ويبقى القول أن « اللاعبين بالبيضة والحجر» في حضرموت - أياً كانوا- سيخرجون بلا نتيجة ؛ لأن أي تصعيد سيؤدي الى مخرجات حتمية واحدة : صعود «القضية الحضرمية» الى الواجهة كمشروع انعزالي لإنشاء سلطنة تحت رعاية الجار السعودي المتحفز للوصول الى البحر العربي ، وبسط رعايته على مساحة شاسعة ؛ بعد أن يكون قد أنجز خنق اليمن بالضربة القاضية.
يدرك البيض وبقية مكونات الحراك الانفصالي أن السيطرة على حضرموت لن تكون سهلة. في الماضي كان هناك الاتحاد السوفيتي وخطوط تماس حمراء للحرب الباردة. أما اليوم فلن يكون بإمكان المركز في الدولة الانفصالية التي يحلم بها البيض ومكونات الحراك المتطرف ؛ لن يكون بإمكانهم السيطرة على حضرموت.
وحدها شرعية الوحدة والجمهورية اليمنية ومخرجات الحوار الوطني توفر ضمانات الحفاظ على وحدة اليمن وعدم تفككه.
ولذلك يبذل الساعون للانفصال جل جهدهم لإنجاز صيغة متدرجة لفك الارتباط تمكن المركز التسلطي القديم من الهيمنة على حضرموت بالتوازي مع اعادة بناء مراكز النفوذ هناك لسلطتها الجديدة الناشئة من تقاسم النفوذ مع مراكز القوى في صنعاء.