في مطلع أكتوبر 2024، اشار فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر الذي تسلمت بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، الى أن الولايات المتحدة هي المستفيد الوحيد من الصراع الراهن، يقول أوربان: “كان النمو الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي، أبطأ باستمرار من النمو في الولايات المتحدة والصين على مدى العقدين الماضيين. إن إنتاجية الاتحاد الأوروبي تنمو بشكل أبطأ من منافسيه. إن حصتنا في التجارة العالمية آخذة في الانخفاض. وتواجه شركات الاتحاد الأوروبي أسعار كهرباء أعلى مرتين إلى ثلاث مرات من أسعارها في الولايات المتحدة. وأسعار الغاز الطبيعي هنا أعلى بأربعة إلى خمسة أضعاف”**، مضيفا أن انتاج الاتحاد الأوروبي “انخفض بنسبة 10 % إلى 15 %” بسبب سياسة الطاقة التي فرضتها الولايات المتحدة عليه، وربما يكون للتآمر الغربي على تفجير خط غاز (السيل الشمالي) تأثير مباشر في هذا الوضع.
يتحدث بلينكين كثيرا عن دعم أوكرانيا باعتباره نموذجا يحتذى به في الدفاع عن قيم العدالة” إن التحالف العالمي الذي يدعم أوكرانيا هو أقوى مثال على تقاسم الأعباء رأيته في حياتي المهنية. في حين قدمت الولايات المتحدة 94 مليار دولار لدعم أوكرانيا منذ الغزو الكامل الذي شنه بوتن، ساهم الشركاء الأوروبيون والآسيويون وغيرهم بما يقرب من 148 مليار دولار. ويظل هناك عمل كبير لتعزيز قدرات حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا من خلال مزيج من التنسيق والاستثمار والتكامل الصناعي. يتوقع الشعب الأمريكي ويطالب الأمن الأمريكي بأن يتحمل الحلفاء والشركاء المزيد من العبء عن دفاعهم بمرور الوقت”. وفي نفس الوقت لم يحدد المدى الذي يمكن ان يستمر في هذا الدعم وهل هو انساني وقيمي بحت؟؟ طبعا لا يمكنه الإفصاح عن ذلك برغم أنه معروف للعالم أجمع، إذ لا يخرج عن إطار الحفاظ على الهيمنة المنفلتة.
كما راح بلينكين للتحذير من الخطر الروسي- الصيني في أفريقيا” إن التأثيرات المزعزعة للاستقرار الناجمة عن تأكيد التعديليين المتزايد وتحالفهم تتجاوز أوروبا وآسيا. ففي أفريقيا، أطلقت روسيا عملاءها ومرتزقتها لاستخراج الذهب والمعادن الحيوية ونشر المعلومات المضللة ومساعدة أولئك الذين يحاولون الإطاحة بالحكومات المنتخبة ديمقراطيا”. هنا نتذكر بالطبع سلسلة الانقلابات التي عصفت بأنظمة أفريقية كانت أساسا مستعمرات سابقة لحلفاء واشنطن، كما أن أمريكا وشركاءها هم أول من مارس نهب المعادن الثمينة والموارد في أفريقيا ولا تزال أحداث النيجر بهذا الصدد عالقة في الاذهان وبطون المراجع التاريخية، وبالمناسبة فقد استكملت الولايات المتحدة سحب جنودها هناك بحلول 5 أغسطس 2024. المشكلة بالنسبة لأمريكا ليس في وجود روسيا والصين هنا بل في الدول التي استبدلت توجهها الغربي بالروسي والصيني، وهي طبيعة ملازمة للعلاقات الدولية المتغيرة باستمرار.
هامش:
*https://www.aljazeera.net/politics/2024/9/28/
** https://arabic.rt.com/world/1608233-