المعنيون بأمر العمارة ارجعوا السبب الرئيسي لانقضاء العمر الافتراضي لهذه المساكن من زمان، ويقال ان عمرها الانشائي يقارب الثمانين عاماً وخلال هذه الفترة ما كان من الحكومات المتعاقبة أي الحكومات الثورية إلا اشباعنا تباهياً وافتخاراً بكوننا نمتلك مساكن بغاية الابهة ـ شكلاً ـ إلا انها لم تكلف نفسها ولو من جانب المسئولية شمول هذا التباهي بلمسات العناية والترميم الدوري ولو كل أربع سنوات مرة مفاقدة حتى يكون تباهيها وتباهينا نحن كمواطنين في محله وليس مجرد نفاق خبيث.
أتذكر في النصف الأخير لعام 1980م كان هنالك نشاط حامي الوطيس بطلاء واجهات عمارات الشارع الرئيسي فيما شاشات التلفزيون تعرض صور العمارات أربعين مرة في اليوم بل لا يوجد معرض صور إلا ويحتوي على كم عددي من صور عمارات الشارع الرئيسي بالمعلا فضلاً عن كل مداخل سفاراتنا والقنصليات والفنادق ومحلات الكيف جميعها تعج بصور الشارع الرئيسي حتى ذاع صيته وطغى على الحرم القدسي وياريت اقتصار الأمر على ذلك بل تعداه إلى وسمه باسم أعز الشهداء كما يحلو لهم وصفه.
وأتذكر انني تساءلت يوماً ما وببلاهة واضحة ليش في كل مرة تجي مناسبة 14 أكتوبر أو 30 نوفمبر يقوموا يرنججوا الشارع الرئيسي .. اجابني أحدهم علشان لمن تمر الفرقة الموسيقية النحاسية واصحاب القرب ويسووا عرض موسيقي يشعروا بنشوة ومهابة الزمان والمكان لا أدري هل المقصود مهابة الزمان والمكان الذي لا انتماء ولا علاقة لهم به، وهنا تدخل الثالث خليكم المرفالة الجماعة معاهم مصنع للطلاء .. أي الرنج ومحدش خور يشتري منهم واصبح ما معاهمش إلا هات يا رنجاج واللي ما يشتري يشوف والمهم عندما جاءت دولة الوحدة العفاشية شلت الحكومة يدها ومعليش بانعمل لكم فلل حديثة على الطراز الأوروبي لكل مواطن أربع فلل من خيرات الوحدة وفعلاً عملوا لنا عدة مقابر وعدة مجازر.
يا جماعة الخير ما حصل وبايحصل في شارع المعلا الرئيسي ناتج اهمال مخطط ومبرمج قائم على أن تصبح عدن مدينة للاشباح .. مدينة حاضنة للقبح وطاردة للجمال وليس ادل على قولي ما أدلى به مدير عام مديرية المعلا وبكل ثقة ودون وجل هذه المساكن اضحت ملكية خاصة لاشخاص والدولة غير مسئولة عن ترميمها .. تصوروا المسئول الأول عن المديرية وبشر يتخلى وببرودة أعصاب عن مسئوليته لانقاذ حياة البشر .. اللهم اجعله خيراً!!