في حوار مع الطبيبة الاستشارية د . أنيسة عبود أول أختصاصية في أمراض الدم على مستوى الجزيرة والخليج
لقاء / لبنى الخطيبضيفتنا متواضعة مساعدة للآخرين من طلاب و مرضى وأصدقاء ، لها مواقف إنسانية كثيرة مع المرضى والطلاب ، وقلبها مليء بالحب والعطاء ، متعاونة مع الجميع في الاستشارة الطبية أو العامة وفي أي لحظة من اللحظات ، لا تتكلف ولا تترفع وتحظى باحترام الجميع ، إنها الطبيبة الاستشارية د /أنيسة عبود.- ماذا كان موقف أسرتك كونك ذهبت للدراسة في الخارج بعد الاستقلال مباشرة؟- في تلك الفترة كانت بعض الأسر لا تسمح لبناتها بالسفر إلى الخارج وبحكم إن والدي متوفى و والدتي هي المسئولة عني ففي البداية رفضت هذا الأمر ، ولكن وجدت نوعاً من الدعم من ابن عمي وهو زوج أختي أيضا ، الذي ساعدني كثيرا في إقناع والدتي بسفري.[c1]تعلقي بالطب[/c] - لماذا اخترت دراسة الطب ؟ - منذ طفولتي تمنيت دراسة الطب وحين كنت في الثانوية قرأت قصة روسية ( القضية التي نخدمها ) و تعلقت بالطب كثيرا ، ولو كان الزمن يعيد نفسه لاخترت دراسة الطب مرة أخرى ، فهناك من يدرس الطب ليس عن اقتناع .[c1]حاجة كلية الطب[/c]- تخصصك كان نادراً لتلك الفترة الماضية.. لماذا فضلت المختبرات التشخيصية ( الباراكلينيك)؟- كان هذا تخصصاً نادراً ، لم يكن في اليمن طبيب متخصص بأمراض الدم ، واختياري له فجزء منه برغبتي والجزء الأخر الظروف فرضته علي ، عندما كنت مديرة لمستشفى باصهيب مابين عامي 1975 و 1976 م لم أحبذ العمل الإداري فطلبت نقلي من إدارة المستشفى ورفض طلبي ، إلا في حال حصولي على منحة دراسية ، وفي تلك الفترة تأسست كلية الطب وقابلت عميدها أ/ د.عبدالله حطاب و تحمس لقبولي في الكلية وعرض علي أن أتخصص في أمراض الدم و حاجة الكلية لهذا التخصص ، وصادف ذلك الوقت تواجد أستاذ قدير وهو خبير في منظمة الصحة العالمية الدكتور محمود زيادة سوداني الجنسية ، أقنعني بأهمية التخصص ، كونه لا يحتاج إلى نوبات وسيساعدني في حياتي الأسرية ورغم أن حبي كان للتخصص في النساء والولادة واخترته والحمد لله نجحت فيه كثيرا .[c1]الإدارة تفقد الإنسان تخصصه[/c]- شغلت سابقا مديرا عاما لمستشفى باصهيب العسكري وكنائب مدير لمستشفى عدن العام مارائيك بالعمل الإداري ؟- تمكنت من إدارة كل من مستشفى باصهيب و مستشفى عدن العام لحبي للعمل و لطبيعة شخصيتي الشديدة ، ومع الأيام شعرت أن الإدارة تفقد الإنسان تخصصه ولم استمر طويلا في إدارتهما لرغبتي للعمل الأكاديمي في الجامعة لارتباطه بتخصصي .[c1]في ضوء الفحوصات يشخص المرض.[/c] -وما أهميته للطب والطلاب ؟ -ترأست قسم ( الباراكلينيك) الطب التشخيصي حتى عام 1999م. و هو مكون من خمس وحدات : الأشعة ، المختبرات الإكلينيكية ، المايكروبالوجي ، الباكالوجي ، الطب الشرعي و دَرست بداية التحاقي بكلية الطب مادة ( المايكروبالوجي ) ، وأهمية هذا التخصص للطب والطلاب أنه بعد ظهور نتائج الفحوصات المخبرية يتمكن الطبيب من قراءة التشخيص مع الأعراض المصاحبة للمريض و في ضوئها يقرر العلاج اللازم له . [c1]أمراض وراثية وثانوية [/c]- أمراض الدم تنوعت وكثرت في السنوات الأخيرة في تقييمكم ماهي الأسباب لذلك ؟- أمراض الدم كثيرة منها سرطان الدم ( اللوكيميا ) أو أمراض الدم الوراثية مثل التلاسيميا و الانيميا المنجلية وهناك أمراض ثانوية تظهر بشكل أعراض لأمراض الدم كفقر الدم الناتج عن مرض أخر وبالتالي مهم عمل التشخيص لتحديد أسباب فقر الدم الثانوي ،بالاضافة الى انتشار أمراض فقر الدم لدى عدد من المرضى وخصوصا الأطفال نتيجة لسوء التغذية .[c1]استخدام المبيدات الإضافية[/c]- ماهي أكثر أمراض الدم المنتشرة في اليمن ؟- إن السبب الرئيسي لانتشار أمراض الدم وبعض الأمراض الأخرى ، نتيجة الزيادة للاستعمال الخاطئ للمواد الكيماوية و المواد الحافظة لبعض أنواع الأغذية ، بالإضافة للاستخدام غير المدروس لرش المبيدات الحشرية في الزراعة و التي لا تراعى فيها سلامة المستهلك . [c1]من المهم خلق كادر[/c]- بصماتك واضحة على كثير من الطلاب والأطباء في اختيار تخصصاتهم بأمراض الدم مواصلين رعاية بذرة غرستيها أيسعدك هذا ؟ - أنا لا أحب أن يكون اليوم في هذا المكان كادراً وعندما يغادره ينتهي أمر القسم أو الإدارة ، المهم هو الاستمرارية في العمل و أن نخلق كادراً طبياً جديداً يحب التخصص ويحب المهنة ، هناك عدد من الطبيبات الآن يحتللن مناصب مهمة في المختبرات والمستشفيات بعدن بعد دراستهن لهذا التخصص ، كما استقطبت أطباء من الريف لتأهيلهم للماجستير لخلق قاعدة عريضة وتعزيز المختبرات المركزية بالكوادر الطبية العاملة خارج محافظة عدن ، للتخفيف من الضغط على مختبرات عدن المركزية و تقديم خدمة سريعة للمرضى في تلك المحافظات . [c1]حل مشكلة صحية[/c]- مساق الدراسات العليا في الطب هو تعزيز لدور جامعة عدن في تأهيل الأطباء أين موقعكم من هذا ؟ ـ في عام 1999م ولأول مرة في تاريخ جامعة عدن عقدت انتخابات ورشحت نفسي لمنصب نائب الشؤون الأكاديمية والدراسات العليا لعمادة كلية الطب ، تنافس عليه حينها ثلاثة أطباء و نجحت إنا بالمفاضلة ، بدأت الدراسات العليا بثلاثة مساقات فقط وألآن وصلت إلى ثمانية تخصصات بالإضافة إلى مساق الدكتوراه ، وعملي كنائبة للشؤون الأكاديمية متابعة إعداد المدرسين للمناهج ومراجعتها من قبلنا ، وعقد اجتماعات دورية للجان الدراسات العليا ، و متابعة أعمال طلاب الدراسات العليا بالإضافة إلى تنسيق الأمور الإدارية مع الجامعة والاتصال بالمشرفين ، وتوفير الوثائق، بما معناه إن الإشراف من أول يوم يبدأ طالب الدراسات العليا إلى أن ينهي دراسته للتخصص . إلا إن إمكانيات الخدمات الطبية في المستشفيات بمحافظة عدن بسيطة ولا يتوفر تمويل مالي للبحث العلمي ، فطلاب الدراسات العليا يصرفون من جيبهم الخاص لتمويل أعمال أبحاثهم . والمهم إن كل دراسة ماجستير تمكن الدارسين من تلمس المشاكل الصحية في البلد ، وبالتالي هدفها حل مشكلة من المشاكل الصحية ، والملاحظ أيضا أن أغلبية من في الدراسات العليا محليا هن من النساء لارتباطهن بالتزامات أسرية وعدم استطاعتهن السفر إلى الخارج . [c1] الطلبة على حق[/c] - طلاب الطب يعانون من مشكلة إن صوت المحاضر لا يصل إلى جميع من في مدرج المحاضرات ؟ - مع التقدم التكنولوجي و نحن مقارنة ببعض الكليات الأخرى تعتبر كلية الطب من الكليات التي يستخدم فيها المدرسون الوسائل الحديثة للتدريس ، والمشكلة في القاعة الكبرى و طريقة بنائها لا توزع الصوت في المدرج ، وتوجد ميكروفونات ومرات تتعطل و الطلبة على حق في هذا الأمر فالعميد و إدارة الكلية يحاولون دائما و قدر الإمكان معالجة هذا الموضوع.- لك العديد من الإسهامات البحثية والعلمية أيدفعك هذا لبال المزيد من العمل ؟ - العديد من الإسهامات البحثية التي قدمتها من خلال عملي التطبيقي و ملاحظتي للأمراض المنتشرة والبحث فيها وحسب الإمكانيات المتوفرة ،كما إن إشرافي على كثير من الدراسات العليا للطلاب الحمد لله مكنني من الملاحظة و تقديم أبحاث نالت كثيرا من التقدير وهذا يحفزني شخصيا لعمل المزيد من الأبحاث.[c1]اعتمادهم على الكتب[/c]- مقارنتك لطلاب الطب بين الأمس واليوم ؟- طلاب الأمس أو طلاب اليوم هم في الأخير طلاب ، و اعتقد إن طلاب اليوم أحسن من طلاب الأمس إذ توفرت لديهم وسائل الاتصال ( الميلتي ميديا ) و القراءة والتكنولوجيا بالإضافة إن جيل اليوم اغلب أولياء أمورهم متعلمون ،و نوعية الحياة جعلت بعض الطلبة لا يبذلون مجهودا اكبر في التعليم والبحث ، عكس طلاب الأمس الذين بذلوا مجهودا اكبر ورغبة في المعرفة لاعتمادهم على المصدر الوحيد وهو الكتب العلمية فقط .[c1]امتحانات القبول لبنة لتوفير العدالة[/c]- هل المعيار الحقيقي لطالب الطب هو المعدل المؤهل وامتحان القبول؟- لظروف ومنظومة التعليم في مدارسنا لا يوجد أي معيار حقيقي، ولنكون منصفين ، إن معدل الثانوية العامة وامتحانات القبول ممكن ان تكون لبنة في توفير نوع من العدالة للطلاب وبالذات امتحان القبول ، فنظام المدارس في أوربا والعالم المتقدم تمكن التلميذ من سنة ثالثة ثانوي أن يقرر ميوله وتخصصه ، أما في اليمن السبب الأول للرغبة الكبيرة للطلاب للدراسة في كلية الطب كونها من الكليات التي تعطي للطالب مهنة ، ثانيا تعتبر كلية الطب من كليات القمة والمتميزين يفضلونها كثيرا ، بعكس الغرب ليس جميع المتميزين يدخلون كلية الطب وإنما هناك مراكز أبحاث ودراسات تحتضنهم لمعرفتهم بميولهم مسبقا .[c1]يجب أن يكون الطبيب إنساناً[/c]- نصيحتك لطلاب الطب والأطباء الجدد ؟- يجب على الطبيب أن يكون إنسانا يحس بالمريض و كأنه قريبه «أبوه وآمه أو أخوه» لو شعر الطبيب بهذا الإحساس لعرف كيف يتعامل مع مرضاه ، لا يوجد مريض وبظروف بلدنا يذهب إلى الطبيب للترفيه ،على الطبيب أن يراعي الحالة النفسية للمريض ، كما يجب على الطبيب أن يطور ذاته هذه المهنة اسمها (حياتي )عذاب ومنذ أن يترك الطبيب مقاعد الدراسة لابد أن يقرأ ويطلع على كل جديد في علوم الطب والحياة ،ونتمنى على الدولة ممثلة بوزارة الصحة أن تنظم دورات تأهيلية للأطباء كل خمس سنوات ليتعرفوا على كل جديد ، و اقل شئ ممكن الارتباط بمستشفيات دول الجوار في الخليج لما لديهم من الإمكانات والتجهيزات وتنظم هذه الدورات للجميع وبالتوزيع العادل.- أقر مجلس النواب مؤخرا تمديد سنوات الخدمة للمرأة قبل الإحالة للمعاش وذلك ضمن مطالبات نادت بها بعض الأخوات من جامعة عدن ماذا تقولين عن ذلك ؟ ـ نعم نحن أول من طالب بتعديل هذا القرار لشعورنا بالظلم أن تصل المرأة إلى سن المعاش وهي في عمر 55 سنة وتكون أصلا تخرجت من الكلية مع زميلها الرجل في نفس العام الدراسي إلا أنها تجبر على الخروج ولم تكمل سنوات الخدمة 35 ،و هذا القرار أعطى فرصة للمرأة بتمديد فترة العمل حتى بلوغها الستين و كل حسب رغبتها و ليس إجباريا ، فبعض النساء لديهن القدرة على العمل ، لكون الأبناء كبروا ومسؤولية الحياة قلت لديهن السلطة السياسية استوعبت الأمر فأصدرت هذا القرار.[c1]بطاقة تعريفية[/c] - الاسم أنيسة محمد عُبيد عبود. - من مواليد / ابريل 1949م .- تشغل حاليا منصب نائب عميد كلية الطب لشؤون الدراسات العليا . حصلت على درجة الدكتوراه في أمراض الدم من معهد بحوث أمراض الدم، ونقل الدم في موسكو عام 1985م - أول طبيبة أختصاصية في أمراض الدم على مستوى الجزيرة والخليج .- متزوجة من أ ./ د. أحمد القاضي نائب وزير الثقافة وأم لبنتين - طبيبة وإدارية وأكاديمية بامتياز.. - عضوة في عدد من الجمعيات الطبية، والعلمية - عملت منسقًا عامًّا للبرنامج المشترك بين جامعة عدن والمجلس البريطاني وليفربول للطب المداري .- شاركت في عدد من المؤتمرات وورش العمل الطبية محليا وخارجيا . - حازت على عدداً من الشهادات التقديرية، ومنها: شهادة التفوق العلمي عام 1985م، وميدالية جامعة عدن في الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الجامعة عام 2000م.