

قليلون وقليلون جداً هم الصحفيون والمثقفون الوطنيون الذين ينتصرون في كتاباتهم وأعمالهم الصحفية والفكرية والابداعية لقيم الديمقراطية الحقة والعدالة الوطنية وحرية الانسان وأبجديات ومفاهيم العيش الكريم على أرض تراب الوطن الغالي وهو حق شرعي ودستوري وليس (منة) من أحد كان من كان.
ولعل أستاذي وصديقي الغالي الأديب والصحفي الجليل صاحب القلم الرشيق والكلمة المضيئة في عوالم وواحات العمل الصحفي والأدبي سالم الفراص هو واحد من هؤلاء الصحفيين والمثقفين والكتاب الذين يستشعرون بحق حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين بمختلف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية دون أي تمييز أو ضيق أفق أو تقليل من حقهم الشرعي الطبيعي في المواطنة السوية.
لقد سطر هذا الرجل العظيم والبسيط في نفس الوقت وخلال عقود طويلة جداً في بلاط صاحبة الجلالة ملاحم أدبية وفكرية وصحفية أعاد من خلالها الابتسامة إلى شفاه الكثير من المظلومين ومن سلبت حقوقهم وبرؤية عادلة وحقة ومتزنة تستحضر وبجدية مطلقة ثوابت العمل الصحفي الموسومة بالعدل والانصاف والحق العام دون أي كلل أو ملل وبعيدا عن أي محسوبية أو أنانية شخصية تغتصب حقوق الآخرين وتنال من حقهم في العيش الانساني الكريمة (هبة الله) لعباده.
لقد ظل على الدوام هامة ثقافية ـ أدبية ـ فنية وشخصية متميزة ومحبوبة ومرحة ومتواضعة بين زملائه الاعلاميين ورفاق مهنة المتاعب على مدى سنوات طويلة عكست سجيته وذاته الوهاجة بحب الجميع.
لقد أثر غيابه كثيراً على حياتنا حفظه الله، حيث اشتد عليه المرض مؤخراً وغادر أراضي الوطن الحبيب في رحلة علاجية ستعيده سالماً بإذن الله عما قريب يملأ واقعنا الصحفي والفكري بأفكاره العطرة ومقالاته وقفشاته اللاذعة لبؤر الفساد وخفافيش الظلام.
نأمل ان يمن الله سبحانه وتعالى بالشفاء العاجل على أستاذنا الكبير سالم الفراص وكلنا أمل ويقين في دعمه ومساندته من قبل الجهات الرسمية للدولة.