
ستبقى في قلوبنا
الأسبوع الماضي مرت علينا ذكرى أربعينية فقيد الوطن الكبير الأستاذ الأديب والصحفي المخضرم عطر الذكر سالم الفراص الذي رحل عن دنيانا الفانية بعد رحلة عطاء وطني وأدبي وفكري وإعلامي جسدت عظمة مشاعر وأحاسيس ونبل هذا المثقف الوطني المناضل والمجاهد بصدق في بلاط صاحبة الجلالة ودنيا الأدب والفكر والابداع.
رحل الفراص الجميل في كل شيء .. نعم رحل .. رحل ابا زرياب وهذه إرادة الله ولا راد لقضاء الله.. لكن ستبقى بصماته وإرث فكره وأخلاقه ونبل وعظمة وغزارة ما قدمه من عطاءات جليلة وسامية سمو سريرته وذاته الموسومة بحب بلاده وعشقه النادر في هذا الزمن الأغبر لاحقاق الحق والانتصار بشغف منقطع النظير لنصرة المظلومين والمقهورين.
كل هذا الموروث الانساني والكفاحي الأكثر من رائع قولاً وفعلاً سيظل هاجساً حياً ونبراساً وهاجاً بالوان قوس قزح يتعلم منه الجميع بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم الفكرية والثقافية فقد كان الرجل بحق ودون اي مجاملة (مدرسة إعلامية) وثقافية واخلاقية نتعلم منها جميعاً.
رحم الله أستاذنا ومعلمنا ووالدنا الفاضل الجليل بكل ما تحمله الكلمة من معنى سالم الفراص وكما يحلو للبعض ان يناديه باسم نجله ابا زرياب، العلم النافع والصحبة الطيبة.. وعهداً ان تبقى في قلوبنا حتى تحين ساعة لقيانا بك أيها الإعلامي الفذ والانسان الحقيقي الذي لم يتغير أبداً وظل انساناً مثالياً رغم كل المغريات التي سقط في بئرها الكثيرون مع الأسف الشديد.
ما نأمله حقاً هو ان تلعب الدولة دورها الطبيعي، وهو واجب وليس منة من أحد، وهو الاهتمام بأسرته الفاضلة والكريمة وعدم نسيان كل ما قدمه الرجل باخلاص نادر ودون أي كلل أو ملل، هي حقيقة يعرفها القاصي والداني.
فنانون مرضى
بحاجة لرعاية الدولة
يعاني الكثير من الفنانين والمثقفين المبدعين اليوم كثيرا من الأمراض حيث أن البعض داهمه السن والتقدم في العمر.. بعد رحلة عطاء قلما يجود الزمان بمثلها فقد اعطى هؤلاء الفنانون والمبدعون أغلى ما لديهم لاسعاد الناس ورسم لوحة انسانية بديعة تتجلى بالوان قوس قزح متناهية في الرقي والجمال وشغف العمل الابداعي.
واليوم حانت لحظة الوفاء لهؤلاء المبدعين الرائعين قولاً وفعلاً، ورسم ابتسامة جميلة على وجوههم المتعبة التي عانت بصدق من شبح الأزمات والويلات والليالي الصعبة المثخنة بهموم وآلام وجراح لا تتوقف عند حد، وهي حقيقة باتت اليوم واضحة أكثر من أي وقت مضى.
نتعشم خيراً في قيادة الدولة والمحافظة في ظل هذه المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المباركة بإذن الله فالفنانون والمبدعون هم حملة مشاعل وشموع الغد الأجمل الذي ننشده جميعاً وبألق خلاق.