صباح الخير
مع إطلالة العام الميلادي الجديد ثمة أمنيات وتطلعات تنتاب الواحد فينا وتجعله يتطلع إلى أن يكون هذا العام والأعوام التي تليه عبارة عن محطات فرح وآمال عظيمة في الجانب الشخصي. وعادة ما يبدأ الناس بتلك العبارة المألوفة في سلوكنا اليومي (كل عام وأنت بخير) وتتبعها المجاملات والأماني الجميلة.هذا السلوك الغريزي عند الإنسان مرده تلك الخاصية التي يتصف بها الإنسان عند تعلقه بالعيش الكريم والحياة الهنيئة والرائعة .. وهذا أقل ما يملكه الإنسان من تطلع نحو الحياة.لكن ثمة أناس وجماعات لايسرها أن ترى البسمة والفرحة ترتسم على شفاه طفل خرج لتوه إلى الدنيا وهو يصرخ أو شاب يأمل أن يعيش حياته بهدوء وأن تكون الدنيا جميلة أو شيخ عجوز يريد أن يختم حياته وهو يرى هذا العالم ينتشر فيه السلام والوئام. هؤلاء الذين يزرعون الشوك في بداية الأعوام الجديدة لكي يحصد الناس التعب والحزن والخوف يألفون هذه العادة التي في دواخلهم لأنهم جبلوا عليها ويريدون أن يعم الخراب هذا الكون.الحروب والمناكفات والحرائق والاغتيالات وكثير من هذه الحالات القميئة في قاموس الخرائب والموات السرمدي هي ديدن الذين لايعشقون الجمال والسكينة في العالم. وهؤلاء الصنف من الناس يتكاثرون بقدر ماهم ينزاحون عن هذا الكون حيث يبدأون أفرادا وينتهون أفرادا.وفي نطاق هذا السلوك العدائي والثقافة الخرائبية المقيتة يبرز في النطاق الصغير على مستوى الدول أناس يرتكزون على مبدأ العداء حتى على أنفسهم من دون أن يعوا أن العداء للآخرين دون مبرر عداء لأنفسهم.ونراهم يشعلون الحرائق في أوطانهم حباً في التسلط الذي يستخدمونه كأداة للوصول إلى غاياتهم الشيطانية.. ونراهم وقد ركبوا موجة (معارضة) ليس لها هم غير الخراب من دون أن يقدموا ولو أدنى مشروع جميل ونافع يهم الوطن. في هذا العام الميلادي الجديد على هؤلاء أن يقرؤوا التاريخ جيدا فليست كل الأيام سواء وليست كل الحرائق سواء فإن بناء القيم وارتفاع السلوك إلى ما فوق الذات وإعطاء الوطن مساحة واسعة من الاهتمام والرقي ونبذ مبدأ الأنانية والسجال خارج حلبة الوطن لمنفعة ما، لابد أن تكون لها وقفات مراجعة . لأن ارتكاز القيم الأخلاقية في هذا العالم لاتبدأ إلا بالإنسان صانع التحولات في بيته الصغيرة حتى تكبر هذه التحولات وتكون على مستوى هذا العالم الذي يتطور في كل ثانية ونحن في القائمة الأخيرة من هذا التطور.