وزير العدل أوجعه وآلمه المشهد واعتبر أن الحكومة التي تسمح بذلك هي حكومة ظالمة -على حد وصفه لحكومة الدكتور قنديل- لأنها لا توفر الحماية والأمن لأفرادها وشعبها. لكن معالي الوزير لم يقل لنا ماذا هو فاعل وهو المسؤول الأول عن العدل في الدولة التى أعلن وفاتها؟ هل يبقى فى موضع المشاهد والمتألم مثله مثل أي فرد عادي فى مصر يتألم ويتحسر على وطن جعلته الدولة الحاكمة الآن مسلسل رعب يتابع أحداثه فى المساء؟ أم يراجع ضميره ويعلن رفضه أن يكون عضوا فى هذه الحكومة الظالمة الرخوة والمسترخية عن أداء واجبها الأصيل فى توفير الأمن والأمان لشعبها بدلا من توجيه طاقاتها الأمنية لقمع المتظاهرين وحماية مقر مكتب الإرشاد بكل ما أوتيت من بطش وقوة.
المستشار مكي أعلن وفاة الدولة التي تنتهك فيها الحرمات وتصفع فيها النساء ويعتدى فيها على سيادة القانون ويهان القضاء وتحاصر المحكمة الدستورية ويضيع فيها العدل بين الناس ويفقد كل شيء معناه وتسقط الهيبة عنه، وهو شاهد عيان كمسؤول وكقاض وكوزير عدل ومع ذلك لا يحرك ساكنا حتى ولو بالاستقالة وهذا أضعف الإيمان، لكنه مازال ينتظر تشييع جثمان الوطن بعد الوفاة وتقبل العزاء فيه.
أتفق مع وزير العدل على حالة الوفاة ولكنها وفاة الدولة التي أصبح فيها وزيرا نترك الحكم عليه للتاريخ، هي وفاة دولة يحكمها رئيس بلا خيال سياسي في إدارة شؤون الحكم وجماعة تفتقر للحس والضمير الوطني ولا يهمها الدولة كما قال مرشدها من قبل «طز في مصر وأبومصر».
بعد الوفاة التي أعلنها وزير العدل لا يبقى إلا رحيل «دولة العجزة والفشلة».. فالبقاء للوطن والشعب.
متى يعلنون وفاة الدولة؟
* كاتب مصري