ومارس هذا الجمع المتوحش أبشع جرائم التعذيب والضرب والسحل وتعرية المتظاهرين، وكأن التعرية بذاتها مزاج عندهم، واقتيد العديد منهم إلى معسكراتهم السرية لممارسة التعذيب مرة أخرى ومحاولة انتزاع اعترافات مزعومة منهم. ودون أن تسألهم النيابة عند تسلمها للمقبوض عليهم بعد أن جرى عجنهم في معجنة التعذيب الإخوانى من أنتم؟ وبأي صفة فعلتم؟. وأين كانوا؟ ولماذا عذبتموهم؟.
ويتمدد تعذيب واغتيال المواطنين السلميين إلى تعذيب المواطنين عامة عبر سوء الأداء وسوء الأوامر الصادرة من الجماعة، أو بالتحديد من فلان في الجماعة. فالخبز آخر ملاذ الفقراء ينقرض حجمه، وللمواطن ثلاثة منه بسعر مدعم فإن جاع يستمر جائعاً لأنه لن يجد ما يشترى به غير المدعم، وتتراكم عملية تعذيب المواطنين عبر سوء التعليم والعلاج ووسائل النقل والإسكان وفي كل مناحي الحياة. والمثير للدهشة هو أن الدولة الإخوانية التي تتبدى فرعونية الأداء نازية التعذيب ترتد في ذات اللحظة لتكون متهالكة منبطحة في تحقيق أمن المواطن. وفي إطار ذلك كله يخرج علينا د. مرسي وقادة الجماعة يتحدثون في براءة الملائكة، متهمين جبهة الإنقاذ بأنها تعطي غطاءً للعنف. ولأن افتقاد الذكاء متوفر فقد سئل أحدهم في واحدة من الفضائيات:
هل التظاهر السلمي ممنوع؟ فأجاب: بالقطع لا. إذن متى لا يكون غطاءً للعنف؟ فقال ببساطة أو ببلاهة: يتظاهرون فإن حاول شخص استخدام العنف يفضون المظاهرة وهنا يستطيع الأمن القبض عليه.
وهذه المطالبة غير الذكية تعني عدة أشياء، منها أن جبهة الإنقاذ تحكم قبضتها على مئات الألوف وتأمرهم فيطيعون في التو وهذا غير صحيح، فالشعب ساخط وغاضب وكاره ولن يستجيب، ومنها أن الجماعة يمكنها أن تدس على صفوف مئات الألوف واحداً من أشاوس مذبحة الاتحادية ليلقي حجراً فننفض نحن سريعاً. إنه الذكاء الإخواني المنقوع في حمأة التسلط والتأسلم والرفض لأي عقل أو تعقل.
رئيس حزب ( التجمع ) المصري