وبرأي يوري ليامين أحد كبار الباحثين في المركز الروسي لتحليل الاستراتيجيات والتقنيات أن لب المشكلة كان يكمن “في خطورة تصعيد الصراع مع إسرائيل والولايات المتحدة، بسبب الحرب في قطاع غزة”.
ثم تأتي بعد ذلك حقيقة المشاركة الأوكرانية النشطة فيما جرى. فقد قال موقع عالم أوكرانيا: “إن الهجوم الذي شنته قوات المعارضة السورية في 27 نوفمبر 2024، بدعم من تركيا وأوكرانيا، ضد نظام بشار الأسد الدكتاتوري يكتسب زخماً سريعاً”. مضيفا و”يعتقد أن خبراء أوكرانيين قدموا المساعدة في تجهيز الطائرات بدون طيار للمتمردين”. وينسب الموقع لـمعاذ مصطفى، المدير التنفيذي لقوة الطوارئ السورية الموالية للغرب، القول إن “التنسيق بين المتمردين السوريين وأوكرانيا مستمر، وخاصة في مواجهة التضليل الروسي وتقديم المساعدة الطبية”. ويستدرك (عالم أوكرانيا) أن مدير منظمة إنسانية أمريكية تعمل من أجل الديمقراطية في سوريا قال: “إن دولتين تقاتلان من أجل تحرير بلديهما من الطغيان والاحتلال الخارجي. ومن الطبيعي أن ينسقا فيما بينهما”، واستخدمت قوات المعارضة أيضا التكنولوجيا الأميركية المتقدمة. وفي مقال آخر، ذكر نفس الموقع أنه “من المتوقع أن تقدم تركيا، رغم أنها لا تشارك بشكل مباشر في القتال، الدعم اللوجستي للمتمردين وتزيد من الضغط على القدرات العسكرية للأسد التي تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الروسي.
ذر الرماد
وخلال فترة هجوم (هيئة تحرير الشام) انشغلت العديد من الصحف الغربية مثل الجارديان والفايننشال تايمز بتحليل مصادر السلاح التي تحصل عليها (الهيئة) مع العلم اننا نعلم منذ زمن بعيد مصادر تلك الأسلحة، وهي لم تتوقف حتى اللحظة، وربما كان الهدف صرف الأنظار عن الدور الأمريكي والإسرائيلي في مسار الأحداث، من خلال سرد معلومات معروفة منذ أمد.
أورد مؤلف كتاب (مفهوم الشرق الأوسط الجديد قيد التنفيذ) نقلا عن دراسة الباحثين الروسيين مارات موسين والميوريد الموسة بـ: “سوريا وليبيا. ثم في كل مكان! ماذا سيحدث لنا غدا” لوحظ، أن “الولايات المتحدة وتركيا تعملان بنشاط على زعزعة استقرار الوضع في سوريا باستخدام أموال البترول(العربية)*. بينما تقنع هيلاري كلينتون المجتمع الدولي بالحاجة إلى التدخل العسكري في سوريا، وتدعم وكالة المخابرات المركزية وتدرب المسلحين بهمة عالية. جندت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو قادة المنظمات الإرهابية والمجرمين العاديين من جميع أنحاء العالم كمرتزقة، ثم دربتهم في معسكرات خاصة على الأراضي التركية واللبنانية “...” ما يصل إلى 10 آلاف من المرتزقة المحترفين والمسلحين والإرهابيين. على الحدود مع سوريا، مسلحة بـ 50 دبابة وعربة قتال مشاة، وعشرات من منظومات الدفاع الجوي المحمولة. ووقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرسوما سريا بشأن الدعم الاستخباري والاتصالات للعمليات العسكرية للجيش السوري الحر”. وقالت صحيفة (فايننشال تايمز) “إن الحصول على الأسلحة الأساسية كان سهلاً بالنسبة “لهيئة تحرير الشام” فقد “كانت سوريا مليئة بالأسلحة منذ عام 2011، عندما غمرت تركيا والدول العربية، بدعم من الولايات المتحدة، البلاد بالأسلحة للمساعدة في دعم المتمردين”.
في غضون أيام قليلة تمكنت (هيئة تحرير الشام) من بسط نفوذها على سوريا وهروب رئيس النظام. والآن بتنا نعرف الكثير من المعلومات والأسرار الخفية عن طبيعة ما جرى. فشيئا فشيئا تكشفت حقيقة الحياد التركي، من خلال تصريحات أردوغان نفسه وكما يبدو فقد كانت تلك التصريحات عبارة عن توجيهات ميدانية مباشرة. أما الدور الأمريكي فليس خفيا كما أوضحت الفقرة المقتبسة من كتاب (مفهوم الشرق الأوسط الجديد قيد التنفيذ) * الواردة أعلاه.
* مفهوم الشرق الوسط الجديد قيد التنفيذ. دراسة صادرة عن معهد الدراسات الشرقية، موسكو. انهيت مسودة ترجمته إلى العربية قبل عام.