وتلعب الأسرة دورًا محوريًا في غرس القيم والمبادئ الأخلاقية في نفوس الأبناء منذ نعومة أظفارهم. فهي البيئة الأولى التي يتعلم فيها الشاب التفاعل مع الآخرين، واكتساب المهارات الاجتماعية التي يحتاجها في حياته المستقبلية. الوالدان، على وجه الخصوص، هما أول من يقول للأبناء..هذا صحيح وهذا خطأ.. وهما القدوة التي يستمد منها الأبناء تصرفاتهم ومواقفهم.
وتُعد الأسرة مدرسة رشيدة تنقل للأبناء خبراتها ومعارفها، في الصح والخطأ حيث يتعلم الطفل فيها المسؤولية واحترام الآخرين. عندما تكون الأسرة واعية بدورها، تصبح الحصن الذي يحمي الأبناء من الأخطاء والانحرافات. فهي توفر لهم الحب والرعاية والتوجيه، مما يساعدهم على بناء شخصية قوية متزنة قادرة على مواجهة تحديات الحياة.
على الرغم من أهمية دور الأسرة، إلا أن الإهمال احيانا ملحوظ وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأبناء. عندما يغيب دور الوالدين في الرعاية والتوجيه، يترك الأبناء عرضة للمؤثرات السلبية التي تاتي من خارج المنزل، مما يزيد من احتمالية تعرضهم للانحرافات السلوكية. إهمال الأسرة يمكن أن يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس، وغياب القيم الأخلاقية، وزيادة المشاكل النفسية والاجتماعية لدى الأبناء.
الوالدان هما القيادة الأولى في حياة الأبناء، والمسؤولان عن تشكيل شخصياتهم بطريقة صحية، في تقديم الحب والدعم النفسي، والاستماع إلى الأبناء، ومساعدتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة، يعزز من شعورهم بالأمان والانتماء. كما أن الوالدين يلعبان دورًا كبيرًا في حماية الأبناء من الانجراف وراء المؤثرات السلبية التي قد يتعرضون لها خارج المنزل.
وبما ان الأسرة هي الحصن الأول الذي لا غنى عنه للأبناء، وهي الأساس الذي يُبنى عليه المجتمع بأسره. فالإهمال الأسري هو أحد أخطر الأسباب التي تؤدي إلى تدهور المجتمع، لذا يجب على كل أسرة أن تدرك أهمية دورها في بناء جيل واعٍ ومتماسك. الوالدان هما الركيزة الأساسية لهذه العملية، وعليهما تحمل المسؤولية الكاملة في رعاية الأبناء وتربيتهم تربية سليمة تقوم على الحب، التوجيه، والحماية.
حيث إن الإهمال الاسري سوف يهدد النسق الاجتماعي للشباب مستقبلا.