يوم استثنائي جديد، يمثل دعوة لكل الجماهير الغاضبة في المحافظات للخروج ومهاجمة رموز ومؤسسات الدولة، وإعلان رفض سياسات المحافظين الفاشلين.. والرئاسة صامتة.
يوم استثنائي جديد.. والأيام الاستثنائية تتراكم، إن لم تكن فى ذكرى أحد أيام ثورة 25 يناير، فهي فى ذكرى تداعياتها وظلالها، وهي كثيرة وممتدة ولم تتوقف حتى الآن.. الغضب يتواصل والاحتجاجات تتطور وتمتد لتشمل محافظات جديدة كل يوم.. والرئاسة صامتة، فلماذا تصر الرئاسة على الصمت وكأنها ترجو من الأيام والليالي وحدها أن تعالج كل قصور إدارى وسياسى خلال الفترة الماضية؟
صمت الرئاسة الرهيب والعجيب لا يمكن أن يكون حلاً لحالة الانقسام السياسى والاحتقان فى الشارع، بل يعقد المشكلة ويدفع الأزمة الحالية إلى مزيد من التعقد، وصولاً إلى انفجار شامل قد يبدأ بعصيان مدني محدود ويمتد إلى حالة شاملة من الفوضى، وساعتها لن تكون هناك نقطة للتراجع ولا حلول للتهدئة ولا قرارات مقبولة، فلماذا تنتظر الرئاسة وهي صاحبة القرار والسلطة والعقد والحل هذه الساعة، بدلاً من أن تسارع إلى تلبية المطالب التي خرج من أجلها المتظاهرون الغاضبون؟
تغيير الحكومة ليس مطلباً عسيراً ولا يقصد منه إحلال شخص مكان آخر، لكنه التغيير الذي يضع الشخصية التنفيذية القائدة فى موضعها المناسب.. وإشراك المعارضة فى إدارة البلاد ليس معناه انتقاصا من سلطة الرئيس، ولا يغني عنه الدعوة لحوار مجاني يتحدث فيه المجتمعون حول مائدة مستديرة، وإنما القصد منه المحافظة على طبيعة هذا البلد وشخصيته ومكانته السياسية والثقافية، بعيداً عن أي أوهام للسيطرة أو التلوين أو الاستحواذ.
تستطيع الرئاسة -فى ظني- أن تقدم حلولاً ناجحة لكل ما يحيط بنا من أزمات، إذا استمعت لمقترحات ورؤى الخبراء والسياسيين والمثقفين الوطنيين، وما أكثرهم.. لكن فى كل الأحوال.. هى تملك القرار وتتحمل النتائج.
*كاتب مصري