
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا لم يتم مناقشة قضايا ذوي الإعاقة في الدراما والمسلسلات اليمنية؟ هل هو تقصير متعمد أم نتيجة لقلة الوعي بأهمية تمثيل هذه الفئة في الإعلام والفن؟ وهل ندرك بالفعل الدور الذي يمكن أن تلعبه الدراما في تحسين الصورة الاجتماعية لذوي الإعاقة؟
غالبًا ما نجد أن الدراما اليمنية تركز على قضايا اجتماعية متنوعة، مثل العلاقات الأسرية، الفقر، الظلم، والحروب، لكنها تبتعد عن تسليط الضوء على شريحة كبيرة من المجتمع لها حقوق واحتياجات، وهم ذوو الإعاقة. ونحن لا نتحدث فقط عن تمثيلهم في أدوار كوميدية أو تراجيدية، بل نتحدث عن معالجة قضاياهم الحقيقية من منظور واقعي وجاد.
إذًا، ما هو السبب وراء هذا التغافل؟ هل هو نقص في الوعي؟ أم أنه مجرد تجاهل لهذه الفئة المهمشة؟ أم أن المبدعين في مجال الدراما لا يؤمنون بتناول قضايا ذوي الإعاقة باعتبارها قضية اجتماعية ذات أهمية؟
إن هذا السؤال ينبغي أن يُطرح بشكل جاد على الكتاب والمخرجين في الساحة اليمنية، مثل صلاح الوافي، وليد العلفي، و سيف الوافي وغيرهم. هؤلاء الأسماء اللامعة الذين اعتدنا على أعمالهم المتميزة، هل يعقل أن تكون قضايا ذوي الإعاقة غير ذات أهمية بالنسبة لهم؟ أم أن هناك تقاعسًا في محاولة إبراز هذه القضايا من خلال الشاشة؟
الأمر المؤلم هو أن ذوي الإعاقة هم جزء من المجتمع اليمني، وهم يعانون من صعوبات يومية قد لا تكون مرئية في كثير من الأحيان، مثل الحواجز المعمارية، قلة فرص العمل، التهميش الاجتماعي، والتمييز. ولكن لا نجد من يتحدث عن ذلك في الدراما اليمنية التي يفترض بها أن تعكس واقع المجتمع بكل فئاته.
إن المبدعين في مجال الدراما هم في موقع يمكنهم من تغيير المفاهيم وتقديم نماذج إيجابية لذوي الإعاقة، تمامًا كما يفعلون مع قضايا أخرى. فالأعمال الفنية يجب أن تكون مرآة للمجتمع، وإذا كان المجتمع يواجه مشاكل مع التهميش أو التحيز ضد ذوي الإعاقة، فإن هذه القضايا يجب أن تُطرح في المسلسلات بطريقة تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها هؤلاء الأفراد، وكذلك نجاحاتهم وتفوقهم في مواجهة الصعوبات.
نحن نطرح هذا السؤال للمخرجين والكتاب: لماذا لم تشاركوا ذوي الإعاقة في قصصكم؟ لماذا لم تعرضوا معاناتهم وآمالهم وطموحاتهم؟
نأمل أن يأتي اليوم الذي نجد فيه شخصيات ذوي الإعاقة في المسلسلات والدراما اليمنية، وأن نرى قضية حقوقهم واحتياجاتهم تُطرح بشكل جاد ومنظم على الشاشة.