تصدير الأزمة على أنها انقسام شعبي ما بين فريقين متكافئين هما جبهة الإنقاذ والإخوان أو التحرير و«رابعة» هو من قبيل الدجل الإعلامي والنصب الدعائي وتزييف الوعي الجماعي الذي تمارسه الجماعة من خلال أبواقها التي وللأسف الشديد ضمت إليها جريدة الأهرام كبوق إخواني صريح وهي التى كانت تمثل للصحفيين وللقراء الصرح العظيم والمؤسسة الكبيرة ومصدر الخبر اليقين، الصفحة الأولى للأهرام مقسومة بالعدل والقسطاس ما بين التحرير ورابعة فى محاولة ساذجة لإيهام القراء بأنها صراع بين متكافئين أو نصفين متساويين هما التحرير ورابعة مع أن الصراع أصبح الآن بين شعب وجماعة، وطن وعصابة، بلد علني في مواجهة تنظيم سري، دولة قانون ضد تنظيم غير قانوني ولا يريد صياغة شكل قانونى يخضع به للمساءلة والحساب!!، هذه هي القضية باختصار والدليل لماذا لا توجد تجمعات مثل تجمع رابعة العدوية في أي محافظة أخرى غير القاهرة؟ الإجابة بسيطة ومعروفة وهي أن الموجودين في رابعة هم المشحونون بالأتوبيسات من كافة المحافظات، أي أن كل الجماعة وكل أنصارها تجمعوا في هذه البؤرة الرابعية العدوية حتى تسلط عليهم كاميرات الإعلام ويتم تصدير الصورة للعالم بأنه شعب منقسم ما بين ميدانين وهما في النهاية على رأي باسم يوسف ليسا ميدانين، بل ميدان وإشارة، القضية بين طرفين، شعب خارج بدون أوامر من تنظيم أو فرمانات من حزب، وجماعة تخرج بإشارة وتتجمع بصفارة وتلقن بمهارة وتحفظ وتردد بحرارة وتتخذ من الدين تجارة!!، شعب يريد استعادة بلده من جماعة تهدر القانون وتراوغ بالدين وتمارس القمع وتتعامل معنا بمنطق الفريسة والنهيبة وتفضل الإخواني الحمساوي والتركي على المواطن المصري الذى لم يدخل جنة الإخوان وفردوس الجماعة، شعب كان يحلم بالحرية، فاستيقظ على كابوس يريد أن يسلبه حتى النفس ويجرده من أي حق فى التعبير ويلخص كل مشاكلنا ويختزلها فى القضاء والإعلام، تنظيم يكره القضاء لأنه يكره العدل ويمقت الإعلام لأنه يعشق الظلام ويموت ببقعة ضوء ويندثر بمجرد مصباح أو شمعة، أرجو ألا يسقط الإعلام فى هذا الفخ المدبر بعناية، فالقسمة بهذا الشكل المريب المتعمد ليست قسمة الحق، ونحن كنا نعرف جيداً أن من يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن تصعد الروح إلى بارئها ينطق الحق بكل صدق وشفافية لكن للأسف الإخوان استثناء، فالجماعة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة ما زالت تمارس الأكاذيب وبشكل أكثر عدوانية وأقل إحكاماً وهو مايسهل فضحها، عادت لتمارس دور الضحية الذى لم يعد ينطلي على أحد ولم يعد يقنع أحداً ولا حتى يخدع طفلاً، فالقادة الإخوانجية الذين يجلسون أمام الشاشات، ويقزقزون الكاجوه والفستق مع أولادهم وهم يرون شبابهم المخدوع المسكين، مزيف الوعي مغسول الدماغ يواجه وحده شعباً كره الإخوان بسبب تصرفات هؤلاء القادة الذين ملأوا الكروش بالمليارات وعلموا الأولاد فى أمريكا وأوروبا وحصلوا على جنسيات أخرى لعائلاتهم انتظاراً للحظة الهروب الآمن تاركين شباب الجماعة خريجي مدارس الحكومة وجامعات الأقاليم الذين لايملكون من حطام الدنيا إلا الحماس لفكرة زائفة والانصياع لتجار دين مخادعين، نقول لقادة الإخوان عن أي نقطة دم زكية تراق من شاب إخواني الذى هو من المفروض مصري قبل أن يكون إخوانياً، نقول لهم كما قيل عند موت عمار بن ياسر: «قتله مَن أخرجه».