ينبغي علينا جميعا وعلى وجه الخصوص السياسيون والحزبيون ومن يتصدرون للشأن العام ان يراقبوا الله في افعالهم في هذا الشهر الكريم والمبارك وفي غيره من الشهور لانهم تحملوا الأمانة التي تبرأت منها السموات والارض والجبال واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا.. وسيسألون عنها يوم القيامة شاؤوا أم أبوا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.
ان كل مواطن في هذه البلدة الطيبة يتمنى ان يعيش في أمن واستقرار وهدوء وطمأنينة وراحة بال دون ان ينغص او يكدر حياته هذه أي مكدر اومنغصات حتى يستطيع القيام بأداء الواجبات الدينية والدنيوية وهذا واجب القائمين علينا والمتولين أمورنا وأمور بلادنا وعليهم ان ينتهزوا فرصة قدوم هذا الشهر الفضيل بعمل الحد الأدنى من استتباب الأمن وتوفير الأجواء المطمئنة وإعادة الثقة بينهم وبين الناس من خلال التخفيف من معاناة الكثير منهم من الانقطاعات المتكررة للطاقة الكهربائية خاصة في المناطق الحارة هذه الايام والعمل على ضبط اسعار المواد الأساسية للحياة المعيشية وزيارة المرضى والمجروحين ومواساة أسر الشهداء واخراج السجناء المظلومين والبحث عن المغيبين قسريا عن اهاليهم وذويهم وتوظيف العاطلين عن العمل او تثبيت المتعاقدين منذ سنوات في اكثر مرافق الدولة والقطاع الخاص والمختلط وان يعملوا على الحد من بؤر التوتر والصراع المسلح بين بعض الجماعات والفئات هنا اوهناك لان هذا شهر تراحم وتآلف ومحبة وتسامح لا شهر حقد وكراهية وعداوة وصراع وحروب انه شهر عبادة وقراءة قرآن واستغفار والبحث عن أجر وثواب وتراحم وعطف على الفقراء والمساكين والضعفاء والمحتاجين والمعوزين واليائسين من الحياة والمحبطين.. ينبغي على السياسيين في بلادنا والمتنفذين ان يكونوا لنا قدوة حسنة نقتدي ونتأسى بهم لا ان يكونوا اعداء وشرا ووبالا لأوطانهم ومواطنيهم خاصة في هذا الشهر الكريم الذي تقفل فيه ابواب النيران وتفتح فيه ابواب الجنان وتصفد فيه وتقيد وتسلسل بالسلاسل والاغلال الشياطين والمردة والفاسدون والمبطلون.
نتمنى في هذا الشهر الذي يسمونه موسم الخير والبركات ان يكون كل مسؤول من المسؤولين عنا على قدر كبير من المسؤولية وان تكون قلوبهم عامرة بالحب والايمان حتى يستطيعوا ان يتجاوزوا أنانياتهم الضيقة ويعملوا للصالح العام وينكروا ذواتهم ولو مؤقتا حتى يخرج رمضان الفضيل ويستطيعوا ان يصنعوا في دواخل نفوسهم او ان يروضوا هذه الانفس على الصبر في شهر الصبر وعلى تحمل المسؤولية باخلاص وتفان وخشية ومراقبة الله المطلع على كل حركاتهم وسكناتهم وسلوكهم وتصرفاتهم وقراراتهم.. مقتدين في ذلك برسولهم العظيم عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم ومقتدين ايضا بخلفائه الراشدين من بعده الذين كانوا يجمعون بين الورع والتقوى في الدين والعدل والمساواة بين الناس وقد قال عليه الصلاة والسلام فيهم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواخذ».. وقال عليه الصلاة والسلام الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي فالرشد والعقل والحكمة والصبر والايمان واليقين والعدل صفات من يتولون أمور الناس وشؤون البلاد ينبغي تذكرها والاتصاف بها خاصة في هذا الشهر المبارك الذي نتمنى من الله الا يحرمنا أجره.