إلا إن تلفزيون عدن قد تخطى على مرور الزمان والمكان كل العراقيل والمطبات التي كانت تقف حجر عثرة في طريقه جعل المستحيل حقيقة تتحدث عنها الأجيال جيلاً بعد جيل.
إن السنين التي عاشها تلفزيون عدن تحكي تاريخاً بأكمله لأجيالنا القادمة عما قدمه أجدادنا وآباؤنا الأوائل في مضمار الإعلام لتلفزيون عدن استشعاراً بالمسؤولية التاريخية الكبيرة التي يتحملها كل إعلامي في تلفزيون عدن.
لقد استبسلوا استبسالاً شامخاً شموخ جبلي ردفان وشمسان ووصلوا إلى المعالي السامية بثقة الإنسان اليمني الأصيل في مجده وعراقته وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة هذا الإنسان.
إننا اليوم نحتفل بذكرى تلفزيون عدن ونحن في أجمل أيامه ولياليه والمتتبع لكل ما قدمه من برا مج وفقاً لخططه السنوية والفصلية، وإبداعات الأكارم مقدميه ومخرجيه ومؤلفيه ومذيعيه وكل كوادره المتميزة منذ الوهلة الأولى لتأسيسه وتكوينه في عام 1964م وحتى لحظات الاحتفالية بذكرى تأسيسه يجده قلباً ينبض بالعطاء والإبداع منذ مؤسسيه الأساتذة الكبار العظماء في تقديم الجديد المتجدد في عالم عدن الجميلة.
لقد أكد بالملموس أنه عالم لحاله من جميع ما قدمه ويقدمه على مدار الساعة علم خلالها أجيالاً وأجيالاً صنوف العلوم والمعرفة والثقافة والأدب والفنون.
إننا حينما نتحدث عن تلفزيون عدن نتحدث عن عدن التاريخ والمجد العريق فقد ظلت عدن ولازالت وستظل نبراس ومنبر الحرية لكونها قد أنجبت رجالاً أقوياء أشداء ذوي بأس عظيم لا يهابون الموت ولا ينهزمون يوماً في أي معترك خاضوا ملاحم بطولية على جميع جبهات النضال الطويل وأبدعوا وأعطوا كل ما هو جميل عرفوا الطريق إلى هدفهم في صنع المستحيل وبنوا كل جديد متجدد وكانوا يسطرون معالم جميلة بكل شيء يعملون.
لقد أينعت المعرفة لتلفزيون عدن طريق الخير والنماء لعدن التي لن تنتسى أبداً لزوارها الوافدين إليها من كل حدب وصوب ليروا ويشاهدوا معالمها التاريخية والأثرية من خلال (طوف وشوف) ما لذ وأعجب الناظرين في مينائها وبحرها الساحر وجزرها وأزقة عدن وشوارعها وبناياتها المأخوذة من عبق التاريخ.