لا أطيل القول طالما وان كل أفراد المجتمع شركاء في مثل هذه الكوارث الابادية التي تتم على مدار الساعة وعلى مرأى ومسمع من الجميع دون ان يحرك أحد ساكناً ولو من باب الرحمة.
ولعل جولة بسيطة بين فسحات أسواقنا وشوارعنا العامة نرى بالعين المجردة عرض كميات كبيرة من صنف الكتاكيت أو الأفراخ المنتجة عن طريق التلقيح تنتج وتتواجد عرضاً وبكميات كبيرة جداً وباسلوب مُغرٍ للغاية للأطفال لحد يصعب مقاومة مغريات اقتنائها.. الوان صفراء، زرقاء، سماوي باختصار مختلف الألوان الزاهية المحببة للأطفال.. هذه الكتاكيت تباع باسعار زهيدة جداً جداً بمستطاع كل أب وأم شراؤها لارضاء شغف أطفاله وبكميات كبيرة وبكل سهولة ويسر ليس بقصد تربيتها ولكن بهدف اللهو بها والتباهي والمقامرة مع أترابه من أطفال الجيران فكل أسرة تبتاع لأطفالها أو لنقل كل طفل مقدار سلة أو كرتون من هذه الأفراخ حتى تسعد أطفالها ـ وتجعله ـ تجعلهم يمرحون ويتم اللهو المتبادل بها والتناطح حولها وبها حد نفوق عدد كبير منها، لتتحول وليمة اللهو إلى معركة حامية الوطيس بين الأطفال أنفسهم وهات يا نطيح ومناطحة وفي بعض الأحيان تشمل المعركة أولياء الأمور ـ الجيران .. ابنك قتل كتاكيت ابني عنوة ـ أنت حرضت ابنك على قتل افراخ ابني لانها أحسن من حقه وهات يا نطيح وهات يا بلاوي. مسألة رضوخ الآباء غير العقلاني لتلبية رغبات أطفالهم اضحت تندرج في خانة اللا معقول بدليل من يقتنون لأطفالهم أجهزة الايباد الغالية الثمن وبالتالي عدم مراقبة ما تحتويه هذه الاجهزة من مواد مضرة للسلوك والاخلاق بل للقيم الانسانية والدينية.. لا ارغب ان ازيد بالشرح .. بل ابتغي ان أشير إلى ظاهرة عدم مبالاة أولياء الأمور لأطفالهم الماضغين لمادة القات والشمة و .. و .. الخ.
لفة في الشوارع الشعبية ـ الخلفية وأزقتها سترى ما يخز الضمير ويوجع القلب ويوحي أي مستقبل كارثي ينتظرنا ونرسم بوادره .. مستقبل نحن أولياء الأمور نموله بحر مالنا فهل نفيق حقاً؟!!