اكد علماء التربية ومفكروها ان الحصة الدراسية هي المستقبل التربوي والتعليمي للأجيال، وهي المعمل العلمي والمعرفي والسلوكي لصناعة الطلاب وكما ان الحصة الدراسية هي الملكية الخاصة بالطلاب ، فإن استقرت الحصة استقرت حياتهم الدراسية .. وان تخلخلت الحصة تخلخلت دراستهم !! وبهذه الرؤية العلمية التربوية تبرز أهمية الاهتمام بالحصة الدراسية وعدم الإضرار بها .. وعليه يتطلب من العاملين في الحقل التربوي رؤساء ومرؤوسين الادراك العميق لهذه المفاهيم ومضامينها وأهدافها الخاصة والعامة .. ولكن مع الاسف الشديد فان الحصة الدراسية في مدارس عدن المدينة النموذجية تعرضت وتتعرض للإهمال الملازم ، بدليل التدني في التعليم والتربية النوعية في مستويات التلاميذ والطلاب التعليمية والسلوكية بمختلف المراحل الدراسية وهذا الوضع المتدني ساعد على استمراريته في كل عام دراسي إغفال أهمية وأولوية الاهتمام المسؤول بالحصة الدراسية ، وأهمالها والتركيز نحو العمل بالشكليات الإدارية والفنية التقليدية والاكتفاء بنظرية التخطيط والتوجيه وبالنقل الآلي في عملية المبرمجة ودون الربط التسلسلي المنطقي بحاجات ومتطلبات الواقع التربوي والتعليمي عند عملية التطبيق .وفي الحقيقة فان اغفال هذه الحقائق أوجد الاختلالات في سير الحصة الدراسية، وعدم ضمان استقرارها وفقدان فعاليتها وتأثيرها الإيجابي في تحسن وتطور العملية الدراسية نظراً لما تواجهه الحصة الدراسية من عراقيل ومعوقات تتمثل في تخلف وضعية الغرف الدراسية والاكتظاظ الطلابي بداخلها الشبيه بعلبة "السردين" في معظم المدارس وافتقار هذه الغرف الدراسية للتهوية الصحية والاضاءة المناسبة وبالذات في الفترات الدراسية المسائية ، وكذلك في ظل شحة أبسط أدوات ووسائل التعليم المتطورة واستخدام الأدوات المتخلفة بدلاً عنها ، حتى وصل الأمر إلى مسح السبورات بواسطة "الخرقة والقرطاس" !! اضافة إلى عدم صلاحية الغرف وابقائها بدون ترميم أو تجديدها بالطلاء وغيره كي تمتلك مناخاً دراسياً ملائماً وكذلك تعرض مئات الحصص الدراسية للهدر والضياع بسب تأخر التعيينات وحالات اجازة الوضع وبدون تغطية البديل في الوقت المناسب وايضاً تعدد عقد الاجتماعات المدرسية واقامة الانشطة والفعاليات اثناء سير الدراسة .ولذا فإن امكانية تحقيق الحصة الدراسية الناجحة اصبحت بعيدة مما يجعل الحصة الدراسية معملاً غير جيد لصناعة الطلاب !! وعليه فان الضمان الأكيد لجعل هذا المعمل يصنع وبطريقة جيدة الطلاب الجيدين هو اعطاء الحصة الدراسية جزءاً أكبر من الامكانيات والجهود المسؤولة المخلصة وأولوية التخطيط والتوجيه من قبل قيادة مكتب تربية عدن من خلال دوائرها واقسامها الفنية والتربوية على مستوى المحافظة والمديريات ، والعمل المستمر بهذا الاتجاه المهم مع تسخير كافة المستلزمات الخاصة بالحصة الدراسية المتوفرة لشروط نجاحها وحمايتها من الهدر والضياع بقدر الإمكان من أجل تقدم نوعي وتطور فعلي ملموس يظهر في النتائج التعليمية والتربوية المتفوقة في محافظة عدن وهذه مسؤولية تربية عدن .
الطلاب والحصة الدراسية المظلومة
أخبار متعلقة