ذاك الذي لا يعرف الثبور
ولم تنل من روحه وعزمه غوائل الشرور!!
مازال يافع الحضور في مدرج الستين عام
يداعب الأحلام
يرنو الى مرافئ النضوج والسلام
***
ومد خطوتي تجاوز المسافة المسعورة
ولعبة الكمائن التي للريح والغبار!!
والزيف والشنار!
وغادر القيود.. والشباك
وإنني في زحفي المشدود للمدى البعيد
أراود الأفلاك عن مرافئ النجوم
في أرفع السماك
وارسم الذي نجا من ربقة الفناء!
أشكل استوائي الجديد
مواصلاً مسيرة النهار
لأخصب المناهل التي لم تعرف الضياع
منتمياً لأعظم التوهجات في الذرى
وأرسم المدار حول صورة اليقين
لكي يكون للخطى الذرى التي اريد
في الموئل المجيد!!
***
هذا إذن توهج استدارة الكلام للضياء
هذا الضياء قادم بلا اعنة تهذب الجموح
ليغدق المهابة التي تضيء في الدماء
أخط في أضلاعه معالمي في ذروة الإباء
وانقش الخلود فوق بصمة البقاء
ومرتجي الدلالة التي تخبئ انكشافها
كأنها الكنوز في إجازة الدروس.. والبيان!!
أو انها البشارة التي تدل كل عاشق لسدرة الفلاح
ومنتهى الذي ابغيه في تحرري من سطوة القيود
وغابة الوحوش حول بيتنا
ولغز ما حسبته استراحة النهوض والنماء!!
***
أنا الذي مازال يمخر العباب
كبائع الظنون في ازقة الضياع
أراجع المسطور في طلاسم الكتاب!
أسير ذلك الهوى العنيد في ارتقاء ما يكون
وفي اجتلاء ما أريد
كصانع الاعجاز في دوامة المشيئة
وحضن ما اشاء!
***
هذا الذي مازال كالندى يقاوم الظما
ويعصر الغيوم كي يغيثنا
يدل وثبة النجاة لاستقامة المصير
وكل ما نرجوه في تألق الوطن
من أجله تساق كل التضحيات
على امتداد ما يجيء من تدافع الزمن
لمن يحصن الوجود
يجيء حاملاً مجامر الصعود في منازل الخلود
لسؤدد اليمن!!