نساء قائدات
الورقة السابعة :تأتي ورقتي لهذا العدد لتشكل منعطفاً جديداً في أداء المرأة ، فضيفة هذه الورقة تشغل وظيفة قلما نجدها بين النساء و لكنها و ظيفة حساسة و تنم عن قدرات و إمكانيات من تعمل بها لأنها وظيفة تتطلب مهارات خاصة تتمثل في رجاحة العقل و سعة العلم و المعرفة وحسن الرأي و القدرة على إتخاذ القرار السليم بدون المساس بحقوق الناس وهي إجمالاً وظيفة تعني تحقيق العدالة .إمرأة هذه المذكرات هي :- القاضية /أحلام محمد أحمد العبسي :- عندما تلقاها تلمح الهدوء و الوقار في شخصيتها و ترى في عينيها نظرة واثقة و بعيدة الأفق تجعل من يقف أمامها يدرك أن هذه الإنسانة تفكر كثيراً قبل أن تنطق فهي تسمع أكثر مما تتكلم ، و إن تكلمت تقول كلمات محددة ووافية .إنها تجمع بين الفطنه و الوقار و قوة الشخصية عندما تؤدي مهامها كقاضية ، و لكن مايجهلة البعض عنها هو ذلك الميزان الحساس الذي تسيطر عليه في حياتها الخاصة فهي زوجه و أم مثاليه و مبرمجة حياتها على الساعة بمنتهى الدقة و النظام و البساطة ، معها تعرف أن للوقت ثمن ، و لمصالح و قضايا الناس أولوية و لأسرتها أولويه خاصة ، تلك المعادلة التي قلما نجد نساء قادرات على تحقيقها بنجاح و تفوق . بدأت القاضية أحلام مزاولة مهامها منذ عام 1983م بعد تخرجها من كليه الحقوق جامعة عدنو إكمال دورة في المحكمة العليا لمدة 6أشهر, و خلال 26 عاماً تعددت مناصبها في سلك القضاء إبتداء من:- قاضي إبتدائ في محكمة أبين قاضي إبتدائ في محكمة صيرة رئيسة محكمة الشيخ عثمان قاضي إبتدائي - البريقة تحمل درجة رئيس محكمة و تشغل حالياً وظيفة قاض مدني محكمة التواهي الابتدائية و عن تجربتها في العمل و القضاء تقول الأخت/ أحلام جميعنا يعلم أن عمل المرأة في القضاء تفاوتت فيه الآراء بين مؤيد و معارض و محايد على الرغم من أن المرأة اليمنية أثبت تفوقها في عدد من الميادين القيادية و الإدارية و لم تقف أمامها مهمه محدده فنجد طبيبات ماهرات ,و مهندسات مبدعات و نساء خاضوا مجال الطيران و نجحوا بوظيفة كابتن ، كما أن هناك نساء وزيرات و أعضاء مجلس نواب و لم تقف أمام المرأة أي وظيفة كونها حكراً على الرجل فقط .و لو عدنا بالذهن للوراء إلى عدة قرون فقد كانت هناك الملكة بلقيس و الملكة أروى بنت أحمد و قد شهد لهن التاريخ بفطنتهن و قدرتهن على القيادة وو صفن بالحنكة و الذكاءأننا اليوم بالألفية الثالثة و في عصر العلم و التقنية و التطور و أصبحت المرأة تتلقى التعليم و التدريب الذي يؤهلها لنيل أعلى المناصب . إن المرأة ليست ذلك المخلوق الضعيف الذي يمكن أن تقف أمامه أي مهمه مهما كانت صعبة وتتطلب مهارات خاصة .، فالمرأة أخت الرجل و هي نصف المجتمع و قد ضمن لها الدستور والقانون و رعاية و دعم القيادة السياسية الحق في نيل مناصب عليا في الدولة. و بالنسبة لي كقاضية الحمد لله أمارس مهامي بمنتهى الدعم والرعاية و الاهتمام وقد تدربتعلى يد قضاة رجال ولقيت كل التقدير منهم كما دربت وعلمت قضاة ولم ابخل عليهم بخبرتي وما تعلمته طيلة مشوار عملي.عموماً أنا لست بصدد نقاش موضوع عمل المرأة كقاضية لأنني أعمل بهذه المهنه منذ 26 عاماً و لي معها تاريخ وذكريات ومواقف كان لها دور كبير في صقل مهاراتي و لكني فقط اركز على أمر هام في عمل أي قاضي أو قاضية هو أن يتحلى من يمتهن هذه المهنة صفات عديدة منها النزاهه و السلوك الحسن و الأخلاق و أن يحكم بالعدل و بدون تأثيرات خارجية وان يؤتمن في الرضا والغضب لأن حكم أي قاضي / قاضية سيحدد مصير أناس أخرين لذلك لابد من دراسة القضية جيداً و جوانبها و أبعادها و الأدلة و الإثباتات قبل إصدار الحكم كما أنه تقع على القاضية مهمة كبيرة و أمانه كبيرة ستحاسب عليها أمام رب العالمين لذلك لابد أن تكون على علم و إطلاع و متابعة للقوانين الحديثة و العمل على تغيير القوانين القديمة التي أصبحت لا تتناسب مع الوقت الحالي و الظروف و المتغيرات الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية .إن مهنتي علمتني أن أحكم بضمير راضي عن قراراتي وفقاً للحق و القانون و الأدلة و الوثائق السليمة، وأجدني كل يوم حريصة على دراسة ماعندي من قضايا بمنتهى الحيادية و المسئولية ،إنني أرى أن المجتمع ينظر لوظيفة القاضي /القاضية بنوع من الترف و بأننا نملك مميزات و رواتب عالية .و لكن مايجهله الكثيرون أن المقابل الذي ندفعه ليس بالسهل و لا العادي ، لأننا كقضاه نقاسي الأمرين و تظل عقولنا في حالة تفكير بدون توقف قبل و أثناء و بعد إصدار أي حكم ونبذل مجهود ذهني يستحق فعلاً أن يقدرة الجميع .و أنا كأمرأة أحمد الله كثيراً على توفيقة لي و أشكر أساتذتي و أتوجه بكلمة شكر و عرفان خاصة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح على دعمه و رعايته و إهتمامه بنا كقضاة . و أخيراً لم تنسى أن تتوجه الأخت/ أحلام بكلمة تقدير لوالدتها التي قاست معها و دعمتها بحبهاو حنانها و رعايتها طيلة مشوارها ، و كذلك أثنت على دعم زوجها لها و مساندته و تفهمه لعملها ووقوفة الدائم معها و خصت ابنها و بناتها بكلمة “أتمنى أن تحذو حذو أبيكم و أمكم و تحققوا النجاح” و إلى لقاء جديد في مذكرات إمرأة متميزة استودعكم الله ،، .