إعداد / عماد محمد عبداللهإن اول من بنى مسجداً في الاسلام هو مسجد " قباء" في المدينة المنورة هو الصحابي الجليل / عمار بن ياسر " رضي الله عنه " والذي ولد تقريباً في 43 قبل الهجرة وتوفي سنة 37هـ شهيداً .ويكنى عمار بـ" أبي اليقظان " وكان عمار " رضي الله عنه " اسود اللون طويل القامة كما روى الطبراني باسناد حسن وقد تقدم في الترجمة عن أبيه... وهو من أهل اليمن من عنس وهي بطن من بطون قبيلة " مذحج " .وفي حديث عن أبي سعيد قال :- كنا نعمل على بناء مسجد وكنا نحمل لبنة لبنة لبناء المسجد إلا أن عمار بن ياسر " رضي الله عنه " كان يحمل ضعف ماكنا نحمله أي يحمل لبنتين لبنتين.. فلما رآه النبي " صلى الله عليه وسلم " وجعل ينفض التراب عنه ويقول ويح " (ويح هي كلمة تقال في حالة الشفقة والعطف)" عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " رواه البخاري".وليس في هذا الحديث منقبة واحدة لاصحابي الجليل / عمار بن ياسر " رضي الله عنه " فحسب ولكنها مناقب ومناقب فحمله لبنتين لبنتين زيادة عن الناس مكرمة له ومنقبة تدل على همته العالية وتضحيته الغالية وايمانه الرفيع والعميق.ولاشك بأن ينفض التراب عن عمار " رضي الله عنه " حبيب الله تعالى وسيد الخلق " صلى الله عليه وسلم " واشرفهم بيديه الشريفتين هو ذلك الفضل الكبير والشرف العظيم والفخر الذي بلغ مابلغ .. وفوق هذا المكرمة والفضل الذي قال عنه الحبيب المصطفى " صلى الله عليه وسلم " ايضاً تحدث عنه النبي " صلى الله عليه وسلم " حيث جاء في الصحيح عن عمار بن ياسر " رضي الله عنه " " عمار تقتله الفئة الباغية ".وقال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " عن الصحابي الجليل / عمار بن ياسر " رضي الله عنه" أقتدوا باللذين من بعدي وهم : ابوبكر وعمر ، واهتدوا بهدى عمار ، وماحدثكم ابن مسعود فاقبلوه " رواه أبو يعلى في مسنده واسناده صحيح ، رواه الترمذي وابن ماجه بدون وماحدثكم ابن مسعود فاقبلوه، وقال الترمذي حسن".وكان عمار بن ياسر رضي الله عنه من اوائل من أسلم في مكة المكرمة ومن السباقين الأولين ، وقد اورد الحافظ بن حجر في الاصابة أن البخاري اخرج عن الصحابي عمار رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ومامعه الا خمسة اعبد وامرأتان وابوبكر .. وايضاً كان الصحابي الجليل / عمار بن ياسر"رضي الله عنه " سابع سبعة اظهروا الاسلام في مكة المكرمة " كما روى الطبراني مرسلاً باسناد حسن "كما قال عنه رسول الله " صلى الله عليه وسلم " من عادى عماراً عاداه الله، ومن ابغض عماراً ابغضه الله " اخرجه احمد والنسائي والطبراني وابن أبي شيبة ورجالة رجال الصحيح".وايضاً ماقاله رسول الله " صلى الله عليه وسلم " في الصحابي الجليل / عمار بن ياسر "رضي الله عنه " قال " صلى الله عليه وسلم " " ابن سمية ما عرض عليه أمران إلا اختار ارشدهما " رواه احمد ورجاله رجال الصحيح ورواه الترمذي قال حسن غريب... وأكد " صلى الله عليه وسلم " أنه إذا اختلف الناس كان ابن سمية " عمار بن ياسر " مع الحق " اخرجه الطبراني والحاكم وصححه ووافقه الذهبي" . وفي حديث قال رسرل الله " صلى الله عليه وسلم " لعمار : مرحباً بالطيب المطيب " اخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح والحاكم وابن ابي شيبة وأبو داؤد الطيالسي".كما روى البخاري في صحيحه أن أبا الدرداء ""رضي الله عنه " قال عن عمار "رضي الله عنه " الذي اجاره الله على لسان نبيه " صلى الله عليه وسلم " يعني من الشيطان.وقال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " أبو اليقظان - كنية عمار بن ياسر. على الفطرة لا يدعها حتى يموت أو يمسه الهرم " رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجالهما ثقات " ... وفي إيمان الصحابي الجليل / عمار " رضي الله عنه " قال الحبيب المصطفى " صلى الله عليه وسلم " ملئ - أي عمار - إيماناً إلى مشاشة " المشاشة معناها رؤوس العظام " اخرجه النسائي وابن ماجه والبزار وقال الحافظ في الاصابة سنده حسن ... وفي حديث قال الهيثمي واخرجه البزار باسناد رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر من حديث علي قال سمعت رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يقول عمار ولحمه حرام على النار أن تطعمه.ولقوة إيمان الصحابي / عمار بن ياسر واسرته التي عذبه أشد العذاب على يد الكفار لاجبارهم على الكفر ... وجاء وعد الله عزوجل على لسان الحبيب المصطفى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ابشروا آل ياسر موعدكم الجنة وفي حديث آخر : اللهم أغفر لآل ياسر وقد فعلت.وقال الحافظ بن حجر في الاصابة : واتفقوا على أنه نزل فيه "إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان".. وقد عاش عمار بن ياسر مع الرسول " صلى الله عليه وسلم " حيث شهد جميع المشاهد مع الرسول " صلى الله عليه وسلم " .وقال عنه السفاريني أنه شهد معركة " بدر " والمشاهد كلها ولم يشهدها من أبواه مسلمان من الصحابة سواه.