قد يلاحظ أن طابع الذكاء لشخص ما يشابه الجد لأم، أو العم من جهة الأب، أو الخال... وهكذا، هذه حالات كثيرا ما لامسناها ونكاد نثبتها يقينا، من خلال المقارنة والتجربة مع أشخاص من حولنا.
لكن في سياق الحديث عن الذكاء الوراثي، لا ينبغي الأخذ بالاعتبار على أية حال: أن ثمة أسراً معينة تتمتع بطابع ذكاء دون غيرها، هذا غير صحيح. هناك مقولة في الابستمولوجيا (نظرية المعرفة) تقول: «ليس هناك ذكاء مطلق وليس هناك جهل مطلق». إذ أن الجميع يتمتع بذكاء بنسب متفاوتة.
وإذا افترضنا أن شخصا ما لا يجيد القراءة والكتابة في بيئة قروية، هذا لا يعني بالضرورة أنه ليس ذكيا. فلو دققت في نمط تفكيره ستجده يتعامل مع المواقف اليومية في نطاق بيئته بسلوكيات تشير إلى أنه يتمتع بالفائقية، مرتبة عليا من الذكاء، مما يعني أن الذكاء مصادره متعددة بنسب متفاوتة: وراثي، ممارسة، (سلوك متوارث أسري - البيئة الأسرية)، مجتمع، تعليم... إلخ.
إن السلوكيات المتوارثة بعمومها تلعب دورا كبيرا في مستوى التفكير والذكاء. حتى في مسألة الفقر، يمكن أن يكون وراثة حينما يكون الكسل وضعف الهمة سلوكا معتادا.
