من ضمن هذه الكتب المهمة كتاب «إخوان إصلاحيون» للكاتب هيثم أبوخليل صاحب الكتابات المتميّزة داخل تيار الإصلاحيين في الجماعة، والذي تحمّل نتيجة استقلال تفكيره الكثير من العنت والهجوم والتشويه الذي وصل إلى حد الاغتيال المعنوي.
«جماعة الفُرص الضائعة»، هذا هو الاسم المناسب والتوصيف الصحيح الذي خطّه قلم هيثم أبو خليل للتعبير عن تلك الجماعة التي توافرت لها الفرص التاريخية لكي تقودنا إلى التجربة التركية فإذا بها تنزل جنوباً إلى التجربة الصومالية!.
الكتاب يعرض بأسلوب سلس مرتب ومحكم عدداً من القضايا التي عرضها تيار الإصلاح داخل الجماعة، وبالطبع وقف الصمم الإخواني واستعلاء الجماعة حائط صد فولاذياً أمام هذه الأفكار الإصلاحية، ويجيب عن أسئلة كثيرة طالما سألها الناس الذين وثقوا في الإخوان ومنحوهم أصواتهم. أين المواهب والكفاءات الإخوانية التي قالوا إنها ستحل مشكلات مصر في لمح البصر؟.. لماذا لا يهجرون عقلية التنظيم السري وسلوك التقية حتى الآن، برغم تربعهم على عرش الحكم؟. إلى آخر هذه الأسئلة التى لا تتسع المساحة لسردها.
يضع المؤلف هيثم أبو خليل أيادينا على بعض الحقائق التى أعرض لكم بعضها والتى ستساعد على فك الاشتباك وكشف هذا الضباب وإزالة الحيرة والتى تجعل كيان الإخوان مفتقداً للمرونة، كسيحاً فى عالم يعدو نحو الضوء والحرية:
- الإخوان يجعلون ميراثهم الفكري المكتوب بيد قادتهم جزءاً من تراث الإسلام نفسه ويكتسب قداسته، وهو فوق النقد .. التنظيم تحوّل من وسيلة لحفظ الذات من الذوبان إلى مجتمع مصغر يحاول جاهداً ابتلاع المجتمع الكبير .. سلبيات السرية هدمت مكاسب العلنية .
- لماذا تغيب الكفاءات والمواهب عن الإخوان؟ لأن معيار المفاضلة هو القدرة على التنفيذ، لا القدرة على الابتكار والإبداع، وإن وُجدت الكفاءات لا تصعد، لأنهم يعتبرون ثرثارين .. لا يهتم الإخوان بفقه الواقع وفقه الخطوط العريضة للإسلام .
اعتاد الإخوان الأناة والسلحفائية من خلال إهدار عنصر الزمن داخل المعتقلات، فهم غير قادرين على الحركة المتفاعلة السريعة مع المجتمع .
الكتاب جهد كبير لا ينفع معه تلخيص مخل، لذلك يحتاج كل من يريد قراءة تقرير أشعة على مخ وأمعاء وقلب الإخوان أن يطلع عليه .
كاتب مصري