ماري انطوانيت هي الابنة التاسعة للملكة ماريا تريزا إمبراطورة النمسا تشربت بمبادئ والدتها وتعاليمها فكانت تطمح الى اللهو والاستهتار وعزز فيها هذه الرغبه ما كانت عليه من مظاهر الجمال والرشاقه وامتشاق القد . كانت ماري انطوانيت في الربعه عشرة من عمرها مكتمله الانوثة جميلة المظهر جذابة فاتنة وللشباب سحره...وكان ولي عهد فرنسا فتى غير ناضج العقل والتفكير والانقياد سريع الوقوع طائشا ابله ولعل ذلك يرجع الى حداثه سنه فقد كان يكبر ماري بسنة واحدة واستعدت الولايتين لاقامة حفل الزفاف ,,وكان الناس يتشاءمون كثيرا من الحوادث التي تقع في تلك الايام ويحفظون تواريخها عن ظهر قلب فمثلا يوم ولدت ماري انطوانيت في 2 نوفمبر سنه 1755م حدث زلزال عنيف في البرتغال وحدث يوم تزوجت حريق هائل بين مظاهر الفرح و الحفلات فتشاءم الفرنسيون والنمسويون كثيرا ...بعد الزواج لم تستطع الفتاه الصغيرة تحمل اعباء الزواج وتفهم دقائق مركزها العظيم للظهور بمظهر الجد والرصانة التي تقتضيها الرسميات لهذا لم تستطع ان تقاوم طبيعتها الجامحه طويلا حتى بدأت بعد اشهر تعبث وتطلب المتعه في المراقص والاحتفالات والنزه ... كذلك كان زوجها الفتى الامير لاهيا عابثا لا يهمه امر زوجته هكذا انطلق كل من الاثنين الى الناحية التي يريدها ففقدا احترام الناس لهما وخاصه النبلاء .مات لويس الخامس عشر سنة1774م اي بعد اربع سنوات من زواج ابنه فاحتفلت فرنسا احتفالا فخما بتتويج ولي العهد الملك لويس السادس عشر وهكذا اصبحت ماري انطوانيت ملكة فرنسا احبت الملكة من بين اصدقائها العديدين شابا سويديا فاتنا جميلا هو الكونت( هانز إكسل فون فيرسن) وقد اصطفته لنفسها من قبل ان تصبح ملكة فكان يهتم بها ويتردد اليها كثيرا والخروج معها حتى اقترن اسمه باسمها في كل مكان ... لم تلد الملكة اثر زواجها ولكنها بعد ان ارتقت العرش بسنوات وضعت طفلتها الاولى ماريا تريزا في 1778م فتعالى الهمس واخذ الفرنسيون يتساءلون من يكون والد هذه الطفله .ظلت الملكة ترعى صديقها الكونت فيرسن حتى حملت ووضعت طفلا هو ولي عهد فرنسا ... وحدث ان وقف عم الطفل له يوم عماده فسأله الكاهن عن اسم الطفل فضحك إلشبين الامير وقال : كان يجدر بك ان تسألني عن اسم والده اولا... وتناقلت الالسن هذه الكلمات حتى بلغت الملك والملكة نفسها فابتسما ابتسامة يقولون انها كانت بريئة؟ خشي الكونت فيرسن من العاقبة وشاء ان يحرص على ماتبقى من كرامة الملكة وهجر فرنسا والتحق بحرب الاستقلال الامريكية لكنة غاب سبع سنوات ثم لم يستطع مقاومة لهيب الشوق فعاد الى فرنسا... كان من نتائج طيش الملكين وعدم رعاية مصالح الرعية ونظام الدوله ان تفككت اوصالها وبدأت روح الثورة وخاصه بعد ان اصيبت البلاد بالفقر والقحط الشديد ارتفع معه ثمن الخبز الى حد لم يكن الفقراء ليستطيعوا شراءه ... وكان من ضمن اعداء الملكة الكارينال دي روهان ذلك الكاهن الذي احتقرته منذ كان سفير في النمسا واعلنت انه سرق قلادة من جواهري باسمها وحيث ان هو ايضا كان لايعلم حيث ان امرأة تدعى جين بالوث وزوجها نيكولاوس دي لامونت هما اللذان خدعاه وكانت قضية القلادة احدى القضايا المهمة التي سجلها التاريخ ولها قصة طويلة جدا الثورة الجارفة تفجرت براكين الثوره الفرنسيه وكان لهذه الثورة اثر في نفس الملكه حيث ابدلها بقديسه طاهرة ، اخذها الثوار مع الملك واولادها الى احدى القلاع الى ان تتم المحاكمه وشاء الكونت فيرسن ان يلعب لعبته وينقذ حياه الملكة حيث حاول الهرب معهم لكنه فشل في ذلك فانتزعت الملكه في هذه اللحظه خاتما ثمينا وناولته للكونت ذكرى امانته ووفائه فظل يحرص عليه ويلبسه حتى مات ...ابعدوا الملك عنها ثم خذوا منها اولادها وتركوها وحيده وليس معها احد غير امرأة السجان وروزالي لاموريل ، قتل لويس السادس عشر بالمقصله وجاء دور الملكه فاقتيدت الى حيث القضاة وراحوا يلصقون بها التهم ..لم تنطق بكلمة واحده فما فائدة ذلك وموتها محقق؟وفي فجر يوم 16 اكتوبر سنه 1793م اقتادها الحرس الى عربة الموت حيث ازدحمت الطرقات بالرعاع والثوار وهم يبصقون عليها حتى اذا مرت العربه امام قصر التويلري انحدرت الدموع الساخنة من عينيها الذكريات الماضي القريب ..وصلت العربة اخيرا فنزلت وسارت الى المقصلة بقدم ثابتةوشجاعة تصعد السلم في خشوع وماهي الا لحظة حتى كان رأسها قد فصل عن جثتها ...
ماري أنطوانيت
أخبار متعلقة