نجد إن هناك من يستخدم معدات صيد زادت من عمليات التلوث البحري أهمها وأبرزها السخاوي المعدنية والشباك الإسرائيلي.
يستخدم عديد من الصيادين السخاوي المعدنية بشكل كبير وهي عبارة عن قبة معدنية مشبكة يتم صناعتها في مصانع محلية، وهي تسمح بدخول الأسماك فيها من فتحة صغيرة ولاتسمح لها بالخروج منها.
يقوم الصيادون بنشرها على طول وعرض البحر وتركها والعودة إليها في وقت لاحق لرفعها واخذ الأسماك المحتجزة بها، كثير من الأسماك التي يتم حجزها في السخاوي تموت وتتعفن.
تلك السخاوي تتلاطمها التيارات البحرية وهي غير مستقرة فتضيع على الصيادين بسبب تغير أماكنها بسبب التيارات البحرية، حينها يقوم الصيادون باستبدالها بعدد ٱخر من تلك السخاوي بديلا عن المفقودة منها، هناك الآن عشرات الآلاف من تلك السخاوي مرمية في قيعان البحر ليس لها صاحب وفي نفس الوقت يقومون بحجز الأسماك التي تتعفن داخل تلك السخاوي المفقودة.
ولنا أن نتخيل شكل تلك الأسماك المتعفنة وأثرها المدمر على البيئة البحرية على المستوى القريب والمتوسط والبعيد، عشرات الآلاف من تلك السخاوي المعدنية المصدئة المفقودة ومازالت المصانع المحلية تنتج كل يوم ولم لا؟ مادام الحبل متروكا على غارب الجمل بلا حسيب ولا رقيب.
وفي معارض بيع معدات الصيد نجد الشباك الإسرائيلية (هكذا يطلقون عليها) معروضة للبيع، وتعتبر تلك الشباك وجهة الصيادين لما تمتلكه من صفات جهنمية فهي تأتي على الأخضر واليابس في البحر بسبب توالي حلقاتها من الأكبر حتى الاصغر لتعلق بها كل أحجام السمك من كبيرة ومتوسطة إلى اصغر حجم منها.
في فترات سابقة حرم العمل بهذه الشباك الجائرة وكانت تعتبر حيازتها تهمة يعاقب أو يحرم الصياد من الاصطياد، اليوم معارض بيع معدات الاصطياد تعرضها كأي منتج مسموح ومرخص.
مئات من قوارب الصيد تصطف طوابير في جزيرة صيرة وكلها تقوم دون استثناء بتغيير زيوتها دون الأخذ بعين الاعتبار المشاكل البيئية التي تؤثر على البيئة البحرية بسبب تغيير الزيت ورمي المستخدم منها في بحر صيرة، تلك الكميات التي يتم رميها قياسا مع عدد القوارب المتواجدة في صيرة تشكل خطرا داهما على البيئة البحرية.
والمفترض أن يتم تغيير زيوت القوارب بالشكل المتعارف عليه وأخذ الزيوت المستخدمة بحاويات خاصة دون رميها في البحر.
في كل ماسبق هناك جمعية خاصة بالصيادين ووزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة بمكتب الأسماك في العاصمة عدن وهي المعنية بتتبع تلك التجاوزات والعمل على وقفها فورا، وهناك أيضا الهيئة العامة لحماية البيئة والمسئولية عن متابعة تلك المخالفات والعمل على الحد منها بحسب القانون المخول لها.
جزيرة صيرة تستنجد بالشرفاء لإنقاذها من عبث العابثين الطامعين والذين لايخافون الله ولا ذمة وهمهم الاوحد التكسب ولو على حساب البيئة البحرية وهاهي آثارها بدأت تظهر يتناقص شديد في اسماكها، وتغير لون البحر من الازرق إلى المائل السواد، افلا يوجد رجل رشيد يصحح ذلك الوضع ويعيد بحر جزيرة صيرة وخليج عدن إلى ذلك الألق الذي اشتهر به.. وإنها لتستحق ذلك العناء.
جزيرة صيرة لم تعد مصدرا للاسماك الطازجة والمتفردة فقط، ولكن أضحت مزارا سياحيا يؤمها القاصي والداني، وفيها تتوزع المطاعم والمحلات والشواهد التاريخية ، كل ذلك يتطلب من الجميع العمل على إعادتها إلى سيرتها الاولى.