وتكمن أهمية هذه الوثيقة التاريخية في كونها تحوي في مضمونها اعترافاً صريحاً بمجمل الأخطاء الفادحة والمظالم الكبيرة التي ارتكبت بحق الجنوب وأبنائه الشرفاء خلال العقود المنصرمة , وتوصيات للحكومة بضرورة وضع المعالجات اللازمة لتلك الأخطاء والمظالم التي أفرزت واقعاً معقداً ووضعاً مأساوياً في الجنوب وعلى رأس تلك التوصيات تنفيذ النقاط العشرين والإحدى عشرة, وتوفير التمويل لالتزامات جبر الضرر، بما فيها إعادة الملكيات المصادرة واستعادة الملكيات المنهوبة وتعويض المتضررين، وذلك في إطار جدول زمني يتم الاتفاق على تحديده خلال متابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل .
أيام بل ساعات قليلة يكون قائد سفينة الوطن وموطد لحمة اليمن ووحدتها وشموخها الرئيس (هادي) قد أخرج البلد إلى بر الأمان , وإبعادها عن التشرذم والتفكك والانقسام إلى دويلات وسلطنات ومشيخات مستقلة , حيث استطاع بجدارة أن ينجح في التعاطي مع مجريات الأحداث وتداعيات الأزمة بحكمة واقتدار مستفيداً من خبراته السابقة التي اكتسبها خلال معترك الحياة السياسية والعسكرية في العقود الخمسة المنصرمة , وذلك لما يتمتع به من حنكة واتزان القائد الملهم وفطنة السياسي المخضرم وسرعة البديهة في التعامل مع الحدث دون انفعال أو تعصب أعمى , ولما يتمتع به من قدرة فائقة في اتخاذ القرارات الصائبة والمدروسة تجاه مجمل القضايا الوطنية وعلى كافة المستويات محلياً وعربياً ودولياً.. قائد شجاع وربان سفينة ماهر استطاع أن يجنب اليمن كوارث الأعاصير والعواصف الهائجة , وتلافي هيجان أمواج البحر المتلاطمة ليرسو بسفينة الوطن بأمان حيث لا مد ولا جزر بانتظار المستقبل الأفضل والقادم لليمن الجديد . . يمن الحكمة والإيمان . . يمن الدولة المدنية الحديثة , ويمن الأمن والاستقرار, وأثبت الرئيس هادي أنه الرقم الصعب في المعادلة السياسية, والأقدر على حلحلة الأزمة السياسية وتراكمات الصراعات السابقة , وأثبت لشعبه وللإقليم وللعالم أجمع أنه رجل دولة من العيار الثقيل مما جعله محط ثقة في الداخل والجوار والمحيطين العربي والعالمي .
قرابة تسعة أشهر ماضية منذ بدأت أولى جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل كادت خلالها اليمن أن تذهب إلى غياهب المجهول بعد أن كادت أن تعصف بها وبشعبها ويلات الحرب والعنف والدمار . . إنها الإرادة الصلبة لشعب مغوار لا يساوم ولا يستكين , خرج ينتفض ضد الظلم والاستبداد كما تخرج العنقاء من خلل الرماد , شعب تغلب على لغة الحرب ولجأ لمساندة الحوار . . فقد اهتزت الحكمة اليمانية وكاد التاريخ اليمني المجيد والتليد أن يضيع لولا أن استعاد أحفاد سبأ وبلقيس وحمير وقتبان وأوسان ومعين وحضرموت حكمتهم اليمانية خلف راية الرئيس هادي الذي أخرج مؤتمر الحوار إلى شاطئ الأمان بتعاضد وتكاتف كل الوطنيين الشرفاء الذين غلبوا مصلحة الوطن والشعب على مصالحهم الحزبية والأنانية الضيقة وكان لهم ما أرادوا.
يا سبحان الله أشهر عسيرة وصعبة , ولكن كان التحدي خلالها عظيماً , وكان الرئيس هادي رمز الانتصار في إنجاح هذا الإنجاز الوطني والعربي والقومي بل والأممي في نفس الوقت ,حيث فاجأ الجميع من شركاء العملية السياسية والحوار الوطني والمحيطين العربي والدولي بشجاعته النادرة وقدرته الفائقة بالصبر على المكاره وبرباطة جأشه عند كل منعطف من المنعطفات الخطيرة التي يمر بها البلد مع شروق شمس كل صباح , في حين شمر ضعفاء النفوس وذو القلوب الخبيثة بل والمريضة من ساسة وانتهازيين ومبتزين ومروجي الإشاعات الكاذبة في وسائل إعلامية فقدت هيبتها وانزلقت برسالتها الإعلامية إلى الحضيض وقوى وأنظمة سخرت كل إمكانياتها في محاولات فاشلة لإفشال المسيرة التي أختطها فخامة الرئيس هادي لإخراج يمن الحضارة والنماء واليمن والإيمان من أكبر وأخطر أزمة تمر بها في تاريخها , حاولوا التشهير بالرئيس هادي والإساءة إليه وإضعاف مكانته ومحاولة ابتزازه في قضايا سيادية ومآرب شخصية مختلفة وخاصة لولا العناية الإلهية بالرئيس هادي والتي أفشلت مراميهم لكان اليمن في خبر كان .
ومن حق كل مواطن يمني حر وشريف ومؤمن بالثورة اليمانية وأهدافها , ومؤمن بدماء شهدائها أن يفتخر اليوم ويرفع رأسه عالياً بانتصار ووصول سفينة الوطن إلى بر الأمان بنجاح مخرجات الحوار ليقدم للعالم درساً في الوطنية والحضارة والتاريخ , وسوف يسجل التاريخ ما تحقق , وما بذل من من ملاحم بطولية في ساحات الحوار الوطني بقيادة الرئيس هادي بأحرف من نور , ولكل من ضحى وبذل الدماء والعرق من أجل اليمن سيادة ووحدة ووجوداً وحضوراً في هذا العالم , وأخيراً على شرفاء الوطن الاستعداد اليوم للمرحلة القادمة من أجل بناء اليمن الجديد الخالي من الظلم والقهر والاستبداد والديكتاتورية ونهب ثروات الوطن , وهنيئاً لوطننا اليمني ولشعبنا اليمني ( جد العرب) وتباً لمن يمارس العقوق والجحود لأجداده الأوائل والله الموفق .