استراحة 14 اكتوبر
نخيل التمر الذي أمد قوافل الصحراء بالغذاء لقرون ربما يتحول قريبا إلى وقود للسيارات، فقد توصل المستثمر العماني محمد بن سيف الحارثي وشركاؤه في شركة عمان للطاقة الخضراء إلى طريقة لتحويل مستخلصات من نخيل التمر المنتشر في أنحاء المنطقة إلى وقود حيوي، وجربه بنفسه حيث يستخدمه كوقود لسيارته منذ شهور.ولدى الحارثي الآن رخصة من وزارة التجارة والصناعة لإقامة مصنع لانتاج الايثانول باستثمارات 28 مليون دولار في صحار مركز صناعة الطاقة في سلطنة عمان بطاقة انتاجية 900 ألف لتر يوميا.ومن المقرر أن يكون المصنع جاهزا في أوائل 2008 ، ويأمل الحارثي أن يصدر ما يصل الى 80 في المئة من منتجه النهائي لتلبية طلب عالمي متنام على الطاقة البديلة فضلا عن اقامة سلسلة من محطات التعبئة للوقود الحيوي في عمان بحلول 2010.وقد أخذ هذه الفكرة عندما كان في أمريكا حيث رأهم وهم يحاولون انتاج الديزل من زيت الطعام فأ عجبته الفكرة وأراد تطبيقها . ويتطلع الحارثي الى جذب سائقي السيارات بعيدا عن البنزين بتقديمه أسعارا أقل ، ولانه لايسبب ضرر بالبيئة حيث أنه لا ينتج غازثاني أكسيد الكاربون. وأوضح الحارثي أن حوالي 80 ألفا من نخيل التمر خصصت للمرحلة الاولى من المشروع لكنه يتوقع زيادة العدد الى عشرة ملايين في غضون عشر سنوات وفقا للطلب. وتنطوي التقنية المستخدمة على استخراج وتخمير العصارة الغنية بالجلوكوز من النخيل ولا تستلزم قطعه وان كان من غير الواضح كيف ستنتج هذه الطريقة المادة الكافية لاهداف الانتاج الطموحة.وعززت المخاوف بشأن التغيرات المناخية الابحاث والاستثمار في الوقود الحيوي لكنها القي عليها ايضا باللوم في ارتفاع أسعار الذرة والسكر وغيرهما من المواد الغذائية التي تنافسهما على الارض. لكن الحارثي قال ان الاشجار التي استغلها في الاشهر التسعة الماضية واصلت انتاج الثمار مشيرا الى امكانية استمرار جمع التمر بعد انطلاق مشروع الوقود الحيوي العماني.وقال "نحتاج الى اقامة آبار ونظم للري لمثل هذه الزراعات لكن نخيل التمر لا يستهلك كثيرا من المياه ويمكنك استزراع نخلة تمر كبيرة في أربع سنوات وغرسها (...) في الحقيقة لن نستخدم أي محاصيل غذائية".ويبدأ العمل في المصنع الذي يأتي من البرازيل هذا الصيف ويعتزم الحارثي وزملاؤه القيام بجولة في أنحاء الخليج في سيارات تعمل بوقود نخيل التمر للترويج للوقود الحيوي.وقال "أعتقد أن له مستقبلا جيدا".