مر الرئيس الساقط باختبارات عديدة كان نجاحه فيها كفيلاً بالتفاف جميع المصريين حوله باعتباره رئيسًا مدنيًّا يمكن أن يفتح صفحة جديدة من الحكم الرشيد بعد ثورة عظيمة، لكنه رسب فيها جميعًا، وأثبت أنه تابع ذليل للتنظيم الدولي للإخوان، ومأمور لا يفكر فيما يصدره أو يقرره من تعليمات التنظيم حتى لو كان ولاء هذا التنظيم لجهات خارجية، وأجهزة مخابراتية لا تريد الخير لمصر، حتى لو كان مجرد أداة في يد قوى تريد تفجير مصر من داخلها، حتى لو كان شديد العداوة لفكرة المواطنة المصرية وسيادة شعبها.
ومثلما رسب الرئيس الساقط في الاختبارات المتعددة التي مر بها بعد أن أدى اليمين أمام المحكمة الدستورية، رسب أيضًا في أكبر اختبار يمكن أن يمر به حاكم أو مسؤول عندما تعامى عن الملايين التي خرجت في الشوارع تطالب بالتغيير بعد سنة واحدة من حكم التنظيم، فلم ير هذه الحشود الهائلة، ولم يسمع هديرها، ولم يقدم مصلحة بلاده، بل نفذ الأمر الذى وصله متأخرًا من قياداته بالتنظيم، أن اخرج وتشبث بالكرسي، وقلها صراحة: أنا أو أنهار الدماء تجري في الشوارع، أعلن الجهاد، وأتباعك العميان مثلك سينفذون القتل العشوائي في الشوارع.
وبالفعل حدث ما رأيناه من وقاحة سياسية، واستهتار بالمنصب الرفيع، وإهدار لسلامة شعب بكامله، وتعريض الأمن القومي لخطر جسيم، واستعداء القوى الأجنبية على بلادنا، وتصوير التغيير باعتباره ردة إلى الماضي، أو انقلاباً من الجيش، وكلاهما كذب صريح، لكن هل يصعب على قاتل أن يكذب؟ وهل يصعب على الخائن أن يقلب الحقائق؟
لقد وضعنا مرسي الساقط بإرادة الشعب، وفاقد الشرعية بإرادة الشعب، أمام مسؤولياتنا مهما كانت التضحيات.. فإزاحته ومحاكمته هو وأتباعه وأزلام نظامه وتنظيمه أصبحت فرض عين على كل مصري يؤديه بما ملكت يداه، والله على ما أقول شهيد.