عيديد يطالب بتدخل بري أميركي وأنباء عن مقتل أهم العناصر المستهدفة
مقديشو/عواصم/وكالات: أكد الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد ان الغارات الجوية الامريكية تستهدف متشددين من أعضاء تنظيم القاعدة جاء ذلك في تصريحات صحفية له نشرت امس الاربعاء.وقال مسؤولون صوماليون ان العديد من الناس قتلوا في غارة أمريكية على قرية في جنوب الصومال واقعة تحت سيطرة المتشددين الفارين والمعتقد أنهم يأوون أعضاء مشتبها بهم من تنظيم القاعدة.وكانت الغارة الامريكية وهي جزء من هجوم موسع تشارك به أيضا طائرات اثيوبية تستهدف فيما يبدو خلية لتنظيم القاعدة يعتقد أنها تضم من يشتبه في تورطهم في تفجير سفارتين أمريكيتين في شرق افريقيا وفندق على الساحل الكيني.وقال يوسف أحمد "ان الامريكيين يطاردون ارهابيي القاعدة في أي مكان من العالم (وغارة الاثنين) هي في الواقع جزء من ذلك."ونقلت الصحيفة عنه قوله "ان الذين نفذوا الاعتداءين على السفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا كانوا موجودين هنا (في جنوب الصومال) وكان هذا ما ينبغي القيام به وكان الوقت مناسبا لشن هذه الهجمات."ومن ناحية أخرى صرح مصدر حكومي صومالي بأن القوات الامريكية شنت غارة جوية جديدة على جنوب الصومال أمس الاربعاء.وأضاف دون ذكر المزيد من التفاصيل "بينما نحن نتحدث الان تقصف قوة جوية أمريكية المنطقة."ويقول مسؤولو استخبارات أمريكيون واثيوبيون وكينيون أن بعض الاسلاميين المتشددين يأوون مجموعة من المتشددين من تنظيم القاعدة وأن المشتبه في تورطهم في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 استخدموا الصومال كقاعدة.وكانت النيران التي أطلقتها طائرات من طراز ايه سي-130 على قرية هايو في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين أول تدخل أمريكي مباشر في الحرب الصومالية التي اندلعت الشهر الماضي.وتقع هايو في منطقة تطارد فيها القوات الحكومية الصومالية والاثيوبية المتشددين الاسلاميين الفارين الذين سيطروا على العاصمة مقديشو لمدة ستة شهور ولكن طردوا منها بعد تدخل اثيوبيا بعد ما يصفها دبلوماسيون بموافقة أمريكية ضمنية.وقدرت مصادر صومالية عدد القتلى في الغارات الأميركية على مدار الأيام الثلاثة بـ31، ونقلت الانباء عن مصادر محلية أن معظم القتلى من رعاة الماشية إضافة إلى زوجين حديثي الزواج.وأكد مصدر صومالي أن فضل عبد الله محمد المشتبه في أنه العقل المدبر لتفجير سفارتي الولايات المتحدة بكينينا وتنزانيا 1998 قتل في الغارات التي استهدفت قتله مع آخرين يعتقد أنهم متورطون في الهجمات. وأشارت مصادر أميركية إلى أن من بين القتلى ما بين خمسة إلى عشرة من عناصر القاعدة.يشار إلى أن فضل عبد الله (32 عاما) من أهم المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (FBI) الذي رصد مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار أميركي لمن يرشد عنه.وأعلنت البحرية الأميركية أنها تنفذ عملية عسكرية ضد من وصفتهم بإرهابيين تشارك بها حاملة الطائرات أيزنهاور، وقالت الأنباء إن القصف يركز على المناطق المتاخمة للحدود الكينية.وقد نقلت الانباء عن مسؤولين بالبنتاغون لم تفصح عن أسمائهم أن الجيش الأميركي يخطط لتنفيذ المزيد من الضربات الجوية.من جهته طالب حسين عيديد نائب رئيس الحكومة الانتقالية بدخول قوات برية أميركية للقضاء على ما وصفها بفلول القاعدة في الصومال.وأقر عيديد بأن قوات الحكومة الانتقالية المدعومة بالجيش الإثيوبي لا يمكنها الاستيلاء على آخر معاقل من سماهم "الإسلاميين المتطرفين" مؤكدا أن لديهم مخزونا من المؤن يكفيهم لسنوات.وقال عيديد إن "السبيل الوحيد لقتل إرهابيي القاعدة أو اعتقالهم هو دخول قوات أميركية خاصة على الأرض، لأنها تملك المعلومات والعتاد المناسب لذلك".كان عيديد أدلى بعد سقوط مقديشو الشهر الماضي بتصريح مثير للجدل طالب فيه بفتح الحدود الصومالية مع إثيوبيا وبتوحيد للعملة ما أثار انتقادات شديدة جعلته يتراجع ويقول إنه أسيئ فهم تصريحاته وإنه كان يعبر عن وجهة نظر شخصية.يأتي طلب عيديد بعد ورود تقارير عن أن القوات الإثيوبية والحكومية الصومالية المدعومة بالجيش الإثيوبي واجهت صعوبات في ملاحقة مقاتلي المحاكم الإسلامية في مناطق الأحراش فاستعانت بالدعم الجوي الأميركي.وكان مقاتلو المحاكم اختبؤوا في هذه المناطق قرب الحدود الكينية بعد انسحابهم من مقديشو الشهر الماضي. وعززت القوات الكينية انتشارها على طول الحدود بزعم منع تسلل المقاتلين المؤيدين للمحاكم.كما أثارت الغارات الأميركية انتقادات دولية في الوقت الذي مازال التوتر يسيطر على العاصمة مقديشو.وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه تجاه إمكانية أن تؤدي الضربات العسكرية الأميركية في الصومال إلى تصعيد القتال هناك وإلحاق الضرر بالمدنيين.وأبدى كي مون -على لسان المتحدثة باسمه- أسفه لأنباء سقوط قتلى مدنيين في الغارات.كما أبدى وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما معارضة بلاده لما وصفه بالمبادرات الأحادية الجانب التي يمكن أن تؤدي إلى توتر جديد في منطقة تشهد عدم استقرار. وأضاف في بيان رسمي أن مثل هذه العمليات تنطوي عليها أيضا كلفة عالية على مستوى الضحايا الأبرياء من المدنيين. واعتبر بيان للمفوضية الأوروبية أن الغارات الأميركية لن تسهم على المدى الطويل في إرساء السلام بالصومال.