مع حلول الـ30 من نوفمبر المجيد من كل عام، تصدح حناجر جموع أبناء الوطن وبنسق هرموني رائع لا يخلو من وهج الابتهاج الوطني الممزوج بروحانية الحماس الجماهيري.
الـ 30 من نوفمبر يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بنضالات كل أبطال وشرفاء هذه الأرض المعطاء، والحبلى بهامات الرجال العظام من لم يبخلوا بتقديم جماجمهم ودمائهم الزكية قرباناً في محراب الحرية والفداء.. صماصيم أفذاذ انتزعوا الحرية، وشموخ هامات أبناء الوطن بأرواحهم ودمائهم الطاهرة.
إنه يوم استنشق فيه شعبنا الجنوبي أولى نسمات الحرية المنتزعة بروح الفداء والتضحية والاستبسال لرفعة وشموخ الهامات. كانت البداية من قمم ردفان وسواحل عدن وصحراء ثمود والعبر، وكل بقاع أراضي الوطن. أذاقوا ـ حينها ـ المستعمر الغاشم كؤوس الذل والانكسار.. صنعوا ثورة بطولية هتف لها وببسالتها كل شرفاء شعوب العالم، وأشاد بها القاصي والداني.
30 نوفمبر عنوان الشموخ والاستبسال، وانتزاع الكرامة، وتطهير أراضي جنوبنا الحبيب من كل أوكار الاستعمار وأعوانه الأوغاد.
يوم جاء الحق، بل انتزع الحق بشلالات الدماء الزكية، وزهقت كل صنوف البواطل والاستكبار وامتهان كرامة البشر.. يوم النصر المؤزر بنضالات الشرفاء.. يوم الشموخ الجنوبي.. بل يوم تاريخي لانحسار بؤر التآمر والاستبداد والإذلال والاستكبار والاستقواء.
إنه يوم استعادة الحق المسلوب، والدوس على هامات قوى الاستبداد والتطاول الظلامي العفن.. يوم نحت على جبين التاريخ الإنساني عنوانا مخطوطا بالدماء الزكية من فوهة البندقية.
(من فوهة البندقية.. تنبع السلطة السياسية).
الله أكبر
