعة على مكتب شركتهم في المنطقة الخضراء.وأضافت أنهم محتجزون لصلتهم بمقتل جيمس كيترمان (60 عاما) الشهر الماضي والذي كان يمتلك شركة بناء تعمل في العراق.وعثر على كيترمان موثوق اليدين ومعصوب العينين وتحمل جثته أثار طعنات يوم 22 مايو في المنطقة الخضراء شديدة التحصين.ونقلت (سي.ان.ان) عن مصادر قولها أن المتعاقدين الخمسة كانوا على معرفة بالرجل وان مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي يشارك في التحقيق في جريمة القتل.وحددت الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد مواعيد انسحاب القوات الأمريكية من العراق ووضعت خطوطا إرشادية لأنشطة هذه القوات خلال فترة تواجدها في البلاد.كما سمحت بمحاكمة جنود أمريكيين أمام المحاكم العراقية ولكن فقط في قضايا خطيرة ومتعمدة ارتكبها الجنود خارج قواعدهم أو خارج فترات الخدمة.على صعيد أخر شكك سياسيون ومراقبون عراقيون بانسحاب القوات الأميركية في العراق إلى قواعد ثابتة نهاية الشهر الحالي طبقا للاتفاقية الأمنية العراقية الأميركية التي حددت توقيتات للانسحاب الأميركي من العراق حيث تخرج جميع القوات نهاية 2011.وقال الباحث العراقي عبد الحسين شعبان إن هناك عقبات جدية أمام انسحاب فعلي كامل إلى خارج المدن في قواعد خاصة بالقوات الأميركية. وأرجع ذلك إلى أسباب لوجستية وأمنية بسبب عدم قدرة القوات العراقية على ضبط الأمن بوجود القوات الأميركية فكيف إذا انسحبت؟وقال شعبان إن الأميركيين يحاولون إعادة انتشار قواتهم في قواعد قريبة من المدن، وعدم الظهور في التجمعات الرئيسية والسكانية الكبيرة مثل الأسواق والشوارع المزدحمة. كما أشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد صرح عقب وصوله البيت الأبيض أن خطة الانسحاب يجب أن تكون منظمة وتتوافق مع القيادات العسكرية. وقال شعبان إن الأميركيين يعلمون قبل غيرهم أن الجيش العراقي غير مؤهل لكي يواجه التحديات الخارجية، وكذلك التحديات الداخلية. كما أشار إلى التقارير الأميركية التي تتحدث عن تأهيل 10% فقط من القوات العراقية طيلة السنوات الماضية للاحتلال، مضيفا أن هناك أكثر من جهة متنفذة في القوات العسكرية العراقية وولاءات عديدة فقسم ولاؤهم لبدر وآخر للتيار الصدري وثالث للبشمركة.وذكر “أن قرار دمج 20% من الصحوات سيكون أيضاً مصدر تنازع وعدم استقرار بالنسبة للقيادات العسكرية العراقية، وأعتقد أن إعادة انتشار القوات الأميركية سيأخذ وقتاً أكبر مما مقدر له”.ومن وجهة نظر عسكرية يقول الفريق أول ركن رعد الحمداني القائد السابق في الحرس الجمهوري إنه من “الممكن إن تنسحب القوات الأميركية إلى قواعدها، ولكن وحسب الاتفاقية أعتقد أن القوة التي ستنسحب بنسبة 70% من القوات الأميركية وستبقى نسبة 30% تساند القوات الحكومية”.وقال إن هناك مائة واجب يومي روتيني ومبرمج للقوات الحكومية كواجبات نقاط التفتيش والدهم والاعتقال والبحث عن المطلوبين وغيرها، و70% من هذه الواجبات تشارك فيها قوة من الأميركيين حسب الحاجة والأهمية.وأضاف أن القواعد الأميركية ستكون في المدن وفي أطرافها، وأشار إلى أنه حسب الاتفاقية فإن القوات الأميركية ملزمة بتقديم الدعم والإسناد للقوات الحكومية في حال الحاجة إليها وخصوصاً في الحوادث الكبيرة.ورجح أن تكون القوات الأميركية في حالة مراقبة للوضع من داخل قواعدها، وستلجأ للتدخل في أحداث كبيرة لا تستطيع القوات الحكومية السيطرة عليها.شواهدويشكك محمد دبدب القيادي السابق في حزب البعث بقضية الانسحاب التام ويقول إن هناك شكوكا في موضوع الانسحاب الأميركي من العراق من خلال المؤشرات التي بدأت تظهر على الشارع العراقي في الأيام الأخيرة.وأشار إلى ظهور قوات غير معروفة تعتقل المواطنين وتقتل عددا منهم، إضافة إلى الانهيار الأمني خلال الشهرين الماضيين، وابتعاد الحكومة عن تحقيق مصالحة وطنية حقيقية.وقال إن مناطق العراق كلها ملتهبة، “فالأخبار تشير إلى انهيار أمني في أغلب محافظات العراق من الجنوب إلى الشمال، والاعتقالات مستمرة، استباقا من الحكومة للتوتر الذي تتوقعه في حال كانت أميركا جادة في انسحابها من المدن”.وأضاف أنه “إذا كان الأميركيون جادين في الانسحاب إلى قواعدهم التي بنيت وفق منهج إستراتيجي نتيجة الضربات الشديدة للمقاومة العراقية خلال الفترة الماضية، فإنهم سيكونون بموقف المتفرج لما سيجري، لعلمهم بأن التدهور الأمني سيبلغ أقصى مداه بسبب ضعف الأجهزة الأمنية والجيش الحكومي، وسيعودون بقوة عندما يلمسون أن الحكومة التي نصبوها لن تتمكن من السيطرة على الوضع الأمني وبطلب من الحكومة نفسها”.