لكل (كلب) من هذه الكلاب (مربٍ خاص) من البشر طبعاً .. يسير على راحته وتنظيفه وتغذيته يومياً .. ولها حمام يومي بالصابون والشامبو .. وينام على فراش خاص من أرقى محلات المفروشات!
عصام سعيد سالم
عصام سعيد سالم
أنشئت ـ لهذه الكلاب ـ قبل عدة سنوات مستشفيات خاصة مجهزة بأحدث الاجهزة الطبية وغرف العمليات .. كما انشئت لها فنادق خاصة (خمسة نجوم) لاقامتها عند سفر اصحابها خارج البلاد!
كما صار لهذه الكلاب في عدد من البلدان ـ بما فيها بعض البلاد العربية (مقابر خاصة) تدفن فيها عند موتها .. وميزة هذه المقابر انها محاطة بالاعشاب المشذبة والازهار الملونة ويزورها اصحاب الكلاب سنوياً حاملين معهم باقات فاخرة من الازهار والورود .. وقد لوحظ في بعض هذه المقابر بعض الزوار وهم يبكون ويذرفون الدموع امام قبور الكلاب حزناً على فراقها.
إذاً .. نحن نعيش (زمن الكلاب)
هذا الزمن الذي تراجعت فيه مكانة وقيمة الإنسان وارتفعت فيه مكانة وقيمة الكلاب لدرجة ان الانسان اصبح يحسد الكلاب في معيشتها .. والبعض من الناس يتسابق للفوز بفرصة خدمة تلك الكلاب لدى الأسر الثرية.
وقد قيلت بهذا الخصوص الكثير من قصائد المديح بحق الكلاب من قبل عدد من الشعراء المكلومين منها .. لذلك لا تستغربوا إذا حملت لكم الأيام الكثير من المفاجآت في (زمن الكلاب) هذا ..وذاك احتمال أكيد ان تتوحد جميع تلك الكلاب في اطار (اتحاد دولي واحد) يحميها من تطفل وحسد بني البشر المغلوب على أمرهم!
واعتقد ان البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي للاتحاد الدولي للكلاب سيعالج مشكلة تطفل وحسد بني البشر للكلاب من خلال توجيه دعوة ومناشدة جميع كلاب العالم لانشاء جمعية دولية (للرأفة بالإنسان).
وهذا ليس بغريب على الكلاب المعروف عنها (بالوفاء) وهذا أقل ما يمكن ان تقدمه كرد الجميل لهذا الإنسان الذي سبق ان أسس الكثير من جمعيات الرأفة بالحيوان، والذي كرم الحيوان ورعاه على مدى العصور، وبنى له الحدائق، والمحميات البرية والبحرية الخاصة.
لذلك فإننا نطالب من خلال صفحات (صم بم) ان تتمسك الكلاب بمميزاتها وصفاتها المعروفة وأهمها (الوفاء) وان لا يصيبها الجاه والثروة والنعيم الذي تعيشه في هذا الزمن بالغرور والكبرياء حتى لا ترتد إلى زمن الذل والمهانة والبؤس كما حصل للانسان الذي لم يستطع الحفاظ على النعمة التي انعم الله عليها .. ولم يتمسك بالاخلاق الفاضلة لذلك غلب عليه الكبرياء والغرور اللذان قاداه لارتكاب المعاصي والفواحش والجرائم حتى رده الله عز وجل إلى ارذل وأسفل مكانة.
فهاهو الانسان اليوم يفتش في براميل القمامة عن بقايا طعام تسد رمقه .. وملايين منهم عاطلون عن العمل وعدد كبير منهم يعيشون في العراء بدون مأوى، واصبحوا يزجون باطفالهم للعمل في مهن شاقة من اجل توفير لقمة العيش والبعض منهم يبيعون اطفالهم باثمان بخسة لشبكات الدعارة وانتشرت بينهم الامراض الفتاكة مثل السرطان والايدز ويموت بسببها يومياً عشرات الألوف من البشر ويتقاتلون فيما بينهم من اجل مصالح دنيوية ضيقة ورخيصة، لذلك نؤكد من خلال صفحات (صم بم) بأن الدعوة المتوقع توجيهها من قبل المؤتمر الثالث للاتحاد الدولي للكلاب بشأن تأسيس (جمعية الرأفة بالانسان) سيكون له أثر طيب على الانسان المغلوب على أمره وهو أفضل وسيلة لرد الجميل على ما قدمه للكلاب.