في الحلقة الأولى تحدثنا عن عقيدة الغش، وفي الحلقة الثانية كشفنا كيف كان قيادات الإخوان يعظمون من شأن حزب النور وتطوره السياسي ويصفونهم بالشرف والنزاهة أثناء التحالف، وكيف تحول النور بعد أن أصبح خصما للإخوان إلى حزب لا يفهم في السياسية وقياداته متهمة بالفساد والتربح غير المشروع..
في حلقة اليوم أو سطور اليوم نواصل رفع الغطاء عن بلاعة أخلاق الإخوان وأكاذيبهم عبر وقائع وأحداث لا يجرؤ قيادات الإخوان على نفيها أو التشكيك في صحتها..
وقبل أن أشاركك الواقعة التي تكشف حقيقة أخلاق الإخوان المسلمين دعنا نستدعي معا ذكريات ما قبل ثورة 25 يناير حينما كان الإخوان أكثر حرصا من الحرص نفسه على نفي فكرة التنظيم الدولي وعدم وجود علاقة رسمية تربط مكتب الإرشاد في القاهرة بالحركات أو الأحزاب أو التيارات التي تمثل الجماعة وفكرها في دول العالم المختلفة، ولأن الأمر في الإخوان مثل علبة جهينة ميكس تضم كل حاجة والعكس، تحول الأمر إلى النقيض تماما بعد الثورة وخرج علينا عصام العريان وصبحي صالح بتصريحات تفاخرا من خلالها بأن الإخوان يحكمون في خمس دول بالعالم وأن علاقة مكتب الإرشاد بالحركات التي تمثل الإخوان في دول العالم قوية وخطيرة..
وبعد هذا التأكيد على أن مكتب الإرشاد في القاهرة هو المظلة التي تضم حركات الإخوان في كل دول العالم، يسعدنا ويشرفنا أن نقدم لكم الواقعة التالية والتي حدثت في دولة الجزائر قبل 24 ساعة من الآن حينما طالب الإخوان المسلمون في الجزائر، الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني «مجلس النواب»، بتقديم اعتذار مكتوب على صفحات الجرائد لأنه ذكر إسرائيل خلال خطاب ألقاه مؤخرا بخصوص مشاركة المرأة في الحياة السياسية، وطالب إخوان الجزائر بسحب الخطاب من كل تداول مكتوب أو مسموع أو مقروء في أرشيف المجلس الشعبي الوطني، لأنه من وجهة نظر قيادات الإخوان في الجزائر جريمة كبرى وتمهد للتطبيع مع إسرائيل..
هذا ما حدث في الجزائر وما كان يحدث في مصر أثناء زمن مبارك، ولكن حينما وصل الإخوان المسلمون إلى السلطة وأصبح مرسي رئيسا لم يعد ذكر كلمة إسرائيل جريمة، وأصبح من الطبيعي جدا أن تأتي وفود الموساد للقاهرة، وأن يخاطب رئيس مصر محمد مرسي رئيس إسرائيل بخطاب عاطفي به من مرادفات الحب والتمني برفعة دولة إسرائيل ما يخجل اللسان من ذكرها وما كان يعتبرها الإخوان في زمن مبارك خيانة كاملة تستدعي غضب الله ورسوله.
إخوان الجزائر نسخة من إخوان مصر يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويسعون لإحراج النظام الحاكم بالدعوة الدائمة للجهاد كما كان يفعل الكتاتني ومكتب الإرشاد في عهد مبارك، ولكن حينما تصبح مقاليد السلطة في يدهم ويصبح من حق أحدهم اتخاذ قرار فتح باب الجهاد يصمتون كما الشياطين الخرس وتخرج تصريحات على لسان الشاطر وجهاد حداد وغيرهم بأن أي نقاش بخصوص العلاقة مع إسرائيل مؤجل إلى حين لأن الظروف المواتية لا تسمح وهو نفس الرد الذى كان يستخدمه مبارك..
الخلاصة يا عزيزي: أي سؤال يتم توجيهه للإخوان المسلمين بخصوص الحكم الديني أو السياسي في العلاقة مع إسرائيل ودول الغرب؟ لابد أن تستكمله بعبارة قبل وصول الإخوان إلى السلطة أم بعدها.. لأن تلك طبيعة المنافقين يا سيدي.. يقولون قبل أن يأتيهم جاه الدين عكس ما يفعلونه بعدما تصبح الدنيا تحت أقدامهم والسلطة بين أيديهم.. شوفتوا أخلاق بالخسة دي قبل كده..