( 14 أكتوبر ) تبحث واقع التعليم الفني والمهني والبرنامج الوطني لتأهيل الخريجين
الأستاذ الدكتور سالم محمد مجور
أجرى اللقاء/ محمد عبدالله ابو راس - تصوير/ جان عبد الحميتؤدي كليات المجتمع دوراً فاعلاً في تنمية قدرات المجتمع والنهوض به من خلال جملة المهام التي تقوم بها... وكلية المجتمع بمحافظة عدن واحدة من تلك الكليات التي قطعت شوطاً كبيراً منذ إنشائها في عام 1997م حيث بدأت بتخصصين حتى صارت اليوم تؤهل خريجيها في عشرة تخصصات.ماذا تحقق في هذا الصرح العلمي وما هي الصعوبات التي يواجهها؟ لمعرفة ذلك التقت الصحيفة بعميدها الأستاذ الدكتور سالم محمد مجور فكانت الحصيلة التالية:[c1]* أ. د. سالم مجور هل لكم أن تعطونا نبذة عن كلية المجتمع بمحافظة عدن؟[/c]- كلية المجتمع تم إنشاؤها في عام 1998م بالقرار الجمهوري رقم (174) وبدأت الدراسة في الكلية في عام 2001م وأنشئ فيها قسمان القسم الأول هو هندسة كمبيوتر والقسم الثاني هو قسم تكنولوجيا المعلومات (I T) وعدد الطلاب الذين التحقوا بها للعام الدراسي 2000 - 2001م كان في القسمين (38) طالباً وطالبة أما فيما يتعلق بالطلاب والمدرسين والتخصصات الموجودة في الكلية فإن الكلية فيها اليوم ثلاث دوائر علمية هي دائرة العلوم الهندسية ودائرة العلوم التجارية ودائرة العلوم الأساسية.هذه الدوائر الثلاث ينضوي في إطارها عشرة تخصصات علمية اليوم في عام 2010م وهو تطور كبير في مدة زمنية قياسية أي عشرة تخصصات علمية مقارنة مع العدد في العام الدراسي الأول الذي كان تخصصين وبعدد (38) طالباً وطالبة نجد أن المتخرجين في الدفعة الثامنة حوالي 1450 طالباً وطالبة في -2009 2010م من حملة الدبلوم.[c1]* ما هي هذه التخصصات؟[/c]- هي عشرة تخصصات: هندسة كمبيوتر، تكنولوجيا المعلومات (I T)، برمجة حاسوب، هندسة إنشائية، جرافيك، تكنولوجيا سيارات، تكييف وتبريد، المحاسبة والتسويق والإعلان وأخيراً قسم الفندقة والسياحة. طبعاً نظام التعليم في الكلية هو نظام الدبلوم ثلاث سنوات حيث نقبل الطالب بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة إذا كان في القسم العلمي فالمعدل المطلوب للقبول هو 70 في المئة أما إذا كان في القسم الأدبي ينبغي أن يكون معدله 75 في المئة وهذا هو نظام القبول للتعليم لدينا في الكلية.
مبنى الكلية من الداخل
الطلاب المتنافسون على الالتحاق بالكلية هم طبعاً بأعداد هائلة وسياسة القبول لا تتجاوز 450 طالباً وطالبة سنوياً وفقاً لتوجيهات وزير التعليم الفني والتدريب المهني ونجد أن الطلاب المتقدمين يصل عددهم إلى ألف طالب وطالبة ولكن في الأخير وبعد امتحانات القبول نستوعب 450 - 500 طالب وطالبة وفقاً لسياسة القبول والمنافسة حيث نأخذ خلال امتحانات المنافسة 50 في المئة من معدل الثانوية العامة و 50 في المئة من معدل الامتحانات المقامة داخل الكلية وبالتالي نقبل حوالي 450 إلى 500 طالب وطالبة وهذا ما حدث خلال العام الدراسي 2009 - 2010م. أما فيما يتعلق بهيئة التدريس في الكلية فإن قوام الهيئة التعليمية بالكلية (91) معلماً ومعلمة من حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس هؤلاء مدرسون أساسيون في الكلية إلى جانب أن لدينا متعاقدين بالأجر بالساعة حوالي (66) متعاقداً ومتعاقدة وهم موزعون على الأقسام العلمية العشرة الموجودة في الكلية.بالنسبة للمناهج التي تدرس في الكلية فهي مناهج مركزية ولكن نحن نواكب متغيرات العصر ومتغيرات التكنولوجيا وفي الحقيقة أن أي مناهج تعليمية لا يوجد بها الارتقاء النوعي فإنها تنعكس سلباً على المخرجات حيث يتخرج الطالب وليس لديه الإلمام وبالتالي فإننا نجد أن متطلبات السوق اليوم تواكب العصر لذلك فنحن في الكلية لدينا جهاز تنفيذي لكليات المجتمع بالوزارة يعمل على مواكبة حاجات المجتمع والتنمية ومتطلبات سوق العمل ولدينا أيضاً وكيل وزارة لقطاع المناهج يلعب دوراً فاعلاً في هذا المجال. ومع ذلك فنحن حريصون في الكلية - إلى جانب الوكيل - كل الحرص على أن ترتقي المناهج بالتعليم النوعي وتواكب متغيرات العصر ومتطلبات سوق العمل.[c1]* ما هي النجاحات التي تحققت منذ إنشاء الكلية وكم رفدت الكلية سوق العمل والمجتمع والتنمية من الخريجين وهل يتناسب حجم المخرجات مع المعيار الدولي؟[/c]- فيما يتعلق بالنجاحات التي حققتها الكلية فكما قلت لكم من حيث الطلاب في شهر يونيو القادم سيتم تخريج الدفعة الثامنة من حملة الدبلوم وهؤلاء سيذهبون إلى سوق العمل ونحن عملنا في بداية عام 2008م مسحاً ميدانياً لمعظم الطلاب المتخرجين من كلية المجتمع على مدى الدفعات السابقة وعددها سبع دفعات وشمل هذا المسح طلابنا في محافظات عدن وأبين ولحج وتعز ووجدنا أن معظم الخريجين قد حصلوا على وظائف وأغلبهم حصلوا على وظائف في القطاع الخاص وبالتحديد في شركات مجموعة هائل سعيد أنعم.وهذا من أبرز النجاحات التي حققتها الكلية من خلال الخريجين أما فيما بتعلق بمخرجات التعليم الفني فلو قارناها مع مخرجات جامعة عدن فإن للجامعة مخرجات كثيرة وبأعداد هائلة ونحن حريصون على أن تكون مخرجاتنا نوعية وتلبي حاجات المجتمع والتنمية وتواكب سوق العمل ومتطلباتها.ولو قبلنا أعداداً كبيرة من الطلاب في كلية المجتمع حتماً ستكون مخرجاتنا كثيرة وبالتالي ستشكل عبئاً إلى جانب مخرجات جامعة عدن وستتضاعف البطالة في أوساط الشباب لأن السوق ستتشبع وسيحدث فائض وستستمر بالتالي البطالة لذلك مخرجاتنا طبعاً قليلة وكلهم تستوعبهم سوق العمل.[c1]* هل تتابعون عملية حصولهم على الوظائف؟ [/c]- لدينا دائرة معنية بهذا الموضوع هي دائرة الخريجين وهي دائرة حديثة العهد تم تأسيسها في يناير 2010م لماذا أسسناها؟ لأننا لدينا عملية شراكة مع الأصدقاء الألمان في المؤسسة الألمانية للتنمية (DED) وهذه الشراكة بدأت منذ عام 2003م وقد مدوا الكلية بالعديد من الخبراء حيث كان هناك خبير في الكلية وبقي لدينا مدة عامين في قسم التكييف والتبريد واستفاد منه الطلاب وأيضاً هيئة التدريس فوجود الخبير داخل القسم يطور من أداء المدربين أيضاً ولدينا الآن خبير في قسم السيارات حيث وقعنا معهم عقداً وسيبقى معنا مدة عامين وكان قد وصل مطلع هذا العام و طلبنا منهم توفير خبير آخر من نفس المنظمة ألماني متخصص لتطوير قسم الجرافيك وآخر في قسم الفندقة والسياحة لما لهذا القسم من أهمية وكلهم سيواصلون أعمال التطوير للعملية التدريبية بالكلية.[c1]* كيف تواكب كلية المجتمع حركة السوق ومتطلباتها من التخصصات وهل تجرون عملية تعديل لبعض التخصصات أو إلغاء التخصصات التي تشبعت بها سوق العمل وما هي أبرز الصعوبات في هذا الجانب؟[/c]- لدينا تخصصات نوعية تتواكب مع متطلبات سوق العمل إلى جانب أننا اليوم نطمح لفتح قسمين جديدين في كلية المجتمع وسيكون القسم الحادي عشر هو قسم التمريض والثاني عشر سيكون تصميم أزياء وخياطة وهذا جاء نتيجة للمسح الميداني لسوق العمل الذي أجريناه مؤخراً حيث وجدنا أن السوق بحاجة إلى هذه التخصصات وإن شاء الله بالاتفاق مع معالي وزير التعليم الفني والتدريب المهني سنقوم هذا العام بفتح هذين القسمين.[c1]*وماذا عن التأهيل؟[/c]- لدينا نوعان من التأهيل الأول خارجي للمدرسين والثاني ومنذ تأسيسنا للكلية حتى يومنا هذا تم ابتعاث (24) معلماً ومعلمة إلى البلدان الشقيقة والصديقة لنيل الماجستير والدكتوراة، فإلى الدول الشقيقة أرسلنا مبعوثين إلى المملكة العربية السعودية وكذا إلى مصر و الجزائر ولبنان وهؤلاء المبتعثون هم من هيئة التدريس في الكلية، وإلى الدول الصديقة أرسلنا مبتعثين إلى الهند وروسيا الاتحادية وإلى ماليزيا أيضاً لنيل الماجستير والدكتوراة.ولدينا تأهيل داخلي وهو في إطار الماجستير والدكتوراة وحتى يومنا هذا بلغ من أهلناهم بجامعة عدن وجامعة صنعاء حوالي عشرة من قوام الهيئة التعليمية من حملة الماجستير هذا بالنسبة لتأهيل المعلمين والمعلمات أما بالنسبة للطلاب فيوجد اتفاق مع الوزارة على استيعاب المتفوقين منهم، وقبل حوالي شهر طلبوا منا خمسة مرشحين من أوائل خريجي كلية المجتمع لإرسالهم لدراسة مساق البكالوريوس في لبنان والجزائر وقد قمنا بتجهيز ملفاتهم وسيتم إرسالها إلى قسم البعثات بوزارة التعليم الفني والتدريب المهني لمواصلة دراستهم.[c1]* برنامج فخامة الرئيس لإعادة تأهيل وتدريب الخريجين ما مدى مساهمة كلية المجتمع في تنفيذه؟[/c]- برنامج فخامة الرئيس كان واضحاً وأعطى أهمية خاصة للتأهيل، وللتعليم الفني والتدريب المهني وقد تم إنجاز العديد مما تضمنته هذه المصفوفة من اهتمام بمخرجات التعليم الفني والتدريب المهني. ومن أبرز القضايا أنه أعطى اهتماماً كبيراً للشباب من حيث تدريبهم وتأهيلهم وإعدادهم الإعداد الجيد. ومن هذا المنطلق فإن كلية المجتمع مثلها مثل كليات المجتمع الأخرى الموجودة على مستوى الجمهورية تقوم بإعداد وتأهيل وتدريب وتقديم المعلومات والمهارات لطلابها بحيث تكون هذه المعلومات مساعدة لهم في الدخول إلى سوق العمل وقد قطعنا شوطاً كبيراً في تنفيذ هذه المصفوفة ونتعشم خيراً في الحصول على المزيد من الدعم في هذا الجانب من أجل مواكبة متغيرات العصر وقد حدثت في الكلية تطورات حيث صدر في 2007م قرار معالي الوزير وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور إبراهيم عمر حجري بإنشاء بكالوريوس معلم تقني وهو موجود في كليتي المجتمع بعدن وصنعاء.وهنا في كلية المجتمع عدن سنقوم الآن بتخريج الدفعة الثالثة من حملة بكالوريوس (معلم تقني) باعتبار أننا نأخذ خمسة أوائل من كل قسم ونؤهلهم لمدة سنة واحدة ويحصلون على شهادة بكالوريوس وهناك اتفاق مع معالي الوزير بأن المبرزين الأوائل من هذه الدفعات التي التحقت بمساق البكالوريوس وحصلت على درجة امتياز يتم توظيفهم معلمين ومعلمات في المعاهد الفنية والمهنية على مستوى الجمهورية لأن المعاهد الفنية والمهنية بحاجة إلى مدرسين. وأصبحت كليات المجتمع الآن تقوم بتخريج العديد من الطلاب لسوق العمل المحلية والخليجية إلى جانب ما تقوم به من تخريج أفضل الطلاب بمعدلات امتياز ويتم تعزيزهم بالبكالوريوس وتوظيفهم في المعاهد وهذا يحسب إيجاباً لصالح الكلية ونحن نطالب وبإصرار بفتح مساق البكالوريوس التطبيقي بالكلية فلدينا الآن نظام هو نظام الدبلوم ثلاث سنوات لكننا اليوم نطالب بفتح برنامج بكالوريوس تطبيقي فالدراسة في الكلية ليست كلها نظرية بل هي كلية تطبيقية فلدينا أكثر من 14 مختبراً ولدينا ثماني ورش للميكانيك ولتكييف السيارات وللتبريد وقسم الجرافيك يوجد عمل مكثف فالطلاب يعملون ست ساعات يومياً داخل المختبرات، فالدراسة هنا هي تطبيقية أكثر مما هي دراسة نظرية ومن هنا تأتي مطالبتنا بإنشاء بكالوريوس تطبيقي ليس في كل الأقسام بل سنبدأ البكالوريوس التطبيقي بتخصصات محدودة.[c1]* ما الجهة التي يفترض أن توافق على فتح هذا المساق؟[/c]- وزارة التعليم الفني والتدريب المهني فنحن وضعنا تصوراتنا ولدينا المناهج الدراسية الخاصة بذلك ولدينا المدرسون أي أن كافة الأمور مكتملة وما على الوزارة إلا الموافقة فقط.[c1]* هل توجد كليات مجتمع أخرى لديها هذا المساق الدراسي؟[/c]- نعم على سبيل المثال جامعة البلقاء في الأردن وكنا قد زرناها مع معالي الوزير الدكتور إبراهيم عمر حجري ووجدنا أن لديهم نظام بكالوريوس أربع سنوات أي بكالوريوس تطبيقي أي أن الطالب بدلاً من أن يتأهل لمدة ثلاث سنوات لماذا لا نجعل نظام الدراسة في كلية المجتمع عدن نظامين الأول هو الدبلوم والثاني نظام البكالوريوس التطبيقي فقط شريطة أن يكون التدريس في الورش والمختبرات كما هو حاصل لدى أشقائنا في الأردن.ونحن سنناقش ذلك إن شاء الله مع معالي الوزير وسنستوفي الموضوع ونأمل الحصول على الموافقة ونبدأ بالبكالوريوس التطبيقي.[c1]* بالإضافة إلى الدور الكبير الذي يلعبه التعليم الفني والتدريب المهني في مد الاقتصاد الوطني بالعمالة المدربة والكل يعلم ذلك فإنه يلعب دوراً أيضاً في تأهيل وإعادة تأهيل العمالة اليمنية للعمل في السوق الخليجية، في تقديركم أنتم هل تستطيع العمالة اليمنية المنافسة وما هو تقديركم لمستوى الإستعدادت في هذا المجال؟[/c]- العمالة اليمنية قد تم تجربتها في بلدان الأشقاء بدول مجلس التعاون من سابق وأثبتت كفاءتها وأمانتها وطبعاً نحن ككلية جزء من التعليم الفني وجزء من الوزارة وهناك خطة وبرامج لدى الوزارة لإعداد وتأهيل وإرسال أياد عاملة إلى دول مجلس التعاون أياد ماهرة بعكس الأيدي التقليدية فاليوم التعليم الفني ليس حدادة أو نجارة فحسب بل هي مهن كثيرة حديثة ومتطورة لذلك ينبغي على التعليم الفني اليوم أن يواكب متغيرات العصر وينبغي أن يواكب التكنولوجيا فالسوق الخليجية بحاجة إلى أيد ماهرة وليست بحاجة إلى حدادة ونجارة أو تعليم فني دبلوم سنة أو سنتين لذلك فنحن بحاجة إلى مخرجات التعليم من كليات المجتمع و لدينا حوالي سبع كليات مجتمع ولديها مخرجات من مختلف التخصصات لذلك فأنا أجزم وأؤكد لك أن مخرجات التعليم هذه وبالذات مخرجات التعليم الفني من كليات المجتمع حتماً سوف تستوعبها سوق العمل لما لها من أهمية فلديها خبرات ولديها مهارة ولديها أيضاً معلومات ومعارف عملية وتطبيقية تواكب المتغيرات والمتطلبات التي تحتاجها سوق العمل الخليجية.