بعد كل ما ذكرناه بقي لنا أن نستقبل شهر الصبر والتجلد والشجاعة والجرأة والعزيمة وعدم الشكوى من البلوى بأن نصبر ونحتسب ونتمثل اسماً من أسماء الله الحسنى في نفوسنا وفي أفعالنا وأقوالنا وصفة من صفات الحليم الصبور إلا وهي الصبر التي هي ضد الجزع والتهور الذي يؤدي إلى هلاك صاحبه وهلاك أناس كثيرين بسبب طيشه وتهوره وجزعه وعدم صبره وعلينا أن نستعين بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين فالصبر يعلمنا الأناة والحلم ويخفف العواطف الجياشة والحماس الزائد ويذهب النعرة القبلية والعصبية ويكرس لغة العقل والمنطق والحكمة ويجعل النفس الأمارة بالسوء تنضبط وتزدجر حين يصوم الرجل الميسور أو الغني أو المترف فيشعر بالجوع والعطش كالرجل الفقير فيعطف عليه ويتصدق ويخرج الزكاة لأن تلك النفس الأمارة بالسوء جبلت على حب المال والبخل والشح فيه فالصبر على الجوع أو العطش كبح للشهوات وتجنب للشبهات وحبس لها عن الانغماس في الملذات والمحرمات والكبائر التي منها قتل النفس المحرمة التي نشاهدها ونسمعها تحدث في بلادنا يوماً بعد يوم حتى في رمضان وهذا لا يرضي الله ولا رسوله ولا الناس أجمعين كذلك فإن الناس في المناطق الساحلية يعانون من الانقطاعات المتكرر للتيار الكهربائي وهذه المناطق حارة مما يزيد فوق معاناتهم وصبرهم على الجوع والعطش الصبر على انقطاع الكهرباء وكأنها جزء من الصيام الذي هو إمساك وصبر عن الأكل والشرب والجماع والكلام الفاحش وانقطاع التيار الكهربائي المهم لحياة الناس وعيشهم وأمنهم واستقرارهم المادي والنفسي أو المعنوي أو الاجتماعي.
ختاماً لمقالنا هذا المثل الشعبي القائل:«لو صبر القاتل على المقتول ماكنش أنقتل».