هذا هو الطريق الذي واصلوا فيه خوض معركتهم السلمية منتقلين فيه من ميادين وساحات الحرية والتغيير الى طاولة الحوار متحدين الصعوبات .. مسقطين رهانات المعيقين والمعرقلين .. مفشلين كافة مساعي ومحاولات اولئك الذين ارادوا ابقاء اليمن وشعبه في مربع العنف ومشاريع الفرقة والتمزق .. كان في هذا كله حادي سيرة اليمن الجديد رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي مثبتاً انه الأقدر بالتفاف جميع اليمنيين على اختلاف فئاتهم ، وتوجهات تياراتهم وألوان طيفهم الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي حوله على الانتقال بهم الى مستوى جديد في مساراته.
شكل اختتام مؤتمر الحوار الوطني نجاحاً كبيراً وعظيماً فاجؤوا من خلاله وأذهلوا العالم بتقديمهم تجربه فريدة لحل قضايا صراعات مدمرة يشهدها محيطنا الاقليمي والكثير من دول العالم .. هذه التجربة يجب ان تكتمل بتطبيق مخرجات الحوار الوطني وتحويلها الى واقع جديد مغاير منقطع الصلة بكل مساوئ ومآسي الماضي وسلبياته يبنى في سياقاتها اليمنيون صروح غد مشرق خالياً من الخلافات والصراعات والخصومات .. فيه كل ابناء الوطن يتفرغون للعمل الابداعي الخلاق والذي يعوضهم عن ما فاتهم في عقود الهيمنة، وإدارة اليمن بالأزمات الذي اغلقنا ملفاته وبدأنا صفحة جديدة عنوانها الرئيسي الاخاء والمحبة .. التصالح والتسامح، والتوافق المنبثق من حوار تلاقى فيه الجميع في هذا الوطن ليتفقوا على بناء يمن جديد .. يمن يستحقه وطن وشعب حضاري عريق وعظيم.
* المدير التنفيذي لصندوق إعادة أعمار محافظة أبين